اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغـد اليمينى
فى هذا الوقت مِنْ كل عام وعلى ضوء الشموع تنتظره عِند هذه الزاوية النافحه بعِطره ، تترقب دقات الساعة
المُنتظمة مع نبضاتها اللاهثه مِنْ كتم الآنفاس ، أدمت قلبها المُنهك بآهات الإنتظار ، يمر الوقت فيتسنى
لجال الساعات العبث بنفسها الحائرة ، حتى شق رنين الهاتف حجاب الصمت الذى يلف المكان ، كطائر
غشيم هرعت للرد وبصوت رخيم قال : " آسف لتأخرى عن الغداء ، حبيبتى أعمال جدت وظروف طارئة
كانت السبب سامحينى " ، كتمت استياءها بزفرة مُنكسرة ثم قالت : لا عليك المهم أن تكون أحوالكَ على
ما يرام ، " سأذهب مع صديقتى لنتسوق معاً ولن نتأخر إياك أن تنسى موعدنا على العشاء . ؛
حسناً حبيبتى استمتعى بوقتكِ ولا تقلقى علىّ إلى اللقـاء .فى السوق أثناء سيرهما كانا يتناولا الحديث عن
هدايا أعياد الميلاد التى قدمت لهما بهذه المُناسبة وعن أكثرها قربا ودهشة لكلٍ منهما ، فذرفت دمعه
كانت تحتقن مقلتاها ، قائله : أتعلمين أن اليوم عيد ميلادى وزواجنا معاً لم يُفكر أن يقول لى " كل عام وأنتِ بخير "
ربتت صديقتها على كتفها وقالت : دعينا نجلس فى مكان هادئ لنتحدث بروية دون أن
يزعجنا أحد ، مكثا بإستراحة إحدى الفنادق المُجاورة وعند إحتساء
قهوتهما أخبرتها صديقتها بأن عدم تذكره ليس تجاهلاً منه
فربما يكون إجهاد نتيجة أعباء وإلتزامات جمّه تقع على عاتقة فى العمل ، ما لبثت فى استكمال مواساتها
حتى صعقت عيناها فى ثبات ، لرؤيته جالسا خلف طاولتهما بغتة ،
ردّت : أتعلمين معكِ حق ربما كنتُ
مُخطئه بإستيائى هذا فمازال موعدنا على العشاء قائماً ، ابتسمت لها صديقتها فى توتر وطلبت منها
المُغادرة بحُجة التأخير ، قبل أن يمضيا دنت منها التفاته للخلف ،فإذا زوجها يجلس برفقة إمرأة تسامره
وتشاركه دخان سيجارته ، تتعالى ضحكاتهما معاً، سقط ما بيدها واتجهت صوبهما ، لحقت بها
صديقتها ولكنها كانت أمامه وقف مذهولا ، يتفصد جبينه عرقاً...
لم ينبس ببنت شفة فصرخت بوجهه :أهذه هى مشاغلك الجمه..!
؛ثم انهالت عليه ضربا بيدها تارة و بقدمها تركله تارة أخرى ،
تدحرج على اثرها حتى سقط من فوق السرير بغتة واستيقظت هى على
صوت إرتطامه أرضا ، جحظت عينه بلونٍ قانى يرمُقها بنظرة طافحة الشر
قائلاً : " هوَ الماتش النهائى امتى يا ست هانم علشان ابقى أخدلى ساتر المرة الجاية " تنفست الصعداء
ثم عاودت سباتها باسمة من جديد ....
تمـت فى 27 / 2 / 2010
إهداء إلى أخى العزيز غازى الضبع
|
قصة قصيرة مكتملة الأركان ، بدأت بمخاتلة القارئ ،
ففي ذلك الجو المفعم بالرومانسيّة ، كانت تنتظره - كل عام – غارقة ً بهواجسها تجاه مجيئه ِ ....
القارئ ، الواقع تحت وطأة فعلها المