رد: يؤاخذون الست بثلاثة
أستاذنا القدير إخواني وأخواتي الأعضاء في هذا الصرح الشامخ وهذه العائلة العربية الأصيلة (سماعي) السلام عليكم
هذه مشاركتي الأولى معكم ، سامحوني سأطيل عليكم لأهمية الموضوع وجماله ، وأعدكم بأنني سأشارككم بما يليق بالفن الأصيل وبأم الفن السيدة أم كلثوم وبما يرتقي بالإنسان العربي المسلم الحق "" سأقدم الموضوع على شكل نقاط :
1- كل من يطرب ،أو يهيم ، أو يهتز وجدانه وقلبه ، أو ترفرف روحه عند سماع فن أم كلثوم فهذا يدل على أن الله قد أعطاه قلبا طاهرا و حسا مرهفا و أخلاقا حسنة عليه أن يحمد الله عليها ، فقديما قالو: ( لا يطرب إلا كريم ) أي أن كل من كانت له نفس كريمة وقلب حي ويبحث عن الجمال والحب الحقيقي الراقي فإنه سيطرب وينتعش ويهيم عندما يستمع إلى من يحدثه عن الجمال وعن الأخلاق وعن معاني الحب الحقيقي ، ولم يوجد إلى الآن من يعكس تلك المعاني الرائعة والرقيقة ويتأثر بها وينقلها للسامع مثل السيدة أم كلثوم .
2- من لم يذق شيئا من ذلك عند سماع فن أم كلثوم أو لا يميل إليها فذلك محروم من كل هذه المعاني ، والحياة بلا حب عفيف، وأخلاق حسنة، ونفوس كريمة، وأرواح جميلة لا قيمة لها . (وكل هذه المعاني يعكسها فن أم كلثوم عليها رحمة الله ) .
3- أم كلثوم لم تكن تمتهن الغناء لتأخذ عليه أجرا ؛ أم كلثوم كانت أولا مصدرا لكل هذه المعاني التي ذكرت ، وذاقتها هي أولا ثم نقلتها للمستمعين ليحيوا بها وينعموا بها ، كانت تغني بقلبها وروحها لذلك هي تهز وتملأ القلوب وتنعشها بمعاني الحب والجمال الحقيقي ، ولو لم تكن صادقة لما بقي تأثير فنها السامي إلى اليوم وسيبقى بإذن الله غذاء روحيا وقلبيا صحيا لنا وللأجيالنا القادمة .
4- أم كلثوم كلما كبرت في السن زاد فنها جمالا وإبداعا وتأثيرا لأن الله أعطاها همة عالية ونفسا حرة أرادت بها أن تتذوق كل معاني الحب والجمال الحقيقي ، بل أجزم أنها كانت تخاطب بفنها ذروة الجمال والكمال الخلقي والخلقي ومصدره وحقيقته ، أعني به حبيبنا وسيدنا ومولانا محمد رسول الله ، الذي قدمت في مدحه دررا لا مثيل لها .
5- أم كلثوم كانت في زمن وجيل مؤمن معتز بدينه وعروبته وأخلاقه الإسلامية ، كانت في زمن تملأ قلوب أهله محبة أهل البيت الطاهرين والصحابة الكرام وعباد الله الصالحين ، وكانت تلك المحبة منتشرة في العالم العربي وبالأخص في مصر المحروسة ، وإذا انتشرت هذه المحبة في مكان ما فإن معاني حب الجمال والكمال ستنتشر وسيتذوقها أصحاب القلوب السليمة الطاهرة وكل من فتح قلبه لها ، وأم كلثوم ذاقت تلك المعاني وأعطاها الله صوتها المعجزة وأعطاها الموهبة العجيبة وهي التفنن في إبراز المعاني ، وأعطاها قبل ذلك وبعده القلب الكبير الذي حمل كل تلك المعاني والقيم وأنعش وأحيا بها الشرق بل العالم كله .
أعتذر إخواني على الإطالة ؛ فالحديث ذو شجون ، وسأتابعه فيما بعد إن أردتم . تحية حب وتقدير لكل الأعضاء وبالأخص لأستاذنا ووالدنا شيخ المنتدى والسلام
|