عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 03/05/2010, 12h43
الصورة الرمزية هيثم أبوزيد
هيثم أبوزيد هيثم أبوزيد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:105271
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 52
المشاركات: 147
افتراضي رد: أراك عصى الدمع بثلاث الحان وثلاث مطربين

بل الشكر لك أستاذ حسن

لا أمل أبدا من سماع لحن الحامولي، لدرجة أنني تقريبا لا أفوت يوما دون أن أسمع هذا اللحن بصوت أحد العمالقة الذين أدوه، بينما أسمع النسخة السنباطية مرة في العام، لا سيما أن فيها والعياذ بالله بيانو

الكلام يطول جدا حول أداء العمالقة لهذه القصيدة بلحن الحامولي، لكني أسجل ملاحظات سريعة:

كم مرة سمعت وسمعتم معي بعض (الكبار) يتحدث عن عبقرية أم كلثوم وإحساسها بالكلمة، ممثلا لذلك بتغييرها لجملة (بلى أنا مشتاق) إلى نعم أنا مشتاق، وها أنتم ترون أن هذا التغيير لا يخص أم كلثوم، وأنه موجود ربما من قبل أن تولد، لكن من يرددون هذا الكلام مع الأسف توقفت ذاكرتهم عند حقبة الستينات، بل أصبحت حقبة السبعينات والثمانينات بالنسبة لهم تعتبر من التراث القديم.

ما يميز الأداء في كل هذه النسخ، هو حجم الحرية الكبير في أداء اللحن، وهذه سمة عصر النهضة، الأداء الذي تلفه مسحة ارتجالية واسعة، وأريد ان ننتبه إلى ملحوظة الأستاذ صلاح علام عن قصر مدة الاسطوانة، لأن هذا الأمر يمثل قيدا كبيرا على المطرب، وربما قرأتم وصف الحفل الذي أحياه الحامولي بهذه القصيدة بحضور أمير الشعراء أحمد شوقي وصديقه الشاعر الكبير خليل مطران، والذي بهر فيه الحامولي مستمعيه بأدائه، إلى درجة أنهم خروا ساجدين من هيبة أدائه لجملة معاذ الله.

ولا يفوتنا أنهم كانوا يؤدون هذه القصيدة كثيرا حتى في الأفراح، وبلا شك أن التكرار يجعل المطرب يركز على التطريب، ويحرص على الإضافة والتجديد.

أعجبني جدا أداء زكي مراد لكلمة (نعم) ، كما كان لافتا أداءه المدود لكلمة قتييييييييلك قالت.

ولا يفوتنا تلاعب عبد الحي حلمي، ووقفاته على الحروف الساكنة كما فعل في ضاد أضواني، وهو ما فعله صالح أيضا حيث سكت سكتة لطيفة جميلة على صاد الصبر في البيت الأول.

أداء أم كلثوم هنا قطعة من الجمال والسحر الحلال، لكني أتوقف فقط أمام تصرف لم نره في هذه القصيدة إلا منها، فقد قامت بتحويلة إلى مقام الصبا في غاية الجمال والرقة ، وتحديدا عند عبارة (من خلائقه الكبر) لتصور الكبرياء المنكسرة، والدمع الذي كان عزيزا.

وأخيرا، لا ننسى أننا نستمع إلى لحن توفي صاحبه في 12 مايو 1901 .

وشكرا مرة أخرى للأستاذ حسن.
تقديري