شكراً يا أستاذ فاضل الخالد على هذه التوضيحات و المعلومات القيمة. يبدو أن موضوع النشيد الوطني الذي أفتتحه الأستاذ كابتن المنتدى قبل حوالي سنتين لم ينتهي بعد ، فالموضوع حساس و هام و يجس المشاعر الوطنية عند الناس.
أثناء تصفحي لديوان الشاعر العراقي المعروف معروف الرصافي (الجزء الخامس طبعة بغداد، 1986) وجدت نشيداً تحت عنوان "النشيد الوطني" ومذيل بشروحات الأستاذ مصطفى علي الذي قدم الشروحات و التعليقات للديوان. أُقدم لكم كلمات النشيد و شروحاته كما وردت لأهميتها التأريخية. فالنشيد قد نظم قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة.
يقول الشارح حدثني الشاعر عن سبب نظمه هذا النشيد فقال:
"لما اعلن الدستور العثماني وضع له وديع صبرا الموسيقار اللبناني نشيدا وطنيا وطلب الى الشاعر التركي توفيق فكرت أن ينظم لألحانه شعراً بالتركية ففعل. ثم أراد لتلك الألحان شعراَ بالعربية فرجع الى مترجم ألاياذة سليمان البستاني ، و كان اذ ذاك من وزراء الدولة. و اتفق أن زار شاعرنا سليمان البستاني في داره فرأى وديع صبرا يطلب اليه وضع شعر لألحان نشيده ؛ فلما دخل الشاعر أحال البستاني صبرا بذلك عليه فقبل هذه الحوالة ، و نظم له هذه الأبيات ، و صار شبان العرب في الأستانة ينشدونها بالحانها البديعة الرائعة".
نحن خَوّاضو غمار الموت كشافو المحن
ما لنا غير اكتساء العز أو لِبس الكفن
نبذل الأرواح نَفديها لإحياء الوطن
هل سوى الأرواح للأوطان في الدنيا ثمن
يا ضَلالَ الألى لم يكونوا الفدا
ان نُمت نحن فلتحي أوطاننا
نحن لم نُخلق لحمل الجَورأو لِبس الهوان
بل خُلقنا للعلا و السبق في يوم الرهان
هذه أوطاننا فاقت فراديس الجِنان
كيف لا نَفدي لها الأرواح في الحرب العوان
يا ضَلالَ الألى لم يكونوا الفدا
ان نُمت نحن فلتحي أوطاننا
أنت يا أوطان من أرض حَوتَنا أوسما
ارفعي في أوج علياك اللواء المُعلَما
و ارتقي نحو المعالي و اجعلينا سُلما
نحن من جَرّاك نُجري في الوغا سيل الدما
ياضَلالَ الألى لم يكونوا الفدا