بسم الله الرحمن الرحيم
مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلَا زَمْهَرِيراً
الثواب والعقاب
لو تأملنا قليلا لوجدنا أن الثواب والعقاب مما قام عليهم الكون ، خلق الإنسان منذ الأزل ، فبالثواب والعقاب تحصـّل الحقوق ، ويأخذ كل ذي حق حقه ، فمن فعل خيرا لا يمكن أن يتساوى بحال من الأحوال بمن فعل شرا ً .
فلا يتساوى بحال من الأحوال من قام بسرقة مال ما ، بمن كد وتعب وحصل على المال .....
الإنسان خالد الحياة وليس محدودها فهو ينتقل من طور إلى أخر ، قد لا يدرك ما قبل، لآن قانون الحياة مختلف عما هو في الحياة الدنيا ، وما بعد أيضا ً،هذا ليس معناه إنكار الوجود لهذا الإنسان ، فقانون عالم الذر يختلف عن قانون عالم الأرحام ، ولقد أثبت العلماء بأن الجنين يفرح ويحزن ، ويتأثر بما يدور حوله من حالة نفسية ومزاجية للوالدين ، أي أنه يدرك ، ولكن إدراكه يختلف عن إدراكه المتزايد مع مراحل عمره في الحياة الدنيا،إذا الإدراك موجود ، في حياة الأرحام والحياة الدنيا ، فلا بد أن يكون الإدراك ملازماً للإنسان في كل أطوار حياته.
وكذلك إذا قبض الإنسان فإنه ينتقل إلى حياة أخري أو طور أخر من الحياة له قانونه الخاص ،ويخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم بأن هناك إدراك للمقبوض ،
( لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ )وكذا طور الحساب والخلد في الجنة والنار ، فحياة الإنسان لها بداية وليس لها نهاية ، إلا ما شاء الله ، بدأت منذ خلق أدم وأستمرت بعد ذلك ، لذا كان عذاب الإنسان أبدي خالد ، لأن الإنسان خالد الحياة في الأصل،
وما الحياة الدنيا إلا طور أختبار ، يفلح فيها من يفلح ، ويفشل فيها من يفشل.
وإحقاقا ً للحق ، وإجراءً لسنة العدل بين الخلائق كان الثواب للمحسن ، والعقاب للمسيء .
الجزاء من جنس العمل ، ولكل عمل عقوبة أو مكافئة ، لذا فمن يتكبد الألم ويكابد في الحياة لطاعة الله ، لا يتساوى بحال مع يحيا الحياة على هواه ، ولا يرعي حرمة ولا قانون .
فالشخص الذي يخالف القانون في حياتنا الدنيا لا بد
وله عقوبة ولا يمكن مناقشة القاضي بالقول له إنك متعسف بالعقوبه ، إلا إن كان متعسفا ً حقا ، كمن يحكم على من شتم شخص ما بالإعدام ، .
الله يصف الجنة بأنها معتدلة ومتوسطة في كل شيء ، فلا برد لولا زمهرير ، ولا حر وقيظ ، وجهنم على النقيض منها ففيها
البرد الزمهرير ، وفيها حر السعير .
(وذوقوا عذاب الحريق) النار تحرق ، فكيف الزمهرير (وهو البرد القارص بحيث لا يطاق)يحرق؟
لقد أجاب العلماء مؤخرا ً عن هذا وأثبتوا أن للبرد تأثير كالنار تماما ً في حرق النسيج البشري ، ولقد قاموا بإجراء تجربة على نسيج يد بشرية تحت ضغط معين ودرجة حرارة تبلغ 72 درجة تحت الصفروكان التأثير على هذا النسيج هو الحرق ، كحرق النار تماما ً.
من رحمة الله علينا كبشر أن خلقنا ، وأشهدنا ، ووهب لنا العقول لنتدبر ، وارسل لنا الرسل لتبشر وتنذر ، ووصف لنا ما سنلاقية قدما ً ، وأخبرنا بالعقوبة ، والثواب .
أبعد ذلك رحمة ؟
سؤال يجيب عنه العقلاء فقط .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حذار من الفتنة
وممن يحيكونها
ــــــــــــــــــــــــــــــ