لن أتوغل في القدم بل أعود إلي بضع مئات من السنين عندما حدثنا أحد الفلاسفة عن حركة الكون وصورها لنا تصويرا دقيقا وتحدث عن رقعة الشطرنج وبيادق موضوعة عليها تركها وعاد إليها وقال: إن البيادق لم تتحرك من مكانها رغم أن الرقعة ومن عليها كل في مربعه قد إنتقلت من حجرة إلي أخري ثم جعل الحجرة في السفينة وترك الرقعة حيث كانت في موضعها من الحجرة وعاد إليها ووجدها في نفس مكانها وقال:إنها لم تتحرك رغم أن السفينة كانت تمخر عباب البحر وحكم بأن السفينة في مكانها لم تبرحه إذا ماحافظت علي موقعها من جزيرة قريبة رغم علمه بأن الأرض قد دارت بعضا من دورانها حتي عودته إلي السفينة وهي ساكنة؟
وهكذا نري بوضوح أن الإقتناع بصدق القضايا الفلسفية بهذا المعني يستند كلية علي تجربة لايمكن إعتبارها بحال من الأحوال كاملة بل هي أقرب ماتكون إلي النقص ولكن مع ذلك سنسلم بصدق القضايا والنوايا...إن هذا الصدق محدود وهل يمكن أن نعين مدي هذا الحدود وخصوصا أنه مازال أمامنا أعتبار أساسي يجب إضافته إلي هذة الصورة وهو يتعلق بالأصل السيكلوجي لتصورات المكان والزمان مثل الألم والهدف والغرض!! كيف نردالألوان والنغمات إلي إهتزازات وكيف ندحرج الأفكار والتصورات الأساسية من الفكر في عالم الخيال من علياء سمائها عند جبال أوليمب في أحضان أثينا محاولين الكشف عن منبتها الأرضي؟ ولعل ذلك كان أفضل وسيلة لتخليص هذة الأفكار وتحريرها من ربقة الطلسم الذي ضرب عليها وهكذا تتحقق حرية أكبرفي تكوين الأفكار والتصورات وإزاحة الأجسام عن بعضها البعض أو رصها فوق بعضها البعض وتقيد حركة القصور الذاتي