الموضوع: ذكريات أطرشية
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07/04/2010, 02h38
رشدى2010 رشدى2010 غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:504665
 
تاريخ التسجيل: March 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 6
افتراضي غرام وانتقام

( 2 )
غرام وانتقام

طفل بريء صغير يمسك بيد أخته الأكبر منه بعامين فقط والمحبة للسينما والفن مثله، والحزينة مثله أيضا علي الرحيل المفاجئ المفجع للمطربة صاحبة الصوت الذهبي الملائكي، يذهبان لسينما الشرق بالسيدة زينب، ويجلس هو في حجر اخته، ويقف أحيانا إذا حجبت رءوس من أمامه الرؤيا عن ناظريه، ويتابع مع رواد السينما مشاهدة الفقيدة في فيلمها الذى انتظرته الأمة العربية كلها حينذاك "غرام وانتقام " علي أحر من الجمر ، وتسري نغمات كالسحر في أذنيه وتظهر هي بجمال أخاذ تشرق به سينما الشرق وتتلألأ ويتابع الطفل الراقصين والراقصات وهم يتمايلن طربا مع الصوت السماوي وهو يردد اللحن الخالد " ليالي الأنس في فيينا " ، وكانت حينئذ علي وشك الزواج في الفيلم من حبيب الملايين أنور وجدي ، الذي لم تكن شهرته قد أصبحت مدوية بعد، ثم أغانيها الأخرى في الفيلم، تلك التي جعلته يبكي معها حزنا علي وفاة أنور وجدي وهي تردد " أيها النائم عن الموت .. سلاما " وينفطر قلبه معها وهي تقول باللغة العربية التي كان يتفهم معانيها بصدق علي يديها " يا ندامى راحي من قلب الهوى جفت الكأس علي أيدي الندامى " ، وتابع مبهورا بها أغنياتها التالية في الفيلم ذاته " قهوة" وعذوبتها التي انفردت بها هي وحبيب قلوبنا فريد وهي تقول فيها " ياللي تبات الليل سهران .. من إيدي لو تشرب فنجان " ، ثم أغنيتها الجميلة العذبة الغريبة وهي تتلاعب بكلمتي " انت " وامتى " في أغنية " امتى هتعرف " ويخر قلبه شجنا وطربا وهي تردد" اسعدني يوم بلقاك ... ترحمني فيه برضاك " وتختتم أغانيها بتحفة فنية رثائية خالدة " أنا اللي أستاهل كل اللي يجرالي " وهي تقدم أبلغ حالات الندم والأسى علي ما اعتبرته جناية منها في حق يوسف وهبي حبيبها الذي تعاطفت أنا معه ، وأحببته للنهاية بعد هذا الفيلم وهي تغرد " بان له الأسى مني .. وراح مخاصمني "مكنش دا كله يخطر علي بالي " ثم " واندم علي حاله ... واسف علي حالي ... أنا اللي أستاهل كل اللي يجرالي."
خرجت من السينما وأنا مبهور مسحور بما استمتعت به من أغان أسمهان ، وكان الجمهور كأنه في جنازة صامته بعد أن رأى رجال الإسعاف يحملون جثمان أسمهان التي غرقت في سيارتها ، وكانت قد سرت إشاعات أنّها كانت صورا وثائقية لجثة أسمهان الحقيقية . واسودت الدنيا في عيني .. وقلت لأختي كوثر " يعني خلاص مش هنسمع أغان لأسمهان تاني ؟ " فقالت لأ ، بس هبقى أفرجك علي فيلم طلعت فيه قبل كده مع أخوها اللي صوته تحبه ويأثر فيك زيها واكتر "
" يا سلام . بتتكلمي جد يا كوثر ؟ "
قالت " أي والله العظيم "
" طيب اسمه إيه ؟"
قالت " فريــــــــــــــــد الأطرش "
ألقاكم قريبا كلما سنحتالفرصة بذلك إذا كان في العمر بقية.
أحباء حبيبي ... السلام عليكم ورحمةالله
فريد .. وبس
رد مع اقتباس