عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 20/06/2010, 09h56
الباشاقمرزمان
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: حوار مع صديقي الملحد دعوة للحوار

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد رمضان ماضي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم



لقد طلب مني أخي الكريم الباشا عدم الإسهاب في الموضوع ،
حول قضية المرأة ، ولكنني في هذا المقام أقول ، لقد كانت المرأة ممتهنة مهانة عظيمة ، في القديم ، وأصبحت حديثا ً كما كانت سابقا ً ،
بل وأكثر ، لقد توسط الإسلام في حقوق المرأة ، فلم يغالى بإعطائها الحرية الطاغية ، والتي تجر من ورائها المفسدة العظيمة، ولم يضيق عليها كما ضيق الأكثرون ، فأجبرها على حياة لا تريد أن تحياها ،
المرأة الأوربية الأن تئن وتطالب بما يقترب مما قدمه الإسلام لهن من حياة كريمة ،
أفلا تتدبرون !!!!
أفلا تتفكرون ؟؟؟؟
ما ذكره أخي الباشا في هذا الموضوع سابقا ًيكفي وزيادة
تحياتي لكم جميعا ً ولننتقل لفصل جديد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تسلم أخي الفاضل / محمد رمضان

في الحقيقة موضوع المرأة موضوع له جوانب كثيرة وإذا أسهبنا فيه خرجنا كثيراً لكن ما يذهل في هذا الموضوع أنه واضح كل الوضوح لكن للأسف المرأة هي الوحيدة التي تجهل مكانتها وقدرها ولو تفحصت الموضوع بعناية لوجدت أن مكاناتها عالية جداً وتتساوي فيه مع الرجل مالم تكن أكثر منه مكانة وقدراً في الاسلام الذي وضع لها اعتبارات ومكانة وقيمة بنيت عليها الأمة الإسلامية.... لهذا طلبت عدم الاستفاضة لأنه يحتاج لموضوع قائم بذاته.

بالنسبة للفصل الجديد فالحقيقة الكاتب استفاض فيه للدرجة التي لايوجد شرح فيه الا الشئ اليسير وكلما نظرت له وجدت أن ما يحذف منه أو يضاف عليه قد لايعطي الصورة الصحيحة التي أبلى فيها الكاتب البلاء الحسن فاستعنت بكثير من كلامه ونسخته لكم لأنه واضح كل الوضوح ولا يحتاج لشرح الا النذر اليسير ومع هذا الفصل الجديد


الفصل السابع


هل الدين افيون ..؟




قال لي صاحبيالدكتور وهو يغمز بعينيه :
وما رايك في الذين يقولون ان الدين افيون ...!!
وانه يخدر الفقراء والمظلومين ليناموا على ظلمهم وفقرهم ويحلموا بالجنةوالحور العين ..
في حين يثبت الاغنياء على غناهم باعتبار انه حق ..
وان اللهخلق الناس درجات ...؟.
وما رايك في الذين يقولون ان الدين لم ينزل من عند الله ..
وانما هو طلع من الارض من الظروف والدواعي الاجتماعية ليكون سلاحاً لطبقة علىطبقة ..؟
وهو يشير بذلك الى الماديين وافكارهم ..
