مفردة الطب والطبيب في الغناء العراقي وبقية الاقطار العربية
ارتبط الطب والطبيب ارتباطا وثيقا بحالة الانسان الصحية ومداواته من العلل والامراض المختلفة على مر العصور والازمان.
ان الغناء والاغنية هي صورة من الصور التي يعبر فيها الانسان عما يمربه او يعانيه من مظاهر الفرح او الحزن بسبب من تعامله وتفاعله مع مختلف الشؤون الحياتية التي يعيشها، واحدى هذه الشؤون هي نجاحاته واخفاقاته العاطفية او تعثر ها بسبب من الاسباب وهذا بدوره ينعكس على الحالة الصحية والنفسية سلبا او ايجابا على الانسان عند تعاطيه او تعامله مع هذه الامور، لذلك تصر الشعراء وكتاب الاغاني ومعهم المطربون انهم عندما يستنجدون بالطب وبالطبيب انه بمقدوره مساعدته في مداواة مصاعبهم واحباطاتهم العاطفية مثل ما هو معروف عنهما في معالجة العلل والامراض الاعتيادية التي تصيب البشر .
والغناء العربي لم يخل من الاستنجاد بهذه المفردات التي تصورها الشاعر انها تمكن من يخفق في الحب من مساعدته على الشفاء كما يشفى المريض الاعتيادي .
وفي الغناء العربي الحديث تعتبر قصيدة( ياآسي الحي) التي شدت فيها السيدة( ام كلثوم )من شعر( اسماعيل باشا صبري )ومن تلحين الشيخ (ابو العلا محمد) من اوائل الاغاني التي نحت هذا المنحى حيث تنشد فيها
يا آسي الحي هل فتشت في كبدي
وهل تبينت داءً في ثناياها
أواه من حرق اودت بمعظمها
ولم تزل تتمشى في بقاياها
يا شوق رفقاً باضلاع عصفت بها
فالقلب يخفق ذعرا في حناياها
والآسي لغويا بمعنى الطبيب
وكذلك غنت المطربة (نادرة) في اول فيلم غنائي عربي( انشودة الفؤاد) قصيدة( قيس بن الملوح ) او( مجنون ليلى )والذي فيها يتمنى ان يكون طبيبها ليداويها بعد ان سمع ان ليلاه التي تسكن العراق مريضة
والتي مطلعها
يقولون ليلى في العراق مريضة
فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
اما الموسيقار محمد عبد الوهاب فقد غنى في نفس الموضوع اشهر حوارية غنائية عربية بينه وبين الفنانة( راقية ابراهيم )بعنوان( حكيم عيون)
والحكيم لغة ايضا تعني الطبيب
وفي سوريا من اشهر اغاني الطب اغنية المطرب( فهد بلان) التي اشتهرت في الستينات وهي اغنية( جس الطبيب لي نبضي )
وكذلك غنى المطرب والملحن ( سامي الصيداوي) اغنية تتعلق بالطب ايضا وما يتفرع منه وهي اغنية( يا صيدلي يا صيدلي)
اما في العراق فلقد اجاد الاستاذ الفاضل (نور عسكر) بمداخلته عن اغنية( دكتور جرح الاولي عوفه) للمطرب( عبد الجبار الدراجي ) والتي ذكر كيف انها جاءت تأثرا باغنية مطرب الريف الاول الفنان (حضيري ابوعزيز) وهي اغنية (عاين يادكتور)
وفي هذا المقام فأننا يجب ان لا ننسى اغنية للمطرب( داخل حسن) وهي تتحدث عن الطبيب حيث يقول فيها
يا طبيبي صواب دلالي كلف
لا تلجمه بحطة السماعة
بعد دكات الكلب ما تنعرف
تنكطع مابين ساعة وساعة
واتذكر ان المطربة المتألقة (عفيفة اسكندر) قد شدت باغنية لم تشتهر كانت قد غنتها في اوائل الخمسينات ولم تشر اليها او تذكرها المواقع الغنائية او الفنية حاليا وهي اغنية( انا دكتورة وعندي شهادة)
وكا اشار الاستاذ الفاضل( نور عسكر) فان الفنان والمنولوجست العراقي الشهير (عزيز علي) قد وظف مفردة الطبيب توظيفا ناجحا لا ان يدواي الحب واوجاعه بل ليساهم في ايجاد علاج لمشاكلنا السياسية والاجتماعية بعد ان عجزنا عن ايجاد مصلح اجتماعي او سياسي لتخليصنا منها حيث يقول
ياناس مصيبة مصيبتنا
نحجي تفضحنا قضيتنا
نسكت تكتلنا علتنا
بس وين نولي وجهتنا
دلينا يا دكتور
|