بسم الله الرحمن الرحيم
( و يسألونك عن الروح قل الروح من أمرربي و ماأ وتيتم من العلم إلا قليلًا )
ذكرت في مقدمتي للكتاب ما وقع الكاتب فيه من قصور في هذا الموضوع ، ولنرى فالإنسان يتكون من ثلاث أشياء لا شيئان كما ذكر الكاتب ، الروح ، الجسد ،و النفس ، ولقد سلط الكاتب حديثه على الروح والجسد وأغفل عن قصد أو دون قصد النفس .
لنعد منذ البداية ( لقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )
تحدث الله تعالى عن خلق الإنسان هنا عن مكون رئيسي من مكونات الإنسان وهي الجسد وأن هذا الجسد الزائل الفاني المتحلل خلق من مكونات الأرض وهي الطين ، ولقد تحدث القرأن عن هذا ومراحل الخلق المختلفة ......
ومن هنا نصل إلى أن الجسد هو هذا الكائن الطيني الترابي ، والتي تجري عليه عوامل الزمان والمكان وقوانين الطبيعة .
(ونفخنا فيه من روحنا ) وهذا ما ركز عليه الكاتب في كتابه وقد شرح وأوفى ولكنني أضيف الروح هي الشيء اللطيف ، الممتزج بالجسد ، المحرك له ليقوم بأموره الحيوية ، وهي لا تخضع لقوانين الطبيعة لأنها فوقها ، خالدة ، وهي نفخة من روح الخالق سبحانه .
أما ما أغفله الكاتب وهي النفس ( ونفس وما سواها ...) فالنفس هنا سويت ، أى مزج الروح بالجسد أعطى نفس ، تجري عليها أمور الطبيعة في أشياء ولا تجرى في أخرى ،لأنها تحوي التركيب المادي الزائل ، والإلهي الخالد ، لذا فهي العاقلة الراشدة المتلقية للأمر والنهي ،( فألهمها فجورها وتقواها ).
ولقد خلط الكاتب بين النفس والجسد بوصفه الجسد بما يقع على النفس وبوصفه شرير ، وهذا خلط فالجسد لا يتصف بهذا ، ولا الروح ، بل النفس واليكم أقسامها
النفس المطمئنة: وهي ما زاد فيها الخير عن الشر فرزقها الله الأمن في الدنيا والأخرة .
النفس اللوامة : وهي التي تساوى فيها جانبا الخير والشر أو تقاربا ، فهي تفعل السوء ثم تراجع ذاتها لما فعلت وتعود بالضمير وتأنيبه ، والعقل والقلب وتوبته .
النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس التي غلب عليها طابع الشر فكان الخير لديها قليل أو لا يكاد يذكر وهم من وصفهم ربنا سبحانه كالأنعام بل أضل سبيلا .
النفس بين الروح والجسد ، سأضرب هنا مثالا لأقرب كيف يكون هذا ، هب أن لدينا كوبان بكل واحد منهم القليل من الماء،
ولكن أحدهما كان الماء مذاب به قليل من السكر ، وسألت سائل ،
عن ما في الكوبين ستكون الإجابة على الفور ماء ، ولكن بعد التذوق يدرك المجيب أن بأحدهما ماء والأخر ماء محلى بسكر ، كذا الروح وإمتزاجها بالجسد بما يعرف بالنفس ، أحبائي في الله نهاية ً أشكر أخي الباشا قمر الزمان على مشاركته السابقة ،
وأشكر كل من يتابعنا في حوارنا الهادف ،
وإلى فصل جديد بحول الله إلا إن كان هناك تعليق أو تساؤل من أحد الإخوة أو الأخوات .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حذار من الفتنة
وممن يحيكونها
ــــــــــــــــــــــــــــــ