[بلخياطي]

رائد موسيقى الشعبي عمار الزاهي بعيدا عن الأضواء

لمحبي الموسيقى الشعبية الجزائرية، عمار الزاهي أسطورة حية. بالرغم من كونه رائد هذا النوع الموسيقي بدون منازع فإنه يبقى بعيدا عن الأضواء لعدم ظهوره للجمهور و رفضه مقابلات مع وسائل الإعلام.
الجزائري عمار الزاهي، كاتب بارز و مغني الشعبي، اسمه الحقيقي عمار أيت الزاي، وُلد في يناير 1941 في تيزي أوزو. و دخل الميدان الغنائي في 1963 بعد مقابلته للشيخ لحلو و محمد الإبراهيمي المعروف كذلك باسم الشيخ القبايلي. و قاما بتشجيعه و إرسال القصائد القديمة له و إظهار الموازين التي تغنى بها النصوص. و تمكن الزاهي من تدريس نفسه بنفسه من خلال الممارسة.
و كان أول تسجيل للزاهي سنة 1968. الرجل المتواضع و المتحفظ و الهادئ دائم الجلوس في الكوابيب، مقهى في قصبة الجزائر العاصمة. و بعد أن أصبح أحد ألمع فناني الشعبي في السبعينيات، اختفى الزاهي تقريبا عن الساحة الغنائية بعد 1980 حيث يحضر الحفلات العائلية فقط. و ظهر في 10 فبراير 1987 خلال حفل في مناسبة كبرى في العاصمة الجزائر ليختفي مرة أخرى.
و لم يقم الزاهي بأي طهور عام منذ ذلك الوقت و قلما يذهب لمقهى الكوابيب منذ 2000 بسبب مشاكل صحية. و يعتبر المغني الأكثر شعبية و موهبة في عصره لغزا حقيقيا في عالم الموسيقى. و انسحب بشكل تام من الحقل الإعلامي لسنوات، تاركا العديد من معجبيه في شوق للمزيد.
الرجل السخي الذي لا يطيق الانشغال بالدنيا و الإسراف، جعل من موسيقى الشعبي سبب وجوده. فيما يرفض الظهور أمام الجماهير العريضة ، فإنه يجد متعة كبيرة في الاحتفالات العائلية الخاصة لأن "الغناء أمام مجموعة صغيرة من الأصدقاء من بين أعظم الأحاسيس في العالم".
و سجل الزاهي أسطوانته الوحيدة في 1982, مجبرا المعجبين على الاتجاه إلى التسجيلات الخاصة من الاحتفالات العائلية في السبعينيات أو البحث عن تسجيلاته القديمة.
موهبة الزاهي هي الارتجال

موهبة الزاهي هي الارتجال ، و نظرا لقدرته على تغيير الأسلوب بسهولة كبيرة. وعاش الزاهي لمدة طويلة مع خالته بعد وفاة والديه. و توفت قبل سنوات قليلة تاركة الزاهي في العزلة التي طالما بحث عنها.
و نتيجة لذلك كان الزاهي يتجنب الأضواء و وصف نفسه أنه ينتمي للأشخاص العاديين. و قد شارك في العديد من المناسبات للأشخاص العاديين بدخل متواضع. و يتبعه محبوه للاحتفالات العائلية و يسجلون موسيقاه و يصورونها و يبيعونها بالآلاف.
و منذ وفاة الحاج محمد العنقة المعروف بـ "الكردينال" يُنظر إلى الزاهي على أنه خلفه في طريق كبار موسيقى الشعبي بالرغم من هروبه عن أنظار وسائل الإعلام و المنافسة القوية لتلامذة العنقة.