شكرا لك
لقد كان لي مشروع انشاء قسم في منتدى آخر للمالوف التونسي ولم يلقى الإهتمام
وكان من المفروض أن يكون مشروع كامل بالنوته والكلمات والإيقاعات
ما قدمته لنا مشكور الآن هي عبارة على مقطع (رغم طوله في رأيك) من نوبة تونسية لا أريد المغامرة واعطائك اسمها الصحيح لكن لما أتأكد سأقول لك اسمها
فهدا التسجيل هو الجزء الذي يسمى "البرول" من النوبة
فالنوبة تبدأ بالاستفتاح وهو قطعة يعزفها كافة أفراد الفرقة وقد كانت في القديم عبارة عن هيكل موسيقي يرتجل عليه أحد العازفين وتتبعه بقية أفراد الفرقة وقد اضمحلت هذه الطريقة ولم يبقى سوى ما ضبط عند تأسيس الجمعية الرشيدية سنة 1934. تدخل بعد ذلك كل فرقة في معزوفة أخرى تعرف بالمصدر وهي ذات ثلاثة أوزان تسير من البطء إلى السرعة والجزء الثاني من المصدّر يسمى الطوق والثالث السلسلة وهو بقفلة حادة وعنيفة.
ثم بعد استراحة قليلة ترجع الفرقة إلى عزف قطعة موسيقية تسمى دخول الأبيات وهي ذات وزنين (برول وبطايحي) يدخل بعدها المطرب الأول أو شيخ الجماعة في ارتجال غناء بيتين من الشعر العربي الفصيح يعيد البيت الأول منهما وتعزف الفرقة بين البيت الأول وإعادته والبيت الثاني قطعتين موسيقيتين صغيرتين مختلفتين في تأليفهما تسمى كل منهما {الفارغة}.
وتتصل بالأبيات قطعة موسيقية أخرى تسمى دخول البطايحية وهي شبيهة في تركيبها بدخول الأبيات السابقة الذكر.يأتي بعدها دور المجموعة في غناء بطايحي أو أكثر وتقوم الفرقة بعزف ما يسمى {ردان الجواب} ثم فارغة البطايحية وهي قطعة صغيرة تعزف بين البطايحي والآخر.
وعند الفراغ من آخر تلكم البطايحية تعزف الفرقة التوشية وهي قطعة موسيقية تبدأ على وزن البرول ثم يرتجل أحد العازفين جملا موسيقية على نفس الوزن ثم تعود الفرقة إلى البداية وتدخل بعد ذلك في الجزء المؤلف على وزن البطايحي وعند الانتهاء منه يرتجل عازف العود {اسختبار} يتجول به في عدة مقامات يخرج منها أحيانا إلى {السواكت} وهي موسيقى بعض الأغاني الشعبية ويرتجل المطرب أحيانا أبياتا من الشعر الفصيح يخرج منها إلى موشح.
ثم تعود المجموعة الصوتية إلى بقية عناصر النوبة لتغني البراول وهي مجموعة من الموشحات أو الأزجال الأندلسية على وزن البرول المعروف بسرعته وبعدها تدخل الفرقة في موسيقى {لازمة الدرج} يأتي بعدها غناء أحد الأدراج ففارغة الخفيف يعقبها أحد الخفائف وأخيرا الختم وهو يشترك مع الخلاص أو المخلص بالجزائر أو القدام بالمغرب وكلماته تتناول في الغالب توحيد الله سبحانه وتعالى.
هذا وترتب النوبات في تونس بطريقة مخوصة بحيث يلتزم الموسيقيون تقديم نوبة الذيل أولا وفي اليوم الموالي يأتي دور نوبة العراق وفي الذي يليه نوبة السيكاه ثم الحسين فالرصد فرمل الماية ثم النوا فالإصبعين فرست الذيل فالإصبهان فالمزموم وأخيرا الماية وقد جمع ترتيب هذه النوبات في زجل تابع النوبة النوا(دخول البراول) فيما يلي نظمه:
يجر الربــــــــــــــاب رهــــــاوي بالذيــــــل قلبـــــي كــاوي
أمــــــا العـــــــــراق يســــــــاوي سيكــــــــه مع الحســــــين
الرصـــــــد ورمـــــل المــــــــايه أمــــــا النـــــــوا في غـايه
الأصبـــــــــــعيـن دوايـــــــــــــــا رســــت الذيــــل يحييــني
الرمــــــــــــل حـــين تنغـــــــــــم عــلى اصبهـــان يسلــــــم
مزمــــــــــوم بــــــه نتمــــــــــــم مـايــــــه في الفاصـــــلين
وقد جرت العادة بجعل توشية النوبة خارجة عن مقامها وتابعة لمقام النوبة التي تليها إشارة للجمهور إلى نوبة الحفلة القادمة.
والنوبات الثلاث عشر المعروفة والمدونة في كتب عديدة مختصة