.
ليست كلمات هذه الأغنية لتشكل مادة للتفسيرات والشروح نظرا لسهولة ألفاظها و وضوح معانيها وصدق تعبيراتها التي تبوح بالفرحة والإستهلال بقدوم شهر رمضان المبارك.
.
لكن ومن موقع المستمع والمتلقي، فاللحن وعلى سهولته وسلاسته وسرعة تقبل الأذن والروح له، إلا أنه يحتوي على ثراء وتنوع و مزيج من التحويلات
فالملحن محمد قاسم، الذي في الحقيقة لا أعرف عنه الكثير، يستهل الأغنية بمقدمة (أهلا أهلا رمضان ..) تبرز شدة الفرحة والبهجة وتكاد تصور لنا لوحة لأطفال يرقصون مرحبين برمضان، و يجعل من هذه الجملة الموسيقية لازمة الأغنية
ثم يأتي المطرب المبدع الراحل عبده السروجي على أنغام توحي بالخشوع والتأمل و الوجدان (شهرعبادة و زكاة و صيام ..)
يبدأه بنسق تصاعدي من القرار الى الجواب ليرد عليه الكورس في الجواب أيضا (يا رمضان)
وتتكرر نفس التركيبة في المقطع الثاني الى أن نصل الى أخر فقرة.
هنا تتغير الأجواء تماما ويحملنا السروجي من الأنغام الراقصة وحالة الخشوع الى لحظات دعاء وتأمل وتضرع في موال قصير(كل منانا أيامه تطول --- وفلياليه نسمع قرآن)
ثم يرجع بنا في الأخر الى نفس التحويلات لتنتهي الأغنية بالأجواء الراقصة الجميلة.
أدركت أنه ليس من السهل أن تجد هكذا مزيج في أغنية ذات طابع ديني
لكن هذا الملحن المغمور محمد قاسم أظهر قدرة و تمكنا وإبداعا منقطعي النظير