عرض مشاركة واحدة
  #151  
قديم 22/08/2010, 22h27
الشريف العوني الشريف العوني غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:392953
 
تاريخ التسجيل: February 2009
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
المشاركات: 28
افتراضي رد: فن الغنايا في أفراح الساحل التونسي

وهذا محل شاهد آخر يشكو فيه الشاعر من التسيب والميوعة والتفسخ، فالشاعر علي الكيلو يرى الشاب كالأسد في مضهره لكنه خاو بدون مبادئ ولا تربية:
يا صاحبي بالله لاش تسال لا تدخلني لا يقــولوا كلوف
ولا تجبد لي على محاكي طوال ولا تمشّيني مع الهوى متلوف
خلّيني مع جملة الغفّال ولا تفيّقني بقلّة المعروف
ولا تتقّيلي الشمس بالغربال ولا تردّنيش صغير بعد نصوف
راني ناقل من الرّزن جبال نحس ثقلهم فوق مِ الكتوف
زاد وقع لي طرق مِ الهْبال عقلي مني راح لي مخطوف
لا عدت نعرف حرام مِ الحْلال ولا عاد عندي بالحياة كيوف
و لا عدت نعرف العنز م الغزال ولا عدت نفهم الجدي م الخروف
و لا عدت نفرز الطين م القلاّل ولاعدت نفرز الأقمشه من الصوف
نمشي جهامه مع العباد خيال نحس بروحي فوق من هفهوف(1)
قدّاش منّه ها وسعْ البال نعدّي عوجك و العيون تشوف
زادوا عليّ بعض مِ الأجيال لا بقات حشمه عندهم لا خوف
ما أصح رقعهم وجوههم نعال أنثتهم وذكرهم دينكم مكشوف (2)
بأخص بنات الْ يلبسوا الترقال الجيب فوق الركبه مدوّر وملفوف
و ثم منهم منهي تلبس السروال فوق منه تريكو كابس على الجوف
زنودها عرايا كي ثلبة الجمال تدوّر في كرومتها ككرومة الحلّوف
الولد كيف تشوفه تقول شبل م الأشبال قصّته ممشوطه أعز ما تشوف
إذا نظرت الصيفه تقول هنكره و خيال إذا كان خالطته تلقاه مثل بوف (ف)(3)
مغروم لك بالسكره وعمايل المحال ع الكفر و الجلاله لا يحن لايروف
ما عندهمشي حشمه م العم لا م الخال لا من ال يتفرّج ولا من اللي يشوف
ما زالشي ما تارى ما عاد ما مازال باب الحياء تنحّى اليوم هاك تشوف
بالله خلّي أكّاكه عايشين كي الأغوال مع الفلك ندورو و نتبّعوا الضروف
الوقت راح و عقّب ما عاد ما تنال كان ماشي توزن ما توجد الصروف
يا صاحبي نقلّك لا تتبّع الظّـلال لا تيهش مع الدنيا لا تترمى محدوف
إياك راه يغرّك شيطانها ختّال راك ما تعرفشي على ساعة الهدوف (4)
شوف للجرّالاره آش قطّعت حبال شوف للجبّانه آش خازنه دفوف (5)
خوذ مني نصيحه لا تخالط الأرذال واجتنب واتبعّد لا تخالط الزفوف (6)
عرضك إذا تقطّع لا ترقّعه بالمال ولا تفيد رقايع في بايد الطروف
لو كان كيف تعبنا و اللي تعب ينال كيف ما يقولوها حتى الشقاء مخلوف
أمّا نخاف يطلع زرعنا بطّال لا لنا بالحنّه لا طراوة الكفوف
طالبك يا ربي في صلاحة الأحوال لا تفسّدِلْنا ضنوه بجاه جبل الطوف
خفّف عليّ حملي من الذنب والسّؤال بجاه ما قرت العلْماء وما كتبوا حروف
و الصلاه ع الهادي شفيعنا كمال قدّام رب العزّه كيف نوقفو صفوف
و هذا سلام قريته على جملة الرجال علْ قد برق يلعج والريح في الزفوف
علي الكيلو غنّى من صغرته قوّال بحره قوي وكاسح كسّار في الشقوف
ـــــــــــــــــ
قسيم مثنّى كامل نظم حوالي سنة 1980، في الوعظ والإرشاد.
كثيرا ما نجد الوعظ وتوجيه النصح في الشعر الشعبي، إلاّ أنه ليس بابا مستقلا بذاته بل يدخل في غرض العكس، وهذا لأن قصائد النصح في مجملها لم تخل من التلميح إلى قرب نهاية الدنيا ولهذا تنقلب الأوضاع وتكثر الغرائب حتى أنّك ترى القط يخشى الفار والسافل يعلو والكريم تنحطّ منزلته، و على ذكر هذا لا أنسى بأن أذكر بما يسميه الشعراء " المحصّن" وهي هذه القصائد الرمزية التي تشكو من أوضاع الزمن وغدره وتنقد المجتمع بالتلميح.
(1) هفهوف : الكاف من الجبل أو ما أشرف على البحر و يسهل منه السقوط.
(2) "ما أصحّ رقعته أو وجهه نعال" أوصاف من قل حياؤه.
(3) هنكره : هيبه .
(4) ساعة الهدوف : الساعة الآتية أي ساعة الحساب.
(5) دفوف: ج دفّه وهي تحريف جثّه.
(6) الزفوف : ج زفزاف من كان كلامه كالريح خاويا.
رد مع اقتباس