ولد قارئ المقام حمزة السعداوي في مدينة كربلاء عام 1928 ومنذ الصغر كان محباً للغناء و الموسيقى التراثية و خاصة المقام العراقي. وفي شبابه انتقل الى بغداد وتعرف فيها على أصحاب الشأن المقامي أمثال مجيد رشيد والسيد جميل الأعظمي، و يونس يوسف و حسن خيوكة و أحمد موسى.... ولكنه تأثر كثيراً بالمطرب الكبير يوسف عمر واصبح حمزه السعداوي بالتالي مقلداً ليوسف عمر بصورة تكاد تكون متطابقة.
في عام 1956 افتتح الفنان السعداوي "مقهى الجزائر" في منطقة الكرخ في بغداد التي اصبحت ملتقى لمحبي المقام العراقي. في هذه المقهى التقى بخبير المقامات الأستاذ هاشم محمد الرجب الذي قدمه بعدئذ الى اللجنة المقامية في الإذاعة للإختبار. نجح السعداوي في الإختبار وسجل أول مقام له وهو مقام الأوشار مع أغنية "بالحاجب ادعي بخير" .
في بداية السبعينات من القرن المنصرم افتتح الفنان حمزة السعداوي "مقهى المتحف البغدادي" وجعلها مقهىً خاصاً بالمقام العراقي , اذ اقام فيها حفلات اسبوعية منتظمة.في هذه المقهى غنى الكثير من قراء المقام أمثال عبد القادر النجار، و عبد الرحمن العزاوي و محمد العاشق و في مرات قليلة الفنان الكبير يوسف عمر. و قد شهدت هذه المقهى اولى بدايات الأستاذ الكبير و المبدع حسين إسماعيل الأعظمي حيث غنى"مقام المخالف" وذلك في يوم الجمعة 23/3/1973
هذه مقتطفات ملخصة مقتبسة من احد فصول كتاب الأستاذ حسين إسماعيل الأعظمي بعنوان" الطريقة القبانية في المقام العراقي و اتباعها" وهي دراسة فنية تحليلية نقدية لأبرز الطرق الغنائية المقامية في القرن العشرين. الكتاب صدر عام 2009 من المؤسسة العربية للدراسات و النشر في لبنان والتوزيع في الأردن من دار الفارس للنشر و التوزيع. انصح عشاق المقام العراقي في اقتناء هذا الكتاب النفيس فهو مصدر هام وغني بالمعلومات والتحليلات الموضوعية. في الكتاب فصول عن قراء المقام الاخرين امثال عبد الرحمن خضر، و محمد العاشق، و عبد الرحمن العزاوي، و عبد الجبار العباسي، و عبد القادر النجار، و عبد الرحيم الأعظمي، و علي رزوقي. الكتاب من 374 صفحة ومزود بكثير من الصور النادرة. وانا واثق من أن هذا الكتاب سيصبح من الكتب النادرة بعد عدة سنوات.