رد: قصيدة الوقتية للشيخ عمر المقراني
تعريف أحمد صابر:
يعتبر الفنان أحمد صابر من أشهر مغني الأغنية الوهرانية، الذين حظوا بشعبية منقطعة النظير، تأثر منذ صغره بالأغاني الشرقية المصرية وخاصة فريد الأطرش، اسمه الحقيقي بن ناصر البغدادي، ولد سنة 1937، دخل المدرسة وهو صغير _مدرسة آفيسان _ حتى سنة 1950، ثم التحق بثانوية لا موريسيار _ لوي باستور حاليا_ إلى جانب مزاولته للدراسة، كان يحب كرة القدم فلعب في مولودية وهران صنف الاصاغر، كان من أعز اصدقائه منذ الطفولة الفنان المرحوم امحمد بن زرقة، لم يستطع انهاء دراسته لظروف عائلته الصعبة، خاصة انها عائلة كبيرة وأبوه عامل يومي يكابد ويشقى حتى يأتي بلقمة العيش، خرج من الثانوية سنة 1955 فاشتغل ككاتب عمومي على الآلة الراقنة، ليضمن بعض قوت يومه، وليعيل عائلته، وهذه المهنة – كاتب عمومي _ اتاحت له فرصة التعرف على مشاكل الناس ومشاغلهم والظلم والجور الذي يتعرضون له يوميا، وهذا ما ساهم في صياغة الأغنية الاجتماعية الملتزمة لديه والتي اشتهر بها، أدى أول أغنية له وهو في سن مبكر وهي أغنية "الزين في العلالي" والتي سجلها سنة 1960، كان يميل اكثر للأدب وينفر من المواد العلمية، فكان يطلع على تراث المشايخ ، ثم بادر إلى الكتابة وصياغة القصائد وتلحينها بنفسه، وفي نفس الوقت تعرف على الاشياخ في وقته الذين اشتهروا بالشعر الملحون وكان أن تعرف على العملاق عبد القادر الخالدي الذي أعطاه قصيدة "بختة" و"جار علي الهم " دخل المسرح وانتسب إلى "المسرح الصغير" بوهران، اين قام بعدة أدوار وهذا ما اهله إلى اتقان اللغة العربية وكذا الالقاء الفصيح للأغاني، لتصل كما ينبغي للمستمع ، لعب في مسرحية الكنز لأحمد بن تواتي، مسرحية زواج اليوم لحجوطي بوعلام، كما كان له الشرف ان يؤدي أدوار مع اقدم ممثلة وهي السيدة كلثوم، وهذه التجربة مكنته من التعامل مع النص والالقاء والأداء الجيد والمميز للأغاني فيما بعد، ثم تعرف على الشيخ عمر المقراني الذي أعطاه قصيدة "الوقتية" والتي نالت اعجاب الكثير، وكانت سببا قويا لشهرته، وكان في سائر أغانيه لا يتردد في ادانة الظلم والمحسوبية، ولكن في آن واحد سببت له قصيدة الوقتية عدة مشاكل، وخاصة بعد أغنية "بوه بوه الخدمة ولات وجوه" وهذا ما بين 1963 و1965، فحدثت له مضايقات كبيرة، وصودرت اسطواناته، وهذا ما تركه في شبه عزلة، ولكن هذا لم يمنعه من الكتابة والتلحين مرة أخرى، فكتب عدة قصائد حتى السياسية منها، ولكن مع استعمال الرمز والسخرية، كان يختار نصوصه بعناية ويختار النصوص الهادفة وليس الهزل من أجل الهزل، واحيانا كان يستعمل الاسلوب المباشر، توفي في 19 جويلية 1971، في سنة 34 سنة، إلا أن أحمد صابر كان ومازال وقتيا وما زال خالدا لأن الوقتية لم تمت وما زالت تعرّي الكثير من سلوكات المجتمع على مر الايام، والتي كانت بحق مرآة صادقة عن المجتمع، ولأنه كان يتكلم عن ثوابت، والثوابت صالحة لكل زمان ومكان لا تحول ولا تزول ولا تتغير، أبدع 27 أسطوانة مسجلة، وأكثر من 120 قصيدة.
|