عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 23/05/2010, 19h12
الصورة الرمزية محمد رمضان ماضي
محمد رمضان ماضي محمد رمضان ماضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:493641
 
تاريخ التسجيل: January 2010
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: مصر
العمر: 52
المشاركات: 413
افتراضي رد: حوار مع صديقي الملحد دعوة للحوار

بسم الله الرحمن الرحيم
"وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً"
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ"

الخــير والشــر
منذ خلق الله الخليقة ، خلقها ليعمرها الإنسان ، ويكون خليفة الله على الأرض ، فخلق أدم عليه السلام بالحب ، وكرمه أعلى تكريم ، بأن أمر ملائكته بالسجود له ، وميزه عن الملائكة والمخلوقات بأن علمه الأسماء كلها ،
والتي عجزت الملائكة المقربون عن ذكرها ، ولكن لحكمة إعمار الكون لا بد وأن يكون للإنسان حافزا ً يسعى إليه في رحلة بحثه عن الكمال ، لذا كان القدر والإختيار ، فهب لو كانت الحياة أبدية ، لكان هناك كمال لدى الإنسان ، فلن يكون هناك حافز للإعمار .إذا ً لا بد أن يكون إحساس الإنسان بالنقص ليبحث دوما ً عما ينقصه ، ويكمله .
فالإنسان في رحلة الحياة الدنيويه يحاول مدارة النقص والعجز لديه ، فالدواء لمداراة المرض ، والطعام لسد الجوع ، والماء لسد العطش ، والجنس للحفاظ علي البقاء ، ......
وفي كل هذه الأمور كان الخير والشر متلازمان في كيفية تعاطي الإنسان ،
فكان الحلال والحرام ، أو المشروع وغير المشروع ، أو ما يحفظ للإنسان كرامتة ً خلق عليها ، وما فيه إهداراً لكرامة ٍ تحط من قدرة لمرتبة ٍ أدنى من الأنعام .
فالخير والشر بمفهوم الإنسان تختلف من فرد لفرد ، فما يراه هذا خيرا ً قد يكون شرا ً عند غيره .
فالزنا عند فاعلة خير ، فهو يشبع به غريزة بدنية ، أما بالنسبة لغيرة شر ، فهي إعتداء على المجتمع ، أو مخالفة القيم الإنسانية ، أو أمتزاج الإنساب وضياعها بما يترتب عليه من أنهيار للسلالة البشرية وهكذا دواليك من وجهات النظر المختلفة .....
إذا ً مفهوم الخير والشر نسبي غير كامل ، يتفاوت من فرد لأخر ، ومن ثقافة لأخرى .
والقياس السليم للتقيم هو المقياس والذي يتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة
، والتي جاءت الشرائع السماوية جمعاء لتذكر الإنسان بها .
كيف يكون الخير والشر فتنة؟
الخير والشر من الأمور التي تخضع للقضاء والقدر ، فما يخضع للقدر للإنسان حرية الإختيار فيه ، وهو ما يحاسب عليه في النهاية ، أما حديثنا عن ما يخضع للقضاء ، أي أن الإنسان لا دخل له فيه ، كالزلازل ، البراكين ، الأعاصير القوية ، الفيضانات ، المرض ، الموت ، كيف تكون فتنة ؟
للجواب بداية ً نقول إن هذه الأمور من الكوارث التي لا يد للإنسان فيها،
وهي من وجهة النظر الإنسانية شر مطلق ، ولكن قد تتحول إلى خير مطلق ،
بالصبر ، وإرجاع الأمور إلي خالق الأمور ، فأن ثبت الفرد عند هذا نال من الخير ما قدره الله له ، أما إن تمرد كان هذا الأمر شرٌ مطلق في الدارين ،وكذا تكون الفتنة ،أي الأختبار ورد الأمور إلى خالقها والرضا مع الصبر .
وبهذا يمكن تحويل الشر إلي خير ، والتعلم من الدروس لأمور الدنيا بما ينفع البشرية ، ويعمر الأرض.
أما الخير فيكون أيضا فتنة كما الشر ، ولنضرب مثالا ً هب أن رجلا ً عقيمٌ لا ينجب ،
عمل بكل الأسباب والمسببات ، دون أمل ، وكان يدعو الله دوما ً أن يرزقة الولد ، وحين أراد الله ورزق الولد ، شغله حب هذا عن خالقة فكان سببا ً في إنتكاسة أعماله ، وسوء عاقبته .
أرجو أن أكون قد سلطت بعض الضوء على محتوى الفصل الثالث ، بما ييسر على المتعاطي مع الكتاب بعض الأمور ، والله الموفق إلى ما فيه الخير.
لكم مني كل التقدير والمحبة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعديل الأخير تم بواسطة : محمد رمضان ماضي بتاريخ 23/05/2010 الساعة 22h33