عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05/05/2010, 00h39
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 2,483
افتراضي رد: يا مسافر وناسي هواك - ليلى مراد

أممممممم .. الكرة عندى ياباشمهندس صالح ؟

ويالها من كرة .. شوطة جامدة .. وفى الجووون عدل ..

إذا كان شاعرنا الكبير صالح جودت عبّر عن لوعة المحبوبة ولهفتها فى هذه المدة القصيرة ( 3 دقائق و6 ثوانى )

فإن عمنا أحمد صدقى لم يكن أقل من صالح جودت فى إستغلال هذه المدة القصيرة

ليعطينا دروس مفيدة فى كيفية العمل بخطة مسبقة .. والتعبير الصادق عن معانى الكلمات ..

هيا بنا نرى مافعله أحمد صدقى بالأغنية وبنا ..

بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( يامسافر وناسى هواك ) أو ( رايداك )

وأدعو أستاذى سمير جنحانى .. ليتابع معى عنقود المقامات الذى أتحفنا به عمنا صدقى .

إختار مقام الكرد ليبدأ به لحنه .. وليجعله المقام الرئيسى للعمل ..

ودخل فى المفيد مباشراً .. بدون تمهيد .. بدون أدليب .. ومع إيقاع ( سلو رومبا ) بدأت المقدمة الموسيقية القصيرة

مافيش وقت لصولوهات ( عزف منفرد ) .. ليس هناك توزيع بالمعنى المعروف ..

لكن هناك تحاوريات بسيطة وجميلة بين الوتريات ( إسمعو التشيللو فى أول المقدمة ) .. وهو يرد على الكمنجات بنفس الجملة .

تغنى ليلى مراد من الكرد أيضاً ومع إيقاع ( الواحدة الكبيرة ) .. يامسافر وناسى هواك .. رايداك والنبى رايداك

نحن مع الكرد من درجة الدو .. ويسمى فى هذه الحالة ( حجاز كار كرد ) أو ( كرديللى )

وسنعرف فيما بعد لماذا إختار الملحن هذا المقام .. ومن هذه الطبقة بالذات .. خطة لحنية .

نسمع نفس اللازمة الموسيقية .. وتغنى ليلى مراد ( أحلف لك بدمع العين .. ولا لكش عليا يمين )

تغنى من مقام النهاوند .. وقف .. إستنى .. أربط عندك .. ليه ؟

لأن النهاوند الذى تغنى منه .. من نفس درجة الكرد .. نهاوند الدو .. وهل فى هذا مشكلة ؟

أيوه .. فيه مشكلة وبراعة وإبداع ..

لأن الطبيعى أن يكون النهاوند من درجة الفا .. حسب نظرية الأجناس ..

ولكن الراجل إستبدل جنس الكرد بجنس نهاوند .. لييييه ؟

لأنه يريد أن تظل الحالة الإنسانية كما هى .. لسه الست بتحكى وتشرح شكواها ..

مافيش داعى إذن لجوابات أو قرارات أو تغيير الحالة المزاجية ..

غنت خلاص من النهاوند .. وبعدين ؟

عايزين بقى نرجع للكرد .. المقام الرئيسى بتاعنا .. يرجع كده وخلاص .. هيهات .. وكلا البتة .

عمنا صدقى لمس الراست قبل أن يعود للكرد من أول السلم .. مجرد لمس .. فين الكلام ده ..

عندما تقول ( إن فاتت عليا سنين ) وبالتحديد ( إن فاتت عليا ) لأنه كمل مع الكرد ( هبوطاً ) وخلاص

نسمع لازمة موسيقية جديدة تماماً .. وهنا نعرف لماذا إختار عمنا صدقى مقام الكرديللى ..

لأنه إختار المقام الجديد ( الحجاز كار ) ومعروف أن الحجاز كار من نفس درجة الكرديللى

لكن الإحساس مختلف .. مختلف تماماً ..

تغنى ليلى مراد من الحجاز كار ( تسألنى صحيح حبيت .. لا جاوبتك ولا خبيت )

وتعود مرة أخرى من نفس الطريق ( لمس الراست والعودة للكرد ) .. ياريت الكلام ياريت .. وافانى وباح بهواك ..

ويظل عمنا صدقى على عهده معنا .. يريد أن يظهر الحُرقة واللهفة واللوعة ..

يختار مقام ( أثر كرد ) .. وهو مقام يبرز هذه الحالة المزاجية بوضوح ..

وتغنى ليلى مراد ( إحكى له ياموج مطروح .. ع القلب إللى بات مجروح ) من الأثر كرد

إسمعوها بتغنى إزاى فى هذا المقطع .. ناقص تبكى وتبكينا على حالها ..

وتعود كالعادة من نفس الطريق ( راست وكرد ) وخلاص .

ونسمع نفس المقدمة الموسيقية .. ويقفل عمنا صدقى القوس .

أستاذنا صالح الحرباوى .. بيعتذر لأن الأغنية قصيرة ..

وعندنا فى مصر مثل شعبى يقول ( كل قصير مكير ) .. أى لا تنخدع فى قِصر الأغنية ..

إسمعها وحللها .. تجد الكثير والكثير من الإبداعات .. وكم من أغنيات قصيرة أعطتنا دروس .


__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .