اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الباشاقمرزمان
ثم استطرد في الاجابة عن وجود الله ولابد له من واجد واستدل على ضعف السؤال بأن هناك قانون يخضع له كل من الخالق والمخلوق وهذا يتنافى مع الربوبية وفي هذا التساؤل من وجهة نظري يشبه تساؤل الماديين حول طلب رؤية الله هذا معناه أن الله يشبه الخلق في كونه شيئاً محسوسا أو ملموساً في الكيف كي نراه كما تُرى الأشياء وهذا فيه تشابه مع المخلوقات ويتنافى مع الربوبية ، وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل أن هناك مخلوقات لها صفات لا تتواجد لدى الخالق فالهواء والكهرباء والإشعاعات لا نستطيع أن نراها بينما نرى الله وهذا يعد ميزة في بعض المخلوقات ونقصاً في في الخالق فكيف يكون إلهاً تعالى جل شأنه عن ذلك. فالله موجود كما شاء لنفسه الوجود وأن القوانين التي تخضع لها المخلوقات هي من أمر الخالق الذي وضع قوانين خلقه.
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :
فأردت أن أعقِّب على كلام أخي الفاضل أعلاه , فأقول والله المستعان :
لقد شطحت في قولك غفر الله لنا ولك , , فأنت قد نفيت إمكانية رؤية أحد من الخلق لله تعالى نفياً مطلقاً وهذا يخالف
كونه يُمكِّن المؤمنين من رؤيته في الآخرة جلَّ شأنه كما تقرر ذلك في كتاب الله تعالى " وجوهٌ يومئذ ناظرة , إلى ربها
ناظرة " وكذلك ماتقرر في السنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلوات وأتم التسليم كما في حديث رؤية القمر
ليلة البدر , أقول إن رؤية عباده المؤمنين له في الآخرة لاتدلُّ على مشابهته لخلقه أو مشابهتم له , فاحتجابه عن خلقه
في الدنيا امتحانٌ لهم " فالإيمان بما لاتراه أصعب من الإيمان بما تراه " وهذه الدنيا دار امتحان , لذلك كانت رؤيته
جلّ شأنه هي أعظم نعيم أهل الجنة " نسأل الله من فضله "حين آمنوا به ولم يروه في الدنيا والله أعلم .
كذلك استدلالك باحتجاب الكهرباء والهواء والإشعاعات عن الأنظار وكون ذلك صفة كمال ( هذا كذلك باطل )
فلو كان الأمر كذلك لكان إبليس الملعون خيراً من الأنبياء والملائكة الذين رآهم الناس كجبرائيل عليه السلام
ولكان ماذكرت كذلك خيراً من الأنبياء , وكنتَ قد وقعتَ فيما حذِرتَ منه من تشبيه الخالق بالخلق !!.
فكون الله تعالى له ذات وإن ظهر لك تشابهها مع بعض صفات المخلوقات في الاسم أو الدلالة فلا يعني ذلك بالضرورة مشابهته للمخلوقات أو مشابهة المخلوقات له جلَّ شأنه .
وخلاصة القول :
* نحن نقرُّ أن الله تعالى له ذاتٌ تليق به نؤمن بها وبصفاته وبما وردت فيه من الذكر الحكيم والسنة المطهرة دون تشبيه
أو تكييف أو تعطيل أو تحريف , ونؤمن أنه لايمكن أن يراه أحدٌ من أهل الدنيا ونؤمن أن المؤمنين سيرونه في الآخرة
كما وعدهم بذلك ورسولُه صلى الله عليه وسلم وصدق الله ورسوله .
*وكذلك نفيك أن الله تعالى يمكن رؤيته حتى لانقع في التشبيه فباطل لسببين :
- أن احتجابه تعالى عن العين في الدنيا هو امتحانٌ للخلق والله أعلم .
- أن الاشتراك في رؤية العين لله تعالى ولخلقه ( في الآخرة ) لاتدلُّ على تشابه الذوات كما أن تشابه المسميات لايدلُّ على تشابه الذوات .
والله تعالى أعلم .