رد: حوار مع صديقي الملحد دعوة للحوار
كلمة عن الكاتب بشكل موجز لنتبين حدود ما كتبه
الكاتب عالم في الفيزياء وهذا تخصصه عاش حياة عادية دار في فترة ما حوار مع نفسه وكتب كتابا سبق هذا الكتاب وهو رحلتي بين الشك والإيمان ومن خلال تخصصه صار يربط بين الحقائق العلمية وبين ما ورد في القرآن حتى هداه ربي وقد قرأ كما هو واضح قبل ذلك كثيراً في الفلسفة الغربية وخاصة فلاسفة القرن السادس عشر والذين نادوا بإخضاع كل شئ للنقد والتحليل وأول شئ هو الانجيل وطالبوا بتغيير الخطاب الديني كل هذه العوامل كانت مؤثرة في الكاتب حتى وصل بفضل الله تعالى إلى اليقين والإيمان .
وبكتابه هذا تطرق لمواضيع ونقاط صعبة ومثيرة للجدل وأجاب عليها بما أمكنه الرد فأصاب في البعض وجانبه الوهن في البعض الآخر وهذا شئ طبيعي في بداية إيمانه.
ولكن يحسب له أنه تعامل مع الموضوع بشكل مبسط يختلف عن السلف في هذا ، ويجب أن نعلم أن السلف تعاملوا مع مستشرقين درسوا ويعلمون ما الاسلام ويحاورون من أجل التشتيت لكن هنا هو يتعامل مع شخص من جيل جديد بدأ مع انتشار الماركسية وانهيار الدور الكنسي المسيحي في أوروبا وغيرها من البلدان والذين أصبحوا يؤمنون بالماديات والوقائع والوجودية ويرفضون كل ما هو غيبي فمن سافر إلى الغرب يعلم أن دور الكنيسة الآن ما هو الا شكل اجتماعي كموروث ثقافي اما العقيدة فهي الايمان بما هو موجود وكائن أو لا ايمان نهائياً وان العالم خلق هكذا ولا خالق له حتى وصلوا للقناعة بمبدأ الماركسية الدين أفيون الشعوب.
فتعامل الكاتب مع صديقه الملحد يجب أن يتم من الرد بما يؤمن به ولهذا أشرت سابقاً إلى ضياع الكاتب في بعض النقاط واستشهاده بالأدلة من القرآن والسنة كمن ينفخ في قربة مخرومة لأن صديقه الملحد من الأساس لايؤمن بالغيبيات ولا بأي دين فكيف أدلل على كلامي بالقرآن والسنة .
لكن مع هذا كان ذكر هذه الأدلة مفيد بالنسبة لمن يقرأ الكتاب بالإضافة لللاسلوب المبسط فاستطاع أن يوصل ما يقوله من قضايا شائكة إلى قطاع عريض من الثقافات المختلفة لم تكن تستطيع أن تتماشى مع كتب السلف وتتفهم ما يقولونه أو يكتبونه لاختلاف الاسلوب الذي لا يستطيع التعامل معه غير المتخصصين في مثل هذه الكتب
وهذا كان سر نجاح هذا الكتاب .... وأعتقد أنه لو قدر له لأعاد الكتابة في هذا الموضوع بشكل آخر أشمل وأعمق.
وشكرا لكم ونلتقي في الفصل الثاني ان شاء الله
|