بدأها الكاتب بكشف النقاب عن المادية في السؤال ولكنه لم يستطرد فيها واتجه لشرح وتفسير الاسلام فالماديين كما أشرنا وأسلفنا سابقا إلى أنهم يؤمنون بما هو موجود ومادام الشئ موجود فهو حقيقة وله ذات وأبعاد وقوام مادي وأن فكرة وجود الله أمر غير موجود من وجهة نظرهم لأنه ليس خاضع للوجود كماهية الاشياء الموجودة وبذلك يرفضون فكرة وجود إله وإنما الموجودات في الطبيعة وجدت هكذا عشوائياً من الطبيعة ووجدت بمحض الصدفة وإنما الدين شئ ابتدعه الإنسان كي يكون لديهم أمل في الحياة وخاصة الفقراء والأناس المطحونين ليظلوا على فقرهم وطحنهم يصارعون في الحياة على أمل أن يحققون السعادة في الجنة والأغنياء يبقوا على غناهم يستمتعون بكل مباهج الحياة مستغين الأناس الفقراء والضعفاء والحقيقة أن الجنة والنار ما هو الا وهم يؤكده الفقراء كي يستمروا في حياتهم ويثبت الأغنياء ذلك في أذهانهم كي يستمروا في غناهم ولكن أين هي الجنة وأين هي النار وكل شئ في الطبيعة يبدأ بالصغر وينمو ويكبر ويهرم ثم يموت ولم نسمع أن هناك قوم عادوا للحياة ثانية فكيف تكون الشجرة في الجنة يجري فيها الفارس تحت ظلها سنة ومن أين يأتي البكارى من النساء كلما وطئت واستمتعت عادت بكرا من جديد وأين النار التي وقودها الناس والحجارة والحجارة ليست وقود والانسان يتحول إلى رماد بالحرق أليس كل هذا وهم ومن ثم لا يوجد إله ........ هكذا هو رأي الماديين الذين لا يؤمنون إلا بالماديات وهكذا تصبح فكرة الدين التي سيطرت على العقول هي فكرة ابتدعتها الحاجة والظروف الاجتماعية لكي تظل الحياة على حالها ...... وأن الدين أفيون الشعوب إنما هذه المقولة التي استخدمها لينين في حديثه عن الدين موضحاً أن الانسان في حاجة لما يعطيه الأمل في الحياة تعينه على مشقتها ولأن الانسان دائما يحلم بالوصول الى تحقيق اشباعاته وطموحاته والدين ما هو الا مسكن لهذه النوازع وهو أمر وهمي فلا وجود لأي اله ...وعلى ذلك أجاب حين سئل عن البديل للدين ما دام الانسان في حاجة لتسكين نوازعه واعطاؤه الأمل فأجاب المسرح عليكم بالمسرح ...... كيف يكون المسرح هو البديل ... ليشغل الناس عن التفكير في الدين ويخرجوا طاقاتهم التخيلية وبالتالي تهدأ النفسهم.
اذا فالحوار فحواه جدلي من النوع المسى بالسفسطة ولكن الكاتب انتهز الفرصة ليبين ان الدين الاسلامي ليس مخدر للناس لما يختلف عنه عن سائر الاديان لأنه دين عمل وليس دين كسل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) سيرى أعمالكم ويحاسب عليها وهو يأمر بالتوكل الذي يقتضي شد الهمة والعزم واستفراغ ما يمكن عمله قدر الاستطاعة والقدرة ومن ثم التسليم لقضاء الله (فاذا عزمت فتوكل علىالله) وهذا يقتضي اخلاص النية والعزم على أداء الفعل أولاً وفي قوله صلى الله عليه وسلم ( اعقلها وتوكل) خير دليل على ذلك.
والدين هو صحوة وانتباه ويقظة ومحاسبة للنفس ومراقبة الضمير في كل فعل أو كلمة فهل هذا هو حال آكل الأفيون فالتشبيه الدين بالأفيون ليس فيه مصداقية لا شكلاً ولا موضوعاً ، أن من يتناول الأفيون ينكر الدين وحتى وان لم ينكره فهو يهرب من تباعياته وفروضه ويتصور أنه يملك كل شئ وقد يذهب إلى القيام بأفعال قد لايرضى هو عنها لكنه يأتيها لمجرد أن يشعر باللذة التي يشعر بها وحتى لا يفقد اللذة ومن ذا الذي يحاسبه على ذلك مادام لا يؤمن بأن هناك رقيب وبأن هناك بعث وحساب بعد الموت فما بالك بالانسان الذي يعتبر نفسه مسؤولاً إذا جاع فرد في أمته أو تعثرت دابة في حجر لأنه لم يقم بالواجب تجاهها هذا هو المسلم لا يهرب من الواجبات وليس هناك من يجبره على ذلك إلا ضميره .
والاسلام هكذا يعد ثورة على الأغنياء ولكن ليس بالجبر وإنما طواعية من الفرد
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فيسبيل الله فبشرهم بعذاب اليم)
والطواعية هنا تبدأ من الايمان بأنها إنفاق في سبيل الله والانفاق يبدا من زكاة اجبارية ( 2،5 %) ويتصاعد اختيارياً إلى كل ما في الجيب وكل ما في اليد فلا تبقي لنفسك الا خبزك .. كفافك .. كلٌ ينفق حسبما يهديه نفسه وحسب ما تفرضه درجاته الايمانية (يسألونك ماذا ينفقون قل العفو) والعفو هو كل ما زادعلى الكفاف والحاجة .. فالصدقة باب مفتوح لكل من يريد وبهذا جمع الاسلام بين التكليف الجبري القانوني والتكليف الاختياري القائم على الضمير ..
