عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 16/11/2006, 19h44
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 839
افتراضي حوار مع د. مستجير 1

د. مستجير: أعشق الروايات البوليسية وأخجل من نشر أشعاري


دكتور أحمد مستجير يبهر الكثيرين بتعدد اهتماماته وإجادتها بشكل مذهل.. فهو بالأساس أستاذ لعلم الوراثة بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وله اسهامات كثيرة فى أبحاث الهندسة الوراثية لدى الحيوان والنبات.. ود.مستجير يكتب فى مجال الثقافة العلمية بأسلوب سهل ممتنع.. وخاصة مقالاته المتميزة عن الجينوم أو المادة الوراثية الموجودة فى نواة خلايا الكائن الحي، وتحمل جينات الصفات الكائنات الحية.. د.مستجير عالم ومفكر وشاعر وباحث فى علم اللغة ومترجم.. وإضافة لذلك له ما يزيد على 57 كتابا بين مترجم ومؤلف، فى العلوم والفلسفة، والأدب.. أحدثها كتاب سلسلة أقرأ بعنوان علم اسمه الضحك وكتاب صدر أول أمس بعنوان الطريق إلى السوبر مان عن مؤسسة سطور.. د.أحمد مستجير هو أحد جهابذة العربية الأجلاء.. إضافة لامتلاكه ناصية الشعر له ديوانان عزف ناى قديم صدر عام 1980وهل ترجع أسراب البط صدر عام 1989. كذلك له كتاب شديد الأهمية فى علم العروض.. كتبه بقلم مستجير العالم، استخدم فيه المنهج الرياضى وتقنيات الكومبيوتر.. ود.مستجير عضو بمجمع اللغة العربية وعضو بالمجمع العلمي، فضلا عن مشاركاته الدائمة فى المؤتمرات والمحافل الثقافية والعلمية فى مصر والعالم العربي.. حصل عام 1997 على جائزة الدولة التقديرية باعتباره عالما بارزا متخصصا فى أبحاث الهندسة الوراثية.. كما حصل على وسام العلوم والفنون مرتين عام 1974 وعام 1996 كما حصل على جائزة مبارك للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة عام 2001 والحديث مع عالم ومفكر ومبدع بقامة د.مستجير مشوق لأى محاور لأن هناك عشرات المواضيع يمكن التطرق إليها.. من العلم إلى اللغة إلى المشاعر الإنسانية..
ولأن العصر هو عصر المعلومات والتفكير العلمى وتكنولوجيا الاتصال والهندسة الوراثية.. ولأننا لا نعرف بعد موقع أقدامنا من هذا العصر الذى تهب علينا رياحه بعنف تكتسح الأمم الخاملة.. لذلك بادرته قائلة:
- د.مستجير أين نحن من الثورة العلمية الحديثة؟
-- العلم يتطور بشكل كبير ونحن نلوك ونكرر ما قلناه..
- ماذا تقصد؟!
-- الثورة العلمية الآن هى ثورة الإلكترونات والجينات ونحن مازلنا بعيدين عن هذا المجال.. ومن دخلوا منا فيه قليلون جدا.
- إذن كيف يمكن الدخول فى هذا المجال بشكل أوسع؟
-- هذه عملية صعبة جدا..
- وما صعوبتها إذا كان لدينا علماء أجلاء وأنت واحد منهم؟
-- الصعوبة تكمن فى أن علينا تغيير المجتمع.. لنعرف كيف نفكر بشكل علمى فى مشاكلنا.. خاصة أن مشاكل مصر أصبحت أعقد من أن تحل بالعلم التقليدي.. لهذا نحن بحاجة إلى جيل جديد من الباحثين.
- إذن كيف يمكن نخرج مثل هذا الجيل من الباحثين؟
-- علينا عمل ثورة بعثات علمية مثلما حدث أيام عبد الناصر فى الستينات.. نبعث ثلاثة آلاف باحث لتعلم الجديد فى العلوم الحديثة.. لو خرج من بينهم خمسمائة عالم وباحث فسيغيرون الدنيا..
- ألا يوجد لدينا أبحاث علمية جيدة؟
-- حتى فترة قريبة كان البحث يسير بشكل جيد إلى أن زادت كمية الباحثين دون إنتاج حقيقي.. وأصبح بينهم صراع على الماديات والمراكز، وأصبح الكثيرون منهم لا يفكرون فى العلم بل فى مشاكلهم الخاصة.. ونتيجة لذلك كثرت المجلات العلمية، التى ينشر فيها أى كلام.. ومع الوقت يتصور أنها أبحاث، لهذا تدهور المستوى العلمى للبحوث المصرية..
