بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( لا ياروح قلبى )
كلمات : حسين السيد
ألحان : رياض السنباطى
غناء : فايزة أحمد
لن أخوض فى مسألة إكمال اللحن عن طريق أحمد السنباطى .. أو ظروف ظهور الأغنية
لكن اللحن سنباطى لاشك ..
إختار عمنا السنباطى مقام البياتى ليكون هو المقام المسيطر على الأغنية ..
وأسباب إختيار البياتى .. لأنه مقام طربى شرقى أصيل ..
والسنباطى كان فى حاجة لعمل طربى يعود به للمستمع .. بعد أم كلثوم ..
وبالتأكيد .. لم يجد أحسن وأقدر من فايزة أحمد على أداء هذا اللحن الصعب ..
يبدأ الأغنية بمقدمة موسيقية طويلة نوعاً ما .. يستهلها بأدليب كعادته .. والأدليب هو الموسيقى الحرة بدون إيقاع ..
والجميل أننا سنجد أن الموسيقى تبدأ بمقامات غير البياتى .. فنجده إستعمل الكرد والحجاز .. قبل أن يدخل للبياتى عن طريق صولو الأورج .. ثم صولو الناى الجميل .. الذى صال وجال فى عدة مقامات مجاورة للبياتى .. مثل مقام الشورى .. ويسميه الموسيقيين المخضرمين ( القارجغار )
ثم مع دخول الإيقاع ( المقسوم ) نسمع جملة رئيسية جميلة جداً تعزفها الفرقة بكاملها .. وهى من البياتى أيضاً ..
وتتسلم فايزة الغناء و ( لا ياروح قلبى ) من البياتى طبعاً ..
وتظل مع البياتى طويلاً .. حتى تصل إلى ( الليالى إللى عاشها الحب وياه ملكى وحدى ) فنجد أنفسنا مع مقام الراست .. وهو مقام شرقى أصيل أيضاً ويسمى أبو المقامات الشرقية .. وتنهى المذهب من البياتى ..
وقبل أن ننتقل للكوبليه الأول .. ينبغى أن نشير لأداء فايزة المعجز .. لأننا نعرف أن هذا أخر أعمالها .. وبالتأكيد وضعت فيه كل خبراتها وتجاربها .. فنجد كل الجماليات والزخارف والعُرب التى ننتظرها من مطربة فى قامة فايزة أحمد ..
نسمع نفس اللازمة الموسيقية الموجودة فى المقدمة .. مع صولو من الكمان .. ثم تسليمة على الدرجة الخامسة للبياتى ..
حتى نظن أن المقام سيتغير .. ولكن هيهات .. فنحن مازلنا مع البياتى .. مع تطعيمات من النهاوند والراست وجنس الحجاز ..
قفة مقامات يعنى من عمنا السنباطى .. وفايزة سايقة طبعاً ومافيش مشكلة عندها .. تحويلات سلسة وإنتقالات مقامية وغنائية جميلة ..
وبعد هذه اللفة الطويلة يعود السنباطى من نفس الطريق مع الراست ( الليالى إللى عاشها الحب وياه ملكى وحدى ) .. ثم البياتى لتنهى الكوبليه ..
لا ننسى أن نشير للإيقاعات المستخدمة .. فهى مابين المقسوم والواحدة الكبير .. وكلاهما إيقاع رباعى الميزان
فى الكوبليه الجديد .. يتغير الوضع 180 درجة ..
فنجد أنفسنا مع إيقاع ثلاثى الميزان .. من عائلة الفالس .. ويمكن أن نعتبره سماعى دارج مع بعض التصرفات ..
بالرغم من أن السماعى الدارج سداسى الميزان .. لكن لا مانع ..
ونجد الألآت الموسيقية الغربية التى دأب عمنا السنباطى على إستعمالها فى أعماله الأخيرة .. مثل الأورج والجيتار ..
تعزف الوتريات جملة سنباطية جميلة .. مع خلفيات من الوتريات الغليظة ( التشيللو والكونترباص ) وهى خلفيات متعارضه هارمونية .. من نوع البوليفونى .. أى خط ثانى مختلف عن الخط الأساسى .. ومن نفس المقام .
ثم يتوقف السنباطى لينتقل لإيقاع المقسوم .. وكأنه يقول لنا .. كفاية عليكم كده إيقاع غربى .. نرجع بقى لأصلنا ..
نسيت أقول لكم .. إن المقام فى هذا الكوبليه هو الراست .. طبعاً ماراحش للراست كده ببساطة .. ولكنه وصل إليه عن طريق البياتى برضه .. مش قادر يسيبه .. عِشرة ..
تغنى فايزة ( حبيبى ياللى جاى النهاردة ) من الراست ..
سنسمع فى موسيقى هذا الكوبليه إيقاع جديد .. هو إيقاع الكراتشى .. أو ( الجراتشة ) وهو إيقاع رباعى الميزان .. وهو إيقاع سريع وكأنك تقفز وتتنطط .. ثم الواحدة الكبيرة ..
وتنتقل فايزة للحجاز مع ( علمتنى أحبك وفتحت لى قلبك ) .. ثم الراست مع ( علمتنى أسهر على شوق مايتقدر ) ..
دى مصيبة إيه دى .. مش حانخلص .. هو السنباطى كده .. لازم يوجع قلبى ..
المهم إنه بيلحن نفس الشطرة ( علمتنى أسهر ) من البياتى أيضاً .. الله .. هو إحنا مش لسه سامعينها من الراست ..
أمال يبقى السنباطى إزاى ..
إسمعوا فايزة وهى تقول الجوابات العالية فى هذا المقطع .. ( وأستنى تانى يوم عشان يفوت وأسهر ) بتطلع لجواب النهاوند ..
ثم تكمل من النهوند أيضاً .. ( علمتنى إنى أحب وبس ) ..
وتعود للراست مع ( ياما قلت لك ياشوق ) .. ثم نفس الطريق حتى تنهى الكوبليه بالبياتى ..
كوبليه جديد وأخير .. يستهله الأورج بصولو من البياتى والشورى معاً .. ثم مع دخول الإيقاع ( الكراتشى مرة أخرى ) ..
تعزف الوتريات من البياتى أيضاً .. ألم نقل أنه المقام الرئيسى والمسيطر ..
ومع ( فكرت إنى أسألك .. إيه ياحبيبى غيرك ) من البياتى .. لننتقل سريعاً للراست مع ( يمكن سؤالى ده إللى صورة الماضى تيجى تفكرك ) .. ومش حانخلص من زكيبة المقامات التى لا تنتهى عند السنباطى ..
تنتهى الأغنية .. ولا ينتهى حديثنا عن السنباطى أو عن فايزة .. أو حتى حسين السيد صانع هذه الدرة الثمينة فى مشوار فايزة أحمد ..
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .