عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 29/07/2010, 14h28
الصورة الرمزية ليلى ابو مدين
ليلى ابو مدين ليلى ابو مدين غير متصل  
رحـمة الله عليها
رقم العضوية:528319
 
تاريخ التسجيل: juin 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 1,495
افتراضي رد: اقدم تسجيل للسلام الملكى المصرى من ايام الخديوى توفيق

السلام عليكم**** استكمالا للحديث عن الموسيقى فى مصر سأكتب الان عن الموسيقى في العصر الاسلامي اولا:الموسيقى منذ عهد محمد علي الكبير
يتعتبر أن النهضة الموسيقية في مصر بدأت في عهد محمد علي باشا 1805 - 1848. فعلى المستوى الشعبي فكانت المناسبات لإحياء الموالد وحفلات الزفاف وحفلات السبوع وطلوع المحمل. ففي الموالد كان المداحون يقومون بالتراتيل وكانت الموشحات الدينية مصحوبة بالمزامير والطبل والرق. وكانت موالد الأئمة والصالحين تختلط بالإحتفالات الشعبية واللعب بالمراجيح وعروض الحواة والقراقوز واللاعبين ورقص الخيل.ومن أكبر الموالد التي كان يأتي إليها الناس من بعيد مولد السيد البدوي في طنطا ومولد سيدنا الحسين والسيدة زينب في القاهرة.وكانت حلقات الذكر تقام ويقوم فيها المنشدون بالإنشاد بمصاحبة الموسيقى والمزامير والطبل والرق، وكانت الصوانات تنشأ بجانب المسجد، وفيها حلقات الذكر والمديح والإبتهالات وتطعم أحيانا بالتواشيح والقصائد.وكان المداحون يقدمون العروض الشعبية في الموالد المنتشرة في البلاد وكانوا يحيون أيضا الليالي عند العائلات. وكان معظمهم من الصعيد وينتقلون من بلدإلى بلد، وتتعاقد معهم العائلات قبل الحفل بأشهر لتقديم عروضهم.وكان يصاحب المداح الطبل والناي والرق، وكان الإنشاد والأدوار يُقدم على ثلاثة وصلات في العادة ويصاحب المطرب المستمعون بالتصفيق على اليد، وتنتهي الوصلة الأخيرة بقراءة القرآن الكريم.
و كان يصاحب طلوع المحمل فرقة من الموسيقيين الشعبيين بالمزامير والطبل مصاحبين كسوة الكعبة التي كان يقدمها حكام مصر هدية إلى بلاد الحجاز. وأما إحياءالأفراح فكانت الغوازي يقومون بالرقص والغناء وكان يصاحبهم آلاتية يعزفون العود والرباب والرق. ومن اشتهرت من المغنيات كان لها تخت خاص بها ويمكن ان يصاحبها مغنيات. وبخلاف الرجال كانت أدوار النساء أكثر لونا، وتقام الحفلات وليالي الأنس والطرب في البيوت بين النساء بمعزل عن الرجال كانت وأحيانا كان رجال البيت لا يستسيغون ما تغنيه العاولم من طقاطيق في حريم النساء، ويرون فيها حرية زائدة وقد يتهمونهن حتى بالخلاعة. وكانت الأمسية التي يحييها الرجال أو النساء تبدأ بحفل عشاء يشترك فيه المغنيون والتخت، ثم يقومون بغناء الوصلات ومنهم الراقصات ،ويأكلون بين الوصلات ما لذ وطاب. وتطور الغناء والإنشاد إلى الأغنية الشعبية ثم إلى الأدوار والطقطوقة.
وكانت طموحات الخديوي إسماعيل 1863 - 1879 وحالة الرخاء التي حلت على العاصمة القاهرة، وبدأ الموسيقيون يفيقون من خمول السلطنة العثمانية ليصبحوا رواد التجديد. وبمناسبة افتتاح قناة السويس أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا المصرية ووكل الموسيقار الإيطالى العظيم فردي بتأليف أوبرا عايدة ودعي إلى حفل الافتتاح ملوك وأمراء أوروبا. اهتم المصريون بالموسيقى وجاء إليهاالنازحون من الشام والعالم العربي وأتراك، وارتقت موسيقى القصر بألحان مصرية سورية وتركية وبدأ الموسيقيون يتبعون النهضة في البلاد وحسنت منزلتهم الإجتماعية. وكل كان يمارس ما يهواه من الموسيقى وكان البلاط يدعو موسيقيين من تركيا لإقامة الحفلات. كما احتضنت عائلات من أقارب الخديوي موسيقيا يحبونه ويقوم لهم بالأمسيات والحفلات بمصاحبةتخت صغير وبطانة يغنون الطقاطيق. وأبدع في تلك الأيام عدد من الموسيقيين والمغنيين المصريين، مثل عبده الحامولي 1847 - 1901 الذي دعاه الخديوي إسماعيل للغناء بالقصر، وأحيانا كان يصاحبه أنطون الشوا من سوريا الذي أدخل آلة الكمان إلى التخت المصري. كما أبدع ابنه "سامي الشوا" في مطلع القرن العشرين في عزف الكمان واشتهر بتقاسيمه على الكمان حتي الثلاثينيات.
وكان لعبده الحامولي تأثير كبير على تطور الموسيقى المصرية ومنزلة المطرب في المجتمع. ولد الحامولي بمدينة طنطا عام 1845 وقضى سنوات شبابه في تعلم الإنشاد على أيدي شيوخ للتجويد. ثم بدأ بإحياء حفلات الزفاف، إلى أن وصلت شهرته إلى الخديوي الذي دعاه إلى القصر، وكان يحي الأمسيات الغنائية بالبلاط، حتى أن كان يرسله الخديوي أحيانا إلى تركيا ليغني أمام السلطان عبد الحميد الثاني. فكانت زيارته إلى تركيا مثمرةأيضا حيث تأثر الحامولي بالغناء التركي ومقاماته إيقاعه، ويعتبر الحامولى الوحيد الذي اسمتع بتلك المنزلة.
وكان الموسيقيون يقدمون حفلاتهم في حديقة الأزبكية بصفة دورية. وظهر في وسطهم المؤذن والمنشد سلامة حجازي 1852 - 1917 أول من حاول ربط الإنشاد بالمسرح في عهد النهضة فكان يغني الأدوار بين الفترات المسرحية، ثم أسس فرقته عام 1888 وقام بلعب دور روميو في مسرحية "شهداء الغرام" ومسرحية "صلاح الدين الأيوبي" وغيرها. وأشرك حجازي التخت والموسيقى في التعبير الدرامي. وبينما كان التخت يتكون في العادة من العود والقانون والناي والرقو الكمان جزءا لا يتجزأ منه. ومع مطلع القرن العشرين تطور التخت بحيث أصبح أوركسترا يتعدد فية عازفوا الكمان وبعض الآلات الأوروبية.
في ذلك الوقت طهرت سلطانة الطرب منيرة المهدية 1885- 1965 أول سيدة تقف على خشبة المسرح. اشتركت مع سلامة حجازي وعزيز عيد في رواية لسلامة حجازي 1915. وقامت بتأسيس ملهى في حي الازبكية كان يزوره الأدباء والشعراء، وتعاقد معها شركات الأسطوانات لتسجيل الإغاني. كما اشتركت في الحركة النسائية التي تنادي بحرية المرأة وعدم زواج البنات في سن صغير. برعت منيرة المهدية في تقديم الإغنية والطقطوقة وخلفت تراثا كبيرا في مجالها الفني.


وللحديث بقية عن بداية استخدام الاسطوانة في مصروالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعديل الأخير تم بواسطة : ليلى ابو مدين بتاريخ 29/07/2010 الساعة 14h45
رد مع اقتباس