- ألا ترى أن الدولة مسئولة عن هذا التدهور؟
-- طبعا الدولة مسئولة.. فتدهور المستوى العلمى للبحوث المصرية، بدأ منذ أن خرج للوجود قانون الجامعات.. وتم فتح باب الترقيات.. وأصبح الباحث يعمل بحثه من أجل الترقية، وليس من أجل النتيجة العلمية، إضافة إلى أن الباحث صار يرقى إلى درجة الأستاذية فى سن الأربعين.. وبعد ذلك يتوقف عن الأبحاث لأنه لم يعد بحاجة لترقية..
- إذن ما الحل.. هل نوقف مثل هذه الأبحاث أما ماذا؟
-- أرى أنه يجب إرسال أبحاثنا للخارج لنشرها فى المجلات والمراجع الأجنبية المشهورة.. بعد ذلك يمكن اعتمادها فى مصر..
- وماذا عن المجلات العلمية المصرية؟
-- تغلق..
- تغلق؟
-- نعم يجب أن نغلق جميع المجلات العلمية فى مصر، ولمدة خمس سنين.. إلى أن نصعد بمستوى الأبحاث..
- كنا فى بداية القرن فى طريقنا للتفكير العلمي.. الآن تراجع التفكير العلمي.. وسيطرت الخرافة فما السبب؟
-- هذا سؤال صعب جدا.. أتصور أن السبب هو عقلية الزحام التى تسيطر على تفكيرنا، إضافة إلى انحطاط مستوى التعليم بشكل مخيف.. فما معنى أن يحصل الطالب على 99% ويدخل إحدى كليات القمة ثم يخطيء فى الإملاء.. إضافة لذلك القيم التى تنقلها وسائل الإعلام تزيد من جهل الناس وتعمق الخرافة والدجل.. وأنا لا أفهم كيف يكون لدينا قناة ثقافية وليس فى مجلسها واحد له فى العلم! إنهم يتصورون أن الثقافة هى الأدب والفنون فقط!!
- د.مستجير أنت سافرت عام 1960 إلى إدنبره فى أسكتلندا وفى عام 1961 حصلت على دبلوم وراثة الحيوان من معهد الوراثة جامعة إدنبره، ثم حصلت على دكتوراه فى نفس التخصص عام 1963، مما يؤكد تفوقك، بعض ممن يحصلون على مثل هذه الشهادات يظلون فى الخارج ألم تفكر فى ذلك؟
-- فعلا هم عرضوا على أن أظل هناك لكنى رفضت..
- لماذا رفضت؟
-- أنا من قرية اسمها الصلحات بجوار مدينة المنصورة، وحتى الثانوية كنت أعيش فى المنصورة ثم حضرت القاهرة بعد حصولى على الدكتوراه..
- وما علاقة المنصورة والصلحات بأن تظل فى أسكتلندا؟
-- أقصد أنى مرتبط بالأرض والوطن مانفعش.. لايمكن أتخيل نفسى فى مكان آخر غير مصر.. مصر دى بلدى ومكاني.. ولا فكاك من عشقها ولا أريد فكاكا!
-هل هذا خيال الشعراء..؟
-- بل حب العلماء
- وهل العلماء يحبون؟
-- غريب سؤالك.. أليسوا بشرا.. ثم إن الحب أساس العلم..
- د.مستجير.. دعنا ننحى الحب جانبا بعض الوقت لنعود له بعد قليل.. لكن الآن أنا مندهشة من جمعك بين تخصصك الدقيق فى العلم.. وبين الأدب وعلم اللغة!
-- وما المدهش فى ذلك.. العلم والأدب ابداعات بشرية.. وأنا عاشق للعلم وأعمل فيه، أما الشعر فهو يمنحنى الراحة النفسية..
- أتذكر متى بدأت كتابة الشعر؟
-- كتبت الشعر فى فترة مبكرة.. لكن أول قصيدة مكتملة كتبتها كانت 25 أغسطس 1954
- أمازلت تذكر هذه القصيدة؟
-- نعم.. أذكرها كانت بعنوان غدا نلتقي..
- ألا يحدث بداخلك صراع بين عقل العالم وخيال الشاعر؟
-- لا أبدا لأن العلم أصله خيال.. ويجب أن يكون لدى العالم ملكة التخيل، ويجب أن تعرفى أن العالم لا يستطع أن يكون عالما جيدا، إلا لو كانت لدية هذه الملكة.. والشاعر بالضرورة عنده خيال لهذا فالاثنان مربوطان ببعضه.. ويجب أن يكون لدى العالم من صفات الشاعر.. القدرة على الخيال والقدرة على الحب.. أن يستطيع العالم أن يحب هذا موضوع مهم دائما أتكلم عنه.. لأنه لا يمكن أن يكون الإنسان عالما، وليس لديه قدرة على الحب.. يجب أن يحب الناس الذين حوله.. يحب بلده.. المهم أن يحب.. ويحب..ويحب..



حوار : وفاء حلمى - جريدة العربى

http://www.al-araby.com/articles/1005/060416-1005-pnp03.htm
رد مع اقتباس