الفيديو كلب عضّ أذننا وعيننا
كلام الدكتور المسيري أصاب فينا والله مقتلاً ، بعد أن آلت الاغنية الى ما آلت اليه من الهبوط . الطامّة الكبرى أنّ القاع يبدو بعيداً بعيداً ...
ليس في شبه العري بحدّ ذاته ما يقزّز لو استوظف لخدمة الفكرة التي ارتآها المخرج/ة لتمرير الموقف الذي رآه في خياله الى المشاهد . فها هي نادية لطفي ترقص في فيديو كليب وتغنّي لزوجها ابن سي السيد احمد عبدالجواد في أحد أفلام ثلاثية نجيب محفوظ ( واعذروني لو نسيت اسمه ) رقصاً وغناءاً فيه من الاغراء شحنة تقتل جملاً وتحيي العظام وهي رميم . لا بأس اذن لو خدم الاغراء هدفاً شريفاً بحدّ ذاته هو نقل المُشاهِد الى اجواء الفيلم وكأنّه حقيقة . أما هذا الذي تعرضه الفضائيات فليس فيه ما يستحقّ التعليق لولا مقالة الدكتور المسيري الذي نكنّ له فائق الاحترام .
المقزّز في هذه الصور المغنّاة هو التلويح بجسد المرأة ، بداع ومن غير داع، ومن دون علاقة أياً كانت مع السياق "الروائي" للحدّوتة أو لكلام الاغنية ( كلام ؟ ) بشكل ليس بينه وبين الاغراء اية صلة . هل عرض مستمرّ لفتيات لمّا تبلغن بعد السنّ القانونية وهنّ يتنطّطن بين أريكة وسرير ويتمدّدن على أرضيات وثيرة في وضعيّات كان من المفروض أن تكون مغرية وأن تنقل ما أراد المخرج/ة - هل في هذا اغراء ؟ إن هذه المعارض الجسدية لا تحرّك شعرة في رجل كامل الفحولة ، كائنة ما كانت محاولة اولئك النسوة أن يبدين مغريات ، بينما تؤثّر فيه مشاهد تغنّي فيها هدى سلطان مثلاً بدلالها الزائد أوترقص فيها نادية لطفي من غير أن يسففن في الإغراء .
الباحث عن الفجور والدعارة سيجدها على فضائيات متخصّصات فلا داعي اذن أن يغلّبوا أنفسهم في فضائيات الموسيقى في محاولة - فاشلة - لبثّ الاغراء .
أما في الشأن الموسيقي فلا صلة للفيديو كلب بالموسيقى . ليس ما يقدّمون هناك سوى عرضاً راقصاً لبعض نغمات سوّيت بشكل اعتباطي والهدف من هذا العرض هو العرض بحدّ ذاته وليست الموسيقى ، فهذه تستخدم خلفيّة شبه ضروريّة لاستكمال المشهد.
دعكم اذن ايها الذواقة المرهفون ، يا هواة السماع ، من هذا اللغط حول الفيديوكلب الذي عضّ آذاننا وأعيننا ، وتفرّغوا من فضلكم لإتحافنا بما زخرت به مكتبتكم العامرة من م و س ي ق ى .
|