محافظ المهرجان الوطني لأغنية الشعبي عبد القادر بن دعماش
''أمامنا الكثير من العمل لجعل أغنية الشعبي وطنية''

أكد محافظ المهرجان الوطني لأغنية الشعبي عبد القادر بن دعماش، أن الطبعة الخامسة من المهرجان ستكون متميزة مقارنة بسابقاتها، من خلال نقل هذا الأخير إلى الشعب، ليتمكن من لعب دوره كما يجب. مؤكدا في نفس السياق بأن هناك آذانا متذوقة لأغنية الشعبي خارج أسوار ''المدينة''، أي العاصمة، وأن هدف المهرجان يتمثل في صناعة'' شيخ'' وليس بعثه.
رُسّم المهرجان الوطني لأغنية الشعبي بهدف حماية هذه الأخيرة من الاندثار وإخراجها من ''المحلية'' وبعث ''شيخ'' يحمل مشعل الأعمدة، فماذا حدث؟
اكتشاف المواهب الشابة هو في حد ذاته مواصلة لدرب الأعمدة وحماية لأغنية الشعبي من الاندثار وضمان لمستقبل هذا النوع الموسيقي العريق، الذي يمثل الهوية الجزائرية. وعبر مختلف طبعات المهرجان الوطني لأغنية الشعبي اكتشفنا مدى الإقبال على هذا النوع من الفن الأصيل، في أغلب أرجاء الوطن، ووجدنا بأنه يحظى بأهمية كبيرة، ونحن نسعى جاهدين لتجسيد أهدافه في الميدان، رافعين شعار ''العلم والمعرفة''.
ولكن لا زلنا نرى بأن أغنية الشعبي ''حبيسة'' المحلية، ونحن على أبواب الطبعة الخامسة من المهرجان؟
المهرجان في بداية خطواته، لم يمض منه سوى أربع طبعات، وكما قلت نحن بصدد التحضير لاستقبال الطبعة الخامسة منه، فنحن نغرس البذور الآن، ولا بد أن ننتظر موسم جنيها، وبذلك وجب التريث قليلا والانتظار، كما أن بذور النجاح موجودة، وهو ما يتجلى من خلال اللقاءات والمحاضرات التي تجمعنا بالفائزين، والتصفيات التي تلاقينا بالمرشحين كل سنة، ولا زال أمامنا الكثير من العمل لجعل أغنية الشعبي وطنية.
أفهم أن إضفاء الصبغة الوطنية على أغنية الشعبي، ومتابعة المتفوقين يكون باللقاءات والتصفيات؟
لا، ولكن في هذه المرة مثلا، استقدمنا أحد أعمدة أغنية الشعبي الشيخ عمار العشّاب، وسنجمعه مع المتفوقين في الطبعات السابقة، وسيكون ذلك بمثابة ومضة أمل تنير دربهم، فهذا شكل من أشكال المدرسة البيداغوجية.
إلا أن اكتشاف المواهب لم يمكن من بروز ''شيخ'' في أغنية الشعبي لحد الآن ؟
نحن أعطينا للفائزين المفتاح فقط لولوج هذا الميدان من أوسع أبوابه، إذ أننا لا نسعى لبعث '' شيخ''، وإنما نعمل على صناعة ''شيخ''. فخلال هذه الطبعة مثلا سنقرب الخمسة الأوائل من كل طبعة للتلفزيون، حيث سنقوم بإنتاج جديد، يتمثل في تسجيل محترف، نصور خلاله أغنية لكل فائز ويتقاضى أجره مقابل ذلك، كما سنسطر جولات فنية لخمسة فائزين نختارهم من الطبعات الثلاث الأخيرة، وذلك شهر ماي المقبل ليكون الغرب الجزائري وجهتهم.
ألا تظنون بأن إقامة مهرجانات جهوية تكون سليلة المهرجان الوطني من شأنه المساعدة على بعث هذا النوع وطنيا؟
بلى، نطمح إلى خلق مهرجانات جهوية، وسيكون ذلك بالجزائر العاصمة، سطيف، ومستغانم، واختيارنا راجع للإمكانات التي توفرها السلطات المحلية في هذه الولايات دون غيرها.
رغم كل ما قلته، أظن أن هناك خللا ما، أو عائقا يحول دون تحقيق ''وطنية'' أغنية الشعبي؟
العائق موجود على المستوى الوطني، فنحن لا نتلقى استجابة إلا في بعض الولايات.
وما هو الجديد الذي ستأتي به الطبعة الجديدة من المهرجان؟
ستكون الطبعة الخامسة مختلفة عن الطبعات الأخرى، حيث سيكون النهائي عرسا في الجزائر العاصمة ومحيطها، بما فيها دار الثقافة ومراكز الشباب، من خلال إقامة حفلات مجاورة كل ليلة، أطلقنا عليها تسمية ''محيط المهرجان''، وذلك من أجل تقريب المهرجان من الشعب، كما أننا سطرنا برنامجا بيداغوجيا للمتنافسين، نقدم لهم من خلاله تاريخ موسيقى الشعبي، ونعرفهم بالشخصيات الفنية التي صنعت أمجاد هذه الأخيرة.
أي أنكم تسعون لتحصيل الإقبال الجماهيري طيلة أيام الفعاليات من خلال إقامة ''محيط المهرجان''؟
أحسسنا أن المهرجان الوطني لأغنية الشعبي لا يلعب دوره كما يجـب، ولـذا قـررنا الانتقـال به إلى الشعب.
المصدر: جريدة الخبر، حاورته هيبة داودي، 1 أفريل 2010