( التعليقات والملاحظات والإنطباعات -2)
.
أحساسي كمستمع (بعيدا عن التحليل الموسيقي الذي لا أفقه فيه شيئا) أن الموسيقار العبقري الراحل
أحمد صدقي يمهد الطريق للغناء بنسق (tempo) بطيء
ومن أول جملة موسيقية، يغمرنا بإحساس يوحي بالحزن والحرقة والألم ....
ويبدأ الحبيب بمناجاة حبيبه (يا مسافر وناسي هواك) وبالتأكيد على تمسكه به (رايداك والنبي رايداك)
ثم يعود للتأكيد مرة ثانية لكن بقوة أكبر (رايداك والنبي...والنبي رايداك)
ويستوقفنا هنا تكرار (والنّبي) بتشديد النون لإبراز صدق المشاعر وعمقها
وسنتقاطع مع هذا التأكيد والإصرار أكثر من مرة في نهاية كل غصن من أغصان الأغنية
في رأيي أيضا .... أن هذا التأكيد أضحى لهذه الأغنية، بمثابة بصمة أو ختم أو (Trade mark) بلغة اليوم، وهذا ما جعلها (عالقة) وراسخة بلسان وذاكرة المستمعين
--------
ثم تغني ليلى مراد في حال العاشق المنكسر والمستلم للقضاء ... وتقسم (أحلفلك بدمع العين) .. ولا شيء كان يجبرها على ذلك ( ولا لكش علي يمين)
وتعده بالوفاء لحبه وبالبقاء عليه، مهما طال الزمن (ان فاتت علي سنين حافتكرك ولا أنساك)
وتعود للتأكيد والتمسك بالحبيب (رايداك والنبي رايداك .. رايداك والنبي والنبي رايداك)
-----
ويتغير اللحن في المقطع الثاني ليتسارع النسق وترتفع الطبقة ، تأخذ لونا يحاول الإيحاء بالتماسك والمحافظة على الأعصاب
ثم تلجأ المُحِبة الى الإفصاح والمصارحة والتبرير ..
وتخاطب الحبيب الغائب عنها في واقع الامر(تسألني؟) وتجيب بسرعة وبالقاء متواصل (صحيح حبيت..) .. لكنها تعترف بسرعة أيضا (لا جاوبتك ولا خبيت) وكأنها تهمس ( حقك عليا .. انا اللي غلطانة)
ثم تنتقل الى التأسف وتُرجع الأسباب الى استحالة لغة الكلام عن لسانها،
وعجزها عن البوح بحبها (يا ريت الكلام يا ريت ... وافاني وباح بهواك)
وتعود مجددا ومرة أخرى للتأكيد و التمسك (رايداك والنبي رايداك .. رايداك والنبي والنبي رايداك)
---
وينعطف بنا اللحن في آخر مقطع الى مزيج من الإستغاثة والرجاء
فهاهي تستنجد بأمواج البحر وتستشهد بها (احكيلو ياموج مطروح)
وتترجاه وصف القلب المثخن بالجراح (ع القلب اللي بات مجروح) بسبب هجر الحبيب
(من فرقة حبيب الروح) وتطلب منه أن يبلغه حقيقة مؤكدة بأن هذا القلب سيظل معاه بالرغم من الجرح المستقر فيه (روح قلو دا قلبي معاه) ولا يفوتكم جمال تلاحم وتمازج الكلمات ...
(من فرقة حبيب الروح ،، روح قلو دا قلبي معاه....)
(كمان مرة) تعود للتأكيد على التمسك (رايداك والنبي رايداك .. رايداك والنبي والنبي رايداك)
ويرجع بنا الموسيقار أحمد صدقي للجملة الموسيقية الأولى ويعطيها طابع تنازلى يجعلنا في هيئة المسافر الذي يدخل في أعماق الصحراء مع غروب الشمس ويتوارى وراء كثبانها ببطء
.
(يتبع .... التعليقات والملاحظات والإنطباعات)
جهز نفسك يا مايسترو أبو حسام ... فاضل تعليق واحد فقط ...