عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 29/04/2010, 14h46
الصورة الرمزية بلخياطي
بلخياطي بلخياطي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:440633
 
تاريخ التسجيل: June 2009
الجنسية: جزائرية
الإقامة: ولاية الشلف
العمر: 40
المشاركات: 666
افتراضي من القصبة والسويقة و"بلاص دارم" إلى العالمية

على سبيل الذكر

من القصبة والسويقة و"بلاص دارم" إلى العالمية

رينيت الوهرانية ومسعود المديوني
من أهم الأسماء النسوية التي جسدت حضورا متميزا، سواء من حيث الأداء الغنائي أوالعزف في فترة معينة من تاريخ الأغنية الجزائرية، خاصة تجربتها ضمن جوقة الشيخ “محمد العنقى” الذي سجلت معه العديد من السهرات الإذاعية.. فنانة عصامية دفعها طموحها إلى تعلم اللغة العربية - رغم آفة العمى - لغاية واحدة هي اكتساب القدرة على التغني بالطرب “الغرناطي“..
سلطانة داوود أو رينيت الوهرانية، ولدت بمدينة تيارت عام 1918 من أب حاخام من أصل مغربي، فقدت نعمة البصر في العام الثاني من عمرها نتيجة مرض الجدري.. قررت أمها تعليمها الغناء الموسيقى فدفعت بها إلى “مسعود المديوني” الملقب بـ “سعود الوهراني”، المطرب اليهودي وعازف الكمان الشهير بغناء الحوزي. كان لمسعود، أكبر أثر على تجربتها الفنية كمطربة وكنجمة غناء، فعلى يد هذا الفنان تلقت الطفلة المبادىء الأولى في الموسيقى. فبعد الإيقاع على “الدربوكة” ثم العزف على”المندولين” أقبلت بحماس على تعلم آلة العود وتطوير قدرتها الصوتية، وهو ما حفزه على تشغيلها بالمقهى الذي كان يملكه بحارة اليهود بوهران، وأطلق عليها بالتالي الاسم الذي يقترن بها طوال مشوارها الفني وهو “رينيت”، أي الملكة الصغيرة باللغة الفرنسية. ولهذا الإسم قصة تستحق أن تروى، لأنه كان يقصد تسميتها الضفدعة الصغيرة غير أن الخطأ الإملائي حوّلها إلى رينيت.
وعلى امتداد عقد من الزمن صار لهذا الثنائي “رينيت ومسعود المديوني” شأن كبير في إحياء الحفلات والأعراس وأفراح الموالد والختان أوالعقيقة، صحبة جوقتهما الموسيقية، وذلك في معظم مناطق البلاد، إلى أن تفرقت بهما السبل. وكانت بداية المنعطف عام 1938 حين قرر مسعود المديوني إنشاء مقهى موسيقي بباريس، التحقت به “سلطانة داوود” لكنها سرعان ما عادت أدراجها صوب الجزائر. ذلك أن مسعود المديوني ألقي عليه القبض، في حملة مداهمة لمطاردة اليهود في مدينة مرسيليا، وتم نقله إلى أحد معسكرات الاعتقال فانقطعت أخباره وطواه النسيان واعتبر في عداد المفقودين.
في بحر الأربعينيات وبعودتها مجددا إلى الجزائر استقرت في العاصمة تاركة مسقط رأسها وهران، وهي في السادسة والعشرين من عمرها، حققت انتشارا واسعا عزز شهرتها من خلال تقديمها لسهرتين في الأسبوع على أمواج الإذاعة الجزائرية. في هذه الفترة عملت سلطانة داوود جنبا إلى جنب مع “أليس فتوسي” نجمة قسنطينة، وذلك في إحياء أفراح المناسبات كالأعراس والموالد وحفلات الختان. وكرست جهدها لترسيخ مكانتها بين معاصريها من نجوم المغنى سواء منهم المسلمون أو اليهود، أمثال فضيلة الدزيرية، مريم فكاي، زهرة الفاسية، عبد الكريم دالي ودحمان بن عاشور، وكانت جوقتها الموسيقية تتكون من أشهر الموسيقيين وفي مقدمتهم عازف البيانو مصطفى اسكندراني. توفيت رينيت الوهرانية في سن الثمانين وذلك عام.
__________________

رد مع اقتباس