بسم الله الرحمن الرحيم
"وما تشآءُون إلآ أن يشآءَ اللهُ.."
المشيئة
دوما ً يثار تساؤل كيف لا أشاء أنا كإنسان إلا أن يشاء الله،
ويتبادر للذهن مباشرة ً ، بالعمل والهم به وتنفيذة ، فالسارق مثلاً لا يهم بسرقة إلا إن شاء الله له بها ، وكذا تنفيذ السرقة ، وهذا مفهوم مغلوط ، ولنوضح الأمور ، لقد شاء الله بخلق الكون وأرتبطت هذه المشيئة بالعلم الأزلي ، وشاء أن يخلق القدر ، وهو كما قلنا سابقا ً الإختيار ما بين المترادفات والمتناقضات " وعلم أدم الأسماء كلها ..." فأي إختيار لنا من هذه الأمور خيرا ً أم شرا ً هي موافقة للمشيئة الإلهية الأزلية ، نختارها نحن بإرادتنا الحرة والتي وهبها لنا الخالق عز وجل ، وهناك لبسٌ بين موافقتها للمشيئة وعلم الله بها ، وبين هل الله أمر بها أم لا ، فالمعصية أمر الله بالبعد عنها وتجنبها ، فإن فعلها الإنسان كانت موافقة لمشيئة الله ، نعم ولكنها مخالفة لأمرة ،فالله لا يأمر بالفحشاء والمنكر ، إذن مشيئتنا كبشر محدودة بمحددات الزمان والمكان وأختيار ما بين مكونات القدر من خير وشر ، فإن تعدت مشيئتنا هذا كانت كفر صراح ، كتعدي الشخص على حياته بالإنتحار، فهو تعدي على القضاء والخاص بالذات الإلهية ، وكذا باقي المعاصي كالسرقة فهي تعدي على أمر الله عز وجل بألا تفعل ، لذا كان الثواب والعقاب .
الخلاصة أن مشيئة الله عليا كبري أزلية وذاتية مرتبطة بعلمه تعالي ،أما مشيئتنا فهبة منه تعالي محدودة بزمان ، مكان ، قدر نختار منه الفعل إما أمر وإما نهي .
نهاية أحيي كل من شارك في الحوار بداية ً بأختنا الأستاذة هالة،وأخي الأستاذ الباشا قمر الزمان ، وإن كان هناك ثمة ملاحظات باقية ، أو إستفسارات حول نقطة ما في الفصل فليتفضل من أراد بطرحها ، وإن لا فليتفضل أحد الأخوة بختام هذا الفصل وتقديم الفصل الثالث .
لكم كل المحبة والتقدير
"اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.