الزميل العزيز / zjelias
تحياتى
الخوض فى موضوع الفيديو كليب ( حتى و ان بدى شديد البساطة و السطحية ) الا انه ( الفيديو كليب ) رافد من روافد كثيرة ترمى الى محو هوية امتنا و ثوابتها ...و كما فرض علينا نظام عالمى جديد بكل جوانبه السياسية و الاقتصادية و العسكرية ...فلا بد و ان تكتمل فرض باقى اركان هذا النظام من جوانبه الدينيه و الثقافيه و الفنيه
بعد كل هذه المقدمات يمكننا أن نضع الفيديو كليب في سياق أوسع, وهو سياق العولمة فجوهر العولمة هو عملية تنميط العالم بحيث يصبح العالم بأسره وحدات متشابهة, هي في جوهرها وحدات اقتصادية تم ترشيدها, أي إخضاعها لقوانين مادية عامة. مثل قوانين العرض والطلب والانسان الذي يتحرك في هذه الوحدات هو انسان اقتصادي جسماني لايتسم بأي خصوصية, ليس له انتماء واضح, ذاكرته التاريخية قد تم محوها, وإلا لما أمكن فتح الحدود بحيث تتحرك السلع ورأس المال بلا حدود أو سدود أو قيود. فالخصوصيات الثقافية والأخلاقية تعوق مثل هذا الانفتاح العالمي, وفي غياب الانتماء والهوية والمنظومات القيمية والمرجعيات الأخلاقية والدينية تتساوي الأمور, ويصبح من الصعب التمييز بين الجميل والقبيح, وبين الخير والشر, وبين العدل والظلم, وتسود النسبية المطلقة, وأهم تعبير أيديولوجي عن العولمة هو فلسفة مابعد الحداثة التي يطلق عليها أيضاanti-foundationalism والتي يمكن ترجمتها حرفيا بعبارة ضد الأساس والتي يمكن ترجمتها بتصرف رفض المرجعيات.