ألف شكر أخانا الحبيب
وأعيدُ التأكيد : هذا ليس تواضعًا ، لكنه الالتزام ، واحترام العلم والعلماء ، وإلا لتلاشت الحدود ، وأصبح من حقّ أيّ فرد أن يتكلّم في أيّ شيء ، وكلّ شيء .
وبالرّغم من أنني " أرهقتُكَ " كثيرًا ، إلا أنني في غايةِ السعادة ، إذ استمتعتُ بشروحاتِكَ استمتاعي بالأغنيتينَ الجميلتينِ ، وأرجو ـ في البداية ـ أن تضعوا جميعَ التحليلاتِ في مثبّت واحد ، أي في تسلسلٍ واحد ، لأنني كدتُ أشك في حذف الجزء الثاني من تحليل : " معندكش فكرة " ، ولكن ظللتُ أبحثُ عنه إلى أنْ وجدتُه ، ومن المهم جدّا أن يوضعَ كلُّ هذا الجهد ( العظيم ، والرّاقي ) في سلّةٍ واحدةٍ ، ليكونَ أمامَ القادمينَ ، كدرسٍ عملي لمن يودّ أن يتعلّم .
* أمّا الأسئلةُ المهمةُ التي منعكَ حياؤك أن تجيبَ عليها مع تحليلِكَ المدهش ، فلابدَ أن أجدَ لها ردّا شافيًا على الملأ ، لأننا في مضمار فن وعلم ، وهو مضمارٌ لا يخضعُ لقوانين الخواطر والمجاملات والحرص على عدم إغضاب الآخرين ( وهذا من الأخلاق الحميدة بشرط ألا نجورَ على حقوق أبنائنا في أن يتعودوا الإتقان والالتزام ) ، ومن هنا أقول : بماذا نسمّي ما قامَ به الموسيقار حلمي بكر ؟؟؟ لو أنّ ملحنًا غيره لحّنَ إحدى الأغنيتينِ ، وحدثَ هذا التطابقُ لقامت الدّنيا باعتبارِ ذلكَ سرقةً لا تقبلُ التبرّؤَ منها ، فهل يحقّ للملحّنِ أن يقومَ بإلباس علية ثوب وردة هكذا على الملأ ؟؟؟
اللحنُ ليسَ كوبًا نضعُ فيه العصيرَ لمن يشرّفنا من ضيوفنا ، ثم نغسله بعد انصرافه لنضعَ العصير لغيره من القادمين غدا ، اللحن كالرصاصة لا يُستعملُ إلا مرّةً واحدة ، وما حدث ـ بالنسبة لي ـ أثارَ دهشـتي ولم أكن قد تبيّنتُ أن ملحّـن " أتحدّاك " هو الموسيقار حلمي بكر ، ومع البحث وجدتُهُ هو صاحب اللحنين ، أو اللحن والـ " كوبي " ، ولا أظنّ أن مجرّدَ الترصيعِ ببعضِ التلويناتِ والرفع والخفضِ ، يعفي الملحّن من الوقوع في دائرة المساءلة ( النقديّة على الأقل ) ، لأنّ حقّ الجمهور عليك أن تعطيه عملا جديدًا في ثوب لم يلبسه أحد ، لكن أن تعطيهِ عملا " سكاند هاند " ، ففي ظنّي لن يكونَ مقبولا !!!
* المثيرُ للدهشةِ أن الأغنيتين تخضعانِ لبحرينِ مختلفينِ من بحور الشعر ( العَروض ) ، فالاستهلالُ ـ أي المذهب أو البداية ـ في أغنية " معندكش فكرة " ينتمي إلى بحر المتقارب : فعولُنْ فعولُنْ فعولنْ فعولنْ ، ثم يتأرجحُ الكوبليه الأول بين المتدارك والمتقارب ، ثم يعود الكوبليه الثاني إلى المتقارب ،، بينما تدخل " أتحدّاك " كلها في المتدارك : فعلُنْ فعلنْ فعلن فعلنْ ، وهي أصغر ـ أقصر ـ تفعيلة في العروض الشعري ، ويتساوى فيها عدد الحروف المتحركة مع عدد الحروف الساكنة ( إلا في بعض التصرّفات المسموح بها تؤدي إلى زيادة عدد الحروف المتحرّكة قليلا ) ، بينما في الأعمال ( القصائد أو الأغنيات ) التي تنتمي إلى بحرِ " المتقارب " يكون عدد الحروف المتحركة متفوّقا على الحروف الساكنة بنسبة 3 : 2 ، ولا أدري هل يؤثرُ هذا على حركة اللحن / الموسيقى بين المقامات أم لا ؟؟؟
*** المهم ***
أريدُ ردّا شافيًا : بماذا نسمّي ما حدثَ ؟؟؟
سرقة ؟؟؟
لا
لم أدرسْ هذا في كليّةِ الحقوق ، إذ تعلّمنا أنّه لا يوجد من يسرقُ من نفسِه ،، إذن : ماذا ،، يا أهل العلم والخبرة ؟؟