تكملة لما جاء في المشاركة السابقة للدكتور نعمان عن قارئ المقام حمزة السعداوي.
حمزة السعداوي
1925 - 1995
صورة حمزة السعداوي وبجانبه عبد الرحمن خضر
تقليديَّة السَّعداوي
لقد كان حمزة السعداوي بكل ما تلقاه من تعليم مقامي وعلى يد أكثر من أُستاذ كما مرَّ بنا، تقليدياً صرفاً..!! ولم يستطع أن يصهر كل هذه المعلومات والتأثيرات المقامية وتنوع أساليب أساتذته الادائية في أُسلوب خاص به يمكن أن يتميَّز به عن معاصريه..! اذ يبدو لنا بصورة واضحة وأكيدة، انه إستسلم جمالياً في التلذذ التام بسماع وتذوق المقامات التي أداها الفنان الكبير يوسف عمر بأُسلوبه المعروف الذي سيطر به على كيان حمزة السعداوي في نواح فنية عديدة، ورغم كل ذلك كان السعداوي أكثر وعياً من معاصره المطرب عبد الرحمن خضر في تقليد أُستاذه محمد القبانجي.. فقد كان حمزة السعداوي كثيرَ الإِهتمام بالشكل المقامي والأُصول التقليدية لمسارات اللحن المقامي متفهماً ومدركاً لأهمية وقيمة هذه الأُصول في الأُداء المقامي، وله قدرة جيدة في الحديث عن المقام العراقي وأُصوله الأَدائية بصورة جيدة تدلُّ على وعي بتفاصيل المسألة، يصلح أن يكون معلماً بجدارة..! ولكن رغم الطبقات الادائية المختلفة في صوته وسعته كمساحة من فصيلة (التنور)، إلا أنه لم يمتاز بجمال هذا الصوت..! إذ يشعر السامع لمقاماته المسجلة وكأن الصوت يأتي من بعيد، أو أن صوتَه عند الأَداء يبدو وكأنَّه مضغوط ٌعليه..!!
لقد كان المطرب حمزة السعداوي من حيث شخصيته المقبولة في المجتمع المقامي، في وضع يساعده على التواجد دائماً في الاوساط المقامية، والافادة من كل هذه الخبرات التي جعلته مستمراً في عطائه كمطرب للمقام العراقي، ذلك أن بداية حياته الفنية كانت مشجعة كما يبدو لنا، بافتتاحه المقهى ولقائه بالحاج هاشم الرجب وغيره من المؤدين والمتخصصين في شؤون المقام العراقي، ومن خلال هذه الاجواء تشبَّع بجماليات المقامات بحيث جعلت منه مطرباً مقامياً معروفاً في ولاء تام وحب مخلص له.. وقد لاقى إستجابة لابأْس بها من قبل الجمهور، خاصة بعد أن لاقت مقاماته الاولى التي سجلها في دار الإِذاعة العراقية صدىً جيداً..
ففي مقام الدشت غنّى هذه الأَبْيات العروبية..
وطن العروبة موطني وبلادي
لا فرق بين حواضر وبوادي
قوْمي اذا فاخرتهم بجدودهم
ذكروا الحما ومفاخر الاجداد
وصحيفة خُطَّتْ بسيل دمائهم
للمجد مشرقة بيوم جهاد
في كل منعطف سجل حافل
بالتضحيات وصولة الآساد
وفي مقام اللامي غنى
زمان الخير إنا عاد ياصاح
بعد ذاك الظلم هيهات ياصاح
طير السعد عالاغصان ياصاح
بنعمته وبشر بخير البرية
------------------------
محمد منزلة بالكرم منزال
على صدره كتاب الله منزال
قلب اليوده دوم منزال
الالم منه ولا تجيسه الاذية
وفي مقام الأَورفة غنّى هذه الأَبيات
نور من الله في العلياء يبتسم
ووجه طه قد انجابت به الظلم
ملائك الارك في رحب السما هتفت
هذا البشير وهذا الطاهر العلم
يا اشرف الخلق يا نور الاله ومن
تعتز في ذكره الاجيال والامم
انت الملاذ اذا مكروهة نزلت
وانت منقذنا ان مسَّنا ألم
وهذا الزهيري من نظم الفنان شعوبي إِبراهيم غناه السعداوي في مقام المدمي..
ريم الخطفني برمشاته سهم ماضي
لحشاي طرها وخلاني بسقم ماضي
مثله ابد منوجد بالحاضر وماضي
العيون وسعة وشفت فوق الوجن شاملة
ويفوح طيب ومسج لمن يمر شاملة
اهيف عزيز النفس كل الحسن شاملة
كامل الاوصاف بعيونه السحر ماضي
وأخيراً هذا مقام الراشدي بهذا الزهيري..
يا موطن العرب قلبي هلهتف باسماك
راية ترفرف الك بعز زنصر باسماك
دجلة وفرات ابتسم او شاركت باسماك
حبك بقلبي ثبت ملكيت غير وجد
غنيت من فرحتي بيك بمسرة وجد
اهل الشجاعة العرب معلوم ابا وجد
تاريخ يشهد لها وبنيانها باسماك
هذه الصورة التي حدثنا عنها الدكتور نعمان في مشاركته السابقة وهي صورة لمقهى المتحف البغدادي.
تأريخ الصورة هو 23\3\1973 وهذا التأريخ يمثل اول صعود على المسرح للفنان حسين الأعظمي وهو يغني مقام المخالف
يظهر في يمين الصورة بعض المطربين الشباب خالد القيسي وصلاح السراج وعبد الله المشهداني والمخضرم محمد العاشق ونجم عبود وحمزة السعداوي صاحب المقهى وبجانبه حسين الأَعظمي وبجانبه عازف القانون عبد الاحد جرجيس
في هذه الصورة الفنان حسين الأعظمي يغني المقام الحكيمي وبجانبه المطرب حمزة السعدواى في 30\3\1973
مقهى المتحف البغدادي
منقول عن كتاب
الأستاذ حسين الأعظمي
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