بالفعل كلما انتهيت من معضلة وأحدث نفسي بأن الصعب قد مر والبسيط الهين هو ما سيأتي لكني أكتشف أن ما مضى من قضايا هو أهونها وأعتقد في النهاية لن أجد قضية هينة فكلها تتشابك وتتضافر لتشكل قضايا شائكة جدا بالنسبة للانسان ولن يستطيع احتوائها احتواءاً كاملا بقدراته التي خلق عليها لأنه مخلوق والمخلوق لا يمكنه إدراك ما يدركه الخالق فمن لديه العلم كمن ليس لديه العلم ?ومن لديه الوجود كمن ليس له وجود وخلق من عدم؟..... دعونا نكمل تحليلنا
الفصل الثالث..... لماذا خلق الله الشر؟
القضية كما أوردها الكاتب في نصه على لسان صاحبه الملحد
قال صاحبي ساخرًا:
كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كلهذه الشرور في العالم .. المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسموالحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفي الطفل الوليد ولا الشيخ الطاعن.
إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر.
والمشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة وقد انقسمت حولها مدارس الفكر واختلفت حولها الآراء.
الكاتب هنا تناول القضية ولخصها بشكل مبسط ويسير ولهذا نجد أن هذا الفصل قصير جداً وإجاباته واضحة ومباشرة
فقد أشار إلى أن الحرية تقتضي الصواب والخطأ وإلا لجعلنا الله نسير على الهدى بالاجبار والقهر ومعنى ذلك أن يسلب منا حرية الاختيار ومعنى ذلك أننا جميعا سنجبر على الطاعة وبالتالي سنذهب جميعا إلى الجنة وكلنا سنتساوى في الجنة فيكون لكل منا نفس نصيب الآخر ونفس الدرجة ومعنى ذلك أن الله أوجدنا لنعبده وهو في حاجة إلى أن نعبده ولو بالقهر وهذا يتنافى مع الربوبية لأن الله لن يفيده أن نعبده ولن ينقص منه شيئاً إذا ما لم نعبده.
كما أن الأساس في الخلق هو الخير فالله خلق هذا الكون كله لخدمة الانسان ومن أجل حياته خلق له النبات والزرع والحيوان والطير والماء ليأكل ويشرب وينتقل من مكان إلى مكان وأيضاً ليجمل الكون في نظر البشر فإذا لم تكن هناك طيور تطير فكيف يكون شكل السماء أو كيف نسمع تغريد الطيور وكيف تتكامل دورة الحياة في الطبيعة فالخير هو الأساس مثل الصحة هي الأساس والمرض أمر عارض وجوف الأرض يحمل الخير من المعادن المختلفة في حين ان الزلازل والبراكين أمر عارض يحدث ومع ذلك فالعوارض تخلف عنها خير فالبراكين تخلف معادن وخصوبة والمرض يخلف وقاية ومناعة وتحمل ومن سم الثعبان يخرج الترياق ..... أيضاً لا يمكن أن نعرف الجمال ما دمنا لم نعرف القبح وكذلك لن نعرف الخير إذا لم نعرف الشر ولولا المرض لم نعرف الصحة.
إذا الحرية تقتضي الاختيار والاختيار يحدد اتجاهك وعليه تحاسب فان كان خيرا فربحت وان كان شرا فخسرت ....وإلا ما فائدة الجنة؟.