عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02/05/2010, 17h22
Egypt4eveR Egypt4eveR غير متصل  
Banned
رقم العضوية:490049
 
تاريخ التسجيل: January 2010
الجنسية: نمساوية
الإقامة: فرنسا
العمر: 40
المشاركات: 48
افتراضي غريزة الطرب من الغناء


غريزة الطرب من الغناء

الغناء كاللعب ممدود من ظاهر الحركة البدنية وهو يحدث من إهتزاز أوتار الحلق إهتزازا يخرج الصوت خفيفا وشديدا,مرتفعا ومنخفضا بحال تعرف بالنغم والتلحين.والناس يتفاوتون في مبلغ التإثر به,ولذلك تجد البارعين في الغناء يطوفون علي ضروب الأنغام,وينوعون إستعمالها,ويرّجعونها لعلها تهتز الأريحيّة,وتضرب علي الوتر الحساس الذي يطرب النفوس.بهذا يمكننا تعليل نِفار النفس من الصوت الجاري علي وتيرة واحدة كصوت البوق وطنين الذباب وقوْقاء الدجاجة ونقيق الضفاضع في الغدران!!وسقْسقة العصافير علي الأغصان.وربما خلطه رنين موسيقيّ يجعله مصد إرتياح,كهزيز الريح وهدير النهر وزُقاء الديك وصُداح البلبل وهديل الحمام ...وسجع القمريّ إن لم يكون معناه مفهوما يصبح نشازا ومبتذلا. وماذا عسي أن يدل تغريد الطائر وهو في أعماق قفصه ؟أهو يشكو السآمة من وحشة الحبس ؟ أم يسّري به تباريح الحزن ؟ أم يصدح فرحا لأن العادة أنسته حالته الأولي, وجعلت له من القفص موطنا مقبولا ؟
قال المعرّيّ :ابكت تلكم الحمامة أم غن*نت علي فرع غصنها الميَّاد
والغناء يؤّثر في نفس المغنّي أضعاف تأثيره في نفس السامع,فيلهيه عن طعامعه وشرابه وسائر لذّاته .
الحيوان كالإنسان يطرب من الغناء؟؟ فالقردة والدببة والفيلة والهوام تهتز عند سماعه هزا يدل علي ارتياح وإطمئنان أنظر إلي ثعبان الكوبرا وهي من شدة جموحها وعدوانها يذلّلها الغناء؟؟ فإذا سمعته وهي في أعماق أجْحارها تخرج متهادية, ثم تنصب درقتها نحو المغنّي!! وتهتز يمنةََ ويسرةََ علي رنين النغمات وأه وألف أه لو غدرت بالمغني وبطانته... والإبل- وهي من أغلظ الحيوان أكباداََ-تضنيها المفاوز, ولولا حُداء الحادي لتقطعّت ظهورها من ثقل الأحمال في الأسفار الطوال. حتي زنوج السودان يتهافتون علي صوت الغناء, آتين إليه من كل حدب, عاقدين له حفلات الرقص, رافعين عقيرتهم منشدة تأثيره في أمزجتهم.
والطفل الرضيع يَدْهمه الحزن وتحنُقُه العَبْرة ويبّرح به البكاء تغنّيه أمّه (نام ياحبيبي بسلام)
والعمَّال يطول بهم زمن العناء البدنيّ فيستأنسون بالغناء ويزدادون به قوّة وإقداما ونشاطا. وقد يلهي الغناء بعض أرباب المهن عن مزاولتها, قال لصّ عن نفسه : انزبقت ذات ليلة في ملهي موسيقيّ لأترقب فرصة السرقة, ولمّا إرتفع صوت الغناء المشجي غاب صوابي وألهاني الإنصات له عن مزاولة مهنتي, فخرجت من الحفل مملوء الأذنين .... صفر اليدين أي خرج من اللصوصية وعاد لنزاهة اليد بفعل النغم الأصيل.
وللأمم في فضل الغناء حكايات متداولة ربّما عزاها السامع إلي مبالغة الخيال, وليس بكثير علي لغة العواطف أن تتسيطر علي النفوس وتفعل بها فعل السحر... وسوف نلقي عليها بعض الضوء لاحقا.


التعديل الأخير تم بواسطة : Egypt4eveR بتاريخ 02/05/2010 الساعة 17h40
رد مع اقتباس