ثم قال الكاتب : وهذا اكرم للانسان من نزع املاكه بالقهر والمصادرة .. ووصل إلى الانفاق إلى ما فوق التسعين في المائة بدون ارهاق .. ولم يأت الاسلام ليثبت ظلم الظالمين . بل جاء ثورة صريحة على كل الظالمين. وجاء سيفاً وحربا على رقاب الطواغين والمستبدين ..
وفي التهم التي يسوقها الماديون بأن الدين رجعي وطبقي بدليل الايات ..
(والله فضل بعضكم على بعض في الرزق). (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات)
فقد أوضح الكاتب بأن ما تنطبق على لندن وباريس وبرلين وموسكو .. بمثل ما تنطبق على القاهرة ودمشق وجدة. واذامشينا في شوارع موسكو فسوف نجد من يسير على رجليه .. ومن يركب بسكليت . ومن يركب عربة موسكوفتش .. ومن يركب عربة زيم فاخرة .. وماذا يكون هذا الا التفاضل في الرزق بعينه والدرجات والرتب الاقتصادية .والتفاوت بين الناس حقيقة جوهرية .. ولم تستطع الشيوعية ان تلغي التفاوت .. ولم يقل حتى غلاة المادية والفوضوية بالمساواة .. والمساواة غير ممكنة فكيف نساوي بين غير متساويين .. الناس يولدون من لحظة الميلاد غير متساوين في الذكاء والقوة والجمال والمواهب .. يولدون درجات في كل شيء .. واقصى ما طمعت فيه المذاهب الاقتصادية هي المساواة في الفرص وليس المساواة بين الناس .. ان يلقى كل واحد نفس الفرصة في التعليم والعلاج والحد الادنى للمعيشة .. وهو نفس ما تحض عليه الاديان .. اماالغاء الدرجات والغاء التفاوت فهو الظلم بعينه والامر الذي ينافي الطبيعة .. والطبيعة تقوم كلها على اساس التفاضل والتفاوت والتنوع في ثمار الارض وفي البهائم وفي الناس ..
هذا هو قانون الوجود كله .. التفاضل .. وحكمة هذا القانون واضحة . فلو كان جميع الناس يولدون بخلقة واحدة وقالب واحد ونسخة واحدة .. ومع ذلك فالدين لم يسكت على هذاالتفاوت بين الاغنياء والفقراء .. وقال ان هذا التفاوت فتنة وامتحان .. (وجعلنا بعضكم لبعض فتنةاتصبرون)
فما الحاجة الى تكنيز المال مادام أملك ما يوفر لى الحاجات الضرورية فما الحاجة للزيادة في المال إنما هو فتنة للانسان هل ينجد بها الضعفاء او يضرب ويقتل ويكون جباراً في الارض ...؟ هل يسرف ويطغى ..؟ او يعطف ويحسن ..؟ وعلى الجانب الآخر سوف نرى ماذا يفعل الفقير بفقره .. هل يحسد ويحقد ويسرق ويختلس .. او يعمل ويكد ويجتهد ليرفع مستوى معيشته بالشرع والعدل .. وقد امر الدين بالعدل وتصحيح الاوضاع بالمساواة بين الفرص .. وهدد بعذاب الاخرة وقال ان الاخرة ستكون ايضاً درجات اكثر تفاوتاً لتصحيح ما لم يجر تصحيحه في الارض. ((وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا))
ثم جنح الكاتب إلى من يتهمون الإسلام بالرجعية السياسية فقال إن الإسلام أتى بأكثر الشرائع تقدمية في نظم الحكم. احترام الفرد في الإسلام بلغ الذروة ، وسبق ميثاق حقوق الإنسان وتفوق عليه .. فماذا يساوي الفرد الواحد في الإسلام إنه يساوي الإنسانية كلها. (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا( . لا تغني المنجزات ولا الإصلاحات المادية ولا التعمير ولا السدود ولا المصانع .. إذا قتل الحاكم فردا واحدا ظلما في سبيل هذا الإصلاح ، فإنه يكون قد قتل الناس جميعا.
ذروة في احترام الفرد لم يصل إليها مذهب سياسي قديم أو جديد .. فالفرد في الإسلام له قيمة مطلقة بينما في كل المذاهب السياسية له قيمة نسبية .. والفرد في الإسلام آمن في بيته .. وفي أسراره " لا تجسس ولا غيبة " آمن في ماله ورزقه وملكيته وحريته. كل شيء حتى التحية حتى إفساح المجلس حتى الكلمة الطيبة لها مكان في القرآن. وقد نهى القرآن عن التجبر والطغيان والإنفراد بالحكم.
وقال الله للنبي " وهو من هو في كماله وصلاحيته " . (وما أنت عليهم بجبار). (فذكر إنما أنت مذكر .. لست عليهم بمسيطر). (إنما المؤمنون إخوة). ونهى عن عبادة الحاكم وتأليه العظيم :(لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله)(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه). ونهى عن الغوغائية وتملق الدهماء والسوقة والجري وراء الأغلبية المضللة وقال أن :(بل أكثر الناس لايعلمون).(بل أكثرهم لا يعقلون).(أكثر الناس لا يؤمنون). (إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ). " يكذبون"(إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل).
ونهى عن العنصرية والعرقية :(إن أكرمكم عند الله أتقاكم). (هو الذي خلقكم من نفس واحدة).
وبالمعنى العلمي كان الإسلام تركيبا جدليا جامعا بين مادية اليهودية وروحانية المسيحية ، بين العدل الصارم الجاف الذي يقول : السن بالسن والعين بالعين . وبين المحبة والتسامح المتطرف الذي يقول : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر.
وجاء القرآن وسطا بين التوراة التي حرفت حتى أصبحت كتابا ماديا ليس فيه حرف واحد عن الآخرة ، وبين الإنجيل الذي مال إلى رهبانية تامة، ونادى القرآن بناموس الرحمة الجامع بين العدل والمحبة فقال بشرعية الدفاع عن النفس ولكنه فضل العفو والصفح والمغفرة. (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور).
وإذا كانت الرأسمالية أطلقت للفرد حرية الكسب إلى درجة استغلال الآخرين .. وإذا كانت الشيوعية سحقت هذه الحرية تماما .. فإن الإسلام قدم الحل الوسط. (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).
ولهذا أصاب القرآن كل الصواب حينما خاطب أمة الإسلام قائلا :(وكذلك جعلناكم أمة وسطا)... فقد اختار الإسلام الوسط العدل في كل شيء.
وهو ليس الوسط الحسابي وإنما الوسط الجدلي أو التركيب الذي يجمع النقيضين " اليمين واليسار " ويتجاوزهما ويزيد عليهما .. ولذلك ليس في الإسلام يمين ويسار وإنما فيه " صراط " الاعتدال الوسط الذي نسميه الصراط المستقيم من خارج عنه باليمين أو اليسارفقد انحرف.
ولم يقيدنا القرآن بدستور سياسي محدد أو منهج مفصل للحكم لعلم الله بأن الظروف تتغير بما يقتضي الاجتهاد في وضع دساتير متغيرة في الأزمنة المتغيرة ،وحتى يكون الباب مفتوحا أمام المسلمين للأخذ والعطاء من المعارف المتاحة في كل عصردون انغلاق على دستور بعينه.
ولهذا اكتفى القرآن بهذه التوصيات السياسية العامةالسالفة كخصائص للحكم الأمثل .. ولم يكبلنا بنظرية وهذا سر من أسرار إعجازه وتفوقه وليس فقرا ولا نقصا فيه. وتلك لمسة أخرى من تقديمة القرآن التي سبقت كل التقديمات.
ونرد على القائلين بأن الدين جمود وتحجر .. بأن الإسلام لم يكن أبدا دين تجمد وتحجر وإنما كان دائما وأبدا دين نظر وفكر وتطوير وتغيير بدليل آياته الصريحة.
(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق).
(فلينظر الإنسان مم خلق .. خلق من ماء دافق .. يخرج من بين الصلب والترائب)
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) .
أوامر صريحة بالنظر في خلق الإنسان وفي خلق الحيوان وفي خلق الجبال وفي طبقات الأرض وفي السماء وأفلاكها .. والتشريح والفسيولوجيا والبيولوجيا وعلم الأجنة.
أوامر صريحة بالسير في الأرض وجمع الشواهد واستنباط الأحكام والقوانين ومعرفة كيف بدأ الخلق .. وهو ما نعرفه الآن بعلوم التطور.ولا خوف من الخطأ.
فالإسلام يكافئ الذي يجتهد ويخطئ بأجر والذي يجتهد ويصيب بأجرين.
وليس صحيحا ما يقال من أننا تخلفنا بالدين وتدم الغرب بالإلحاد .. والحق أننا تخلفنا حينما هجرنا أوامر ديننا.
وحينما كان المسلمون يأتمرون بهذه الآيات حقا كان هناك تقدم وكانت هناك دولة من المحيط إلى الخليج وعلماء مثل ابن سينا في الطب وابن رشد في الفلسفة وابن الهيثم في الرياضيات وابن النفيس في التشريح وجابر بن حيان في الكيمياء.
وكانت الدنيا تأخذ عنا علومنا .. وما زالت مجمعات النجوم وأبراجهاتحتفظ إلى الآن بأسمائها العربية في المعاجم الأوروبية .. وما زالوا يسمون جهازالتقطير بالفرنسية imbique ومنه الفعل من كلمة أمبيق العربية . imbiquer ولم يتقدمالغرب بالإلحاد بل بالعلم.
وإنما وقع الخلط مما حدث في العصور الوسطى من طغيان الكنيسة ومحاكم التفتيش وحجرها على العلم والعلماء وما حدث من سجن غاليليو وحرق جيوردانو برونو.
حينما حكمت الكنيسة وانحرف بها البابوات عن أهدافها النبيلة فكانت عنصر تأخر .. فتصور النقاد السطحيون أن هذا ينسحب أيضا على الإسلام وهو خطأ .. فالإسلام ليس بابوية ولا كهنوت .. الله لم يقم بينه وبين المسلمين أوصياء ولا وسطاء.
وحينما حكم الإسلام بالفعل كان عنصر تقدم كما شرحنا وكما يقول التاريخ مكذبا هذه المزاعم السطحية.
وآيات القرآن الصريحة تحض على العلم وتأمر بالعلم ولا تقيم بين العلم والدين أي تناقض :
(وقل رب زدني علما).(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).(شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم).
جعل الله الملائكة وأولي العلم في الآية مقترنين بشرف اسمه ونسبته.
وأول آية في القران وأول كلمة كانت " اقرأ " والعلماء في القرآن موعودون بأرفع الدرجات :
(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
وتتكرر كلمة العلم ومشتقاته في القرآن نحوا من ثمانمائة وخمسين مرة.
فكيف يتكلم بعد هذا متكلم عن تناقض بين الدين والعلم أو حجر من الدين على العلم.
والنظر في الدين وتطوير فهمه مطلوب ، وتاريخ الإسلام كله حركات إحياء وتطوير .. والقرآن بريء من تهمة التحجير على الناس وكل شيء في ديننا يقبل التطوير .. ما عدا جوهر العقيدة وصلب الشريعة .. لأن الله واحد ولن يتطور إلى اثنين أوثلاثة .. هذا أمر مطلق .. وكذلك الشر شر والخير خير .. لن يصبح القتل فضيلة ولا السرقة حسنة ولا الكذب حلية يتحلى بها الصالحون.
وفيما عدا ذلك فالدين مفتوح للفكر والاجتهاد والإضافة والتطوير.
وجوهر الإسلام عقلاني منطقي يقبل الجدل والحوار ويحض على استخدام العقل والمنطق.
وفي أكثر من مكان وفي أكثر من صفحة في القرآن نعثر على التساؤل .. " أفلا يعقلون " .. " أفلا يفقهون " .
وأهل الدين عندنا هم " أولو الألباب " .
(شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون). (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها).احترام العقل في لب وصميم الديانة.
والإيجابية عصبها والثورة روحها. لم يكن الإسلام أبدا خانعا ولا سلبيا. (وقاتلوا في سبيل الله الذينيقاتلونكم).
(إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص). والجهاد بالنفس والمال والأولاد .. والقتال والثبات وعدم النكوص على الأعقاب ،ومواجهة اليأس والمصابة والمرابطة في صلب ديننا.
فكيف يمكن لدين بهذه المرونةوالعقلانية والعلمية والإيجابية والثورة أن يتهم بالتحجر والجمود إلى من صديق عزيز مثل الدكتور القادم من فرنسا لا يعرف من أوليات دينه شيئا ولم يقرأ في قرآنه حرفا.
انتهى الكلام

التعديل الأخير تم بواسطة : الباشاقمرزمان بتاريخ 20/06/2010 الساعة 10h14