الموضوع: شادي الجبل
عرض مشاركة واحدة
  #94  
قديم 20/05/2010, 14h33
عبد السميع خلو عبد السميع خلو غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:416588
 
تاريخ التسجيل: April 2009
الجنسية: ليبية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 21
افتراضي رد: شادي الجبل

السيد المحترم محمد وشيبه
شكرا على مداخلتك و توضيحك .
للأسف أن مداخلتي لم تكن واضحة تمام الوضوح , بل و تكاد تكون مبهمة ..
قلت إن هذا اللون ( العلم البنغازينو ) إنقرض تماما , و هذا لا يعني أن أحدا ما لا يقدم منه أغنية عابرة في مناسبة ما , شخصيا سمعت شريطا للفونشه استهلت إحدى وصلاتها بغناوة علم, مثلا.. لكن مجرد مناسبة عابره تؤدى فيها غناوة العلم بدلا من الموال , و المستمعين في الغالب لا يميزونها عن الموال ...
و لكن لتوضيح المصود من كلامي السابق أقول , هذا اللون لم يكن مقتصرا في أداءه على شخص واحد , بل يشارك فيه جميع من يستطيع من الجلاس في شبه مساجله شعريه . أي أن أحدهم يبدأ بأغنيه و يعقب عليه ثان و ثالث و ربما استمرت مساجلة بين إثنين ( من الفطاحلة فقط ) بينما البقية يكتفون بالإستماع و ترديد كلمات الإستحسان . من هنا قلت أنه انقرض , أي لم يعد هناك فنانون يجلسون ليتبادلوا الآداء .. و هذا الفن كما لا يخفى عليك لا تصاحبه آلات بل يعتمد على الإمكانت الصوتية للمؤدي و قوة معنى الغناوه , و لا تصاحبه إلا طرقعة الاصابع فقط (( لاحظ صوت طرقعة الأصابع عند بداية آداء السيد للغناوة )).. هذا الغناء كان شبه طقوسي عند التفاف مجموعة حول الزجاجات لقضاء جلسة " إنبساط " و كل واحد من الجلاس مطالب في الغالب بأن يغني على "طاسة البوخه " قبل أن يدلقها في جوفه دفعة واحدة , و من هنا عرف ايضا هذا اللون بإسم "" غناء السكـّاره " و أرتبط دون غيره بجلسات الخمر . و لعلك لو راجعت المقابله الإذاعيه مع السيد بومدين ستلاحظ تملصه و تهربه و خجله من آداء غناوة العلم ( البنغازينو) و ترديده لجملة " انت أحرجتني " . و من يعرف السيد بومدين جيدا يعرف انه رحمه الله ليس من النوع الذي يحرج بسهولة في الآداء أو الغناء و قد اشتهر به في وقت كان يعد رجسا من عمل الشياطين , وكان رحمه الله يغني حتى و هو في الحمام حسب ما سمعته منه شخصيا (( بكلمات أكثر ظرفا لا أستطيع ذكرها و لكن تستطع أن تتخيلها )). و أنا شخصيا شاهدته في كثير من المرات جالسا أمام الباب الشمالي للسوق الجديد المقابل لجامع بن كاطو , و يدندن متخذا من احد الكراسي دربوكه .. و كنت امازحه رحمه الله قائلا : يا سويد صدق من قال " إيموت الزمار و صوابعه يربشن ". أي أن سويد في تلك المرحله المتقدمه من العمر وقت المقابله , شعر بالحرج من آداء غناء السكّاره و هذا ما لم يبوح به صراحة .. و أما الجلسة الوحيدة التي قلت أنني حضرتها بالصدفة في الثمانينات لبعض من "شـيـّاب بنغازي لقدم ". فقد كانت جلسة نمطية جدا كالتي كانت معروفه في الخمسينات و اوائل الستينات , فقد اشترك فيها كل الحضور بغناوي علم . و كل واحد منهم غنى على الطـّاسه .....
أرجو أن أكون أوضحت المقصود من مداخلتي السابقة ,
و لك الشكر و التحية
رد مع اقتباس