رد: موضوع خطير يجب التوقف عنده
الأخ الحبيب قصي الفرضي
أحيي فيك الغيرة والحس الوطني
أقتبس لكم لقاء صحفي أُجرية مع
المفكر السياسي والباحث الموسيقي
الأستاذ حسقيل قوجمان
(وشهدَ شاهدٌ من أهلها)
إلا أنا أجدهُ عراقيي النفس والتوجه وواقعي الطرح.
اليكم اللقاء:
عندما خرجت من السجن ورحلت مرغماً إلى إسرائيل، سكنت عند أختي هناك، والمكان الذي كانت تسكنه كان بجاوار سوق يشبه إلى حد كبير ( سوق حنون في بغداد )، في ذلك السوق يجد الزائر نفسه في سوق عراقية المأكولات والمشروبات وكل شئ. فأخذتني أختي إلى هناك وهناك أصابتني الدهشة والذهول فلقد رأيت داود الكويتي واقف في كشك صغير يبيع الأواني المعدنية، ( هذا الكشك كان بالشراكة مع أخيه صالح ) وكان حينها يتعامل مع أمرأة حول ثمن قدر وحول قرش زائد أو قرش نازل، عندها قلت: حين يصل بداود الكويتي وأخيه صالح إلى هذه المرحلة، فالموسيقى العراقية يجب أن يكتب عنها. فهل من المعقول أن يصل هذان العملاقان في عالم الموسيقى إلى هذا الحد. والجدير بالذكر أنه في بداية الثلاثينيات من المقرن المنصرم، فتح داود وصالح بعد أن أتيا إلى بغداد مدرسة لتعليم الموسيقى، فلقد فتحوا مدرسة في بغداد مقابل سوق الشورجة في شارع الرشيد، كان داود يدرس العود وصالح يدرس الكمان، ولكن هذه المدرسة لم تدم طويلاً لأن داود وصالح أصبحوا على رأس فرقة الإذاعة العراقية فتركوا التدريس.
حين وجدت نفسي في إسرائيل وأنا لا أجيد اللغة العبيرية، فكرت أن أدرس مادة سهلة علي، فدخلت كلية الآداب القسم العربي، وحصلت على البكالوريوس، وفي مرحلة الماجستير كانت فكرة الكتابة حول الموسيقى العراقية لا تزال تستحوذ على تفكيري. تعرفت على عميد كلية الموسيقى بالجامعة العبرية هناك، كان يهودي لبناني الأصل وكان اسمه آمنون شيلواح، حينها قلت له، لماذا لا تدعني أعمل رسالة الماجستير حول الموسيقى العراقية؟ عندها قال: وهل هناك شئ لم يكتب عن الموسيقى العراقية؟ قلت له أعطني هذه الفرصة وسوف ترى. إن ما شجعني على ذلك هو وجود الموسيقيين العراقيين من اليهود في إسرائيل وأغلبهم أصدقائي، وهم بطبيعة الحال مصدر رئيسي ومهم. المشكلة التي صادفتني بعد أن إقتنع وشرعت بكتابة الرسالة هي أنه أراد أن يكون عنوانها ( الموسيقى اليهودية في العراق ) وهذا خطأ كبير بل وكفر، فليس هناك موسيقى يهودية بل هناك موسيقى عراقية، وهذا ما أصريت عليه، فخرجنا بعد المساومة بتسمية الرسالة ( دور اليهود في الموسيقى العراقية )، خرجت الرسالة بعد عدة موافقات بين الكلية العربية والكلية الموسيقية في الجامعة العبرية. قدمت الرسالة وكانت مكتوبة باليد، فلم أكن قادراً على الحصول على آلة طابعة لكتابتها، وقدمتها باللغة العربية وكان ذلك خلافاً لقوانين الجامعة العبرية التي تنص بتقديم كافة الدراسات باللغة العبرية حتى لو كانت تتناول القضايا العربية، حصلت الرسالة على أعلى تقدير وهو 95% على الرغم من كل تلك المصاعب والمشاكسات. بالمناسبة عندما وصلت إلى لندن غير اسم الكتاب ونشرته تحت عنوان (الموسيقى الفنية المعاصرة في العراق ).
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
|