بالتأكيد هناك تباين واضح فى أسلوبى عمل كل من كمال الطويل ومحمد الموجى
برغم نشأتهما المتشابهة .. وكذلك سنة ميلادهما المتقاربة
فالموجى من مواليد 1923 .. والطويل من مواليد 1922
أى أنهم عاصرا نفس الرواد ونفس الأساتذة ..
ولكن مسيرة كل منهما فيما بعد أدت للإختلاف الواضح فى أسلوب كل منهما ..
فكمال الطويل خريج الفنون التطبيقية .. لم يكتفى بهذه الدراسة وإنما حرص على دراسة الموسيقى فى المعهد العالى للفنون المسرحية .. وقضى وقتاً أيضاً فى الكونسرفتوار عند إفتتاحة .. بحيث أنه جمع بين الدراسة الموسيقية الغربية والشرقية على حد سواء ..
أما محمد الموجى .. الذى كان والده يعزف على العود .. فقد نشأ محباً لهذه الآلة وللموسيقى عموماً .. وهو خريج مدرسة الزراعة ..
ومن هنا نعرف أن أسلوب الموجى الذى تميز بالشرقية .. يختلف عن أسلوب الطويل الذى إستفاد من دراسته للموسيقى الغربية
فإتسمت ألحانه بالبساطة والشياكة ..
وإذا إستعرضنا أعمال كل منهما .. سنجد أن الموجى فى بحثه وإصراره على الشرقية فى أعماله .. إستخدم المقامات الشرقية ذات الثلاثة أرباع التون
بعكس الطويل الذى دأب على إستعمال المقامات الغربية مثل الميجور والمينور والكرد .. بجانب المقامات الشرقية
وإذا أردنا أن نأخذ بعض الأغنيات كأمثلة لكل منهما ..
فالمسألة بسيطة .. نختار أى فيلم لعبد الحليم حافظ .. ونسمع الأغانى التى لحنها كل منهما .. لنتبين أسلوب كل منهما ..
لنأخذ فيلم موعد غرام كمثال أول ..
سنجد أن الطويل لحن فى هذا الفيلم أغنية ( صدفة ) .. نسمع صدفة .. سنجد لحناً رشيقاً خفيفاً .. لم يستخدم فيه الطويل أى تحويلات غريبة .. وإستعمل نفس اللازمة الموسيقة فى كل الكوبليهات
وسنجد أن الموجى لحن فى نفس الفيلم أغنية ( لو كنت يوم أنساك ) .. ومن بداية الأغنية يتضح أسلوب الموجى .. الذى يتميز بالشرقية والتطريب .. برغم عدم إستخدامه للربع تون فى الأغنية .. سنجد أيضاً التحويلات الغريبة أثناء سير اللحن .. سنجد أنه إستخدم مثلاً مقام العجم من نفس درجة الكرد .. وهى تحويلة غير تقليدية ..
نأخذ فيلماً أخر كمثال ثانى .. فيلم فتى أحلامى ..
سنجد أن الطويل لحن فى هذا الفيلم أغنية ( بيع قلبك ) وهى أغنية غنية عن التعريف .. الرشاقة والشياكة واضحة أيضاً فى الأغنية
وسنجد أن الموجى لحن أغنية ( روحى حياتى ) بما فيها من تحويلات غريبة أيضاً .. فقد إستعمل مقام الحجاز كار .. بجانب الكرد .. ليعود بمقام ثالث يجمع بين المقامين .. هو مقام ( الطرزنوين )
الخلاصة .. الموجى بيحب يلف ويدور ويبحث دائماً عن الجديد فى المقامات والحويلات .. وأيضاً الإيقاعات .. وإسمعوا رائعته ( حانة الأقدار )
أما الطويل .. فقد إنحاز قليلاً للموسيقى الغربية .. برغم عدم إبعاده عن الشرقية .. فمزج بينهما .. وإسمعوا رائعته ( فى يوم من الأيام )
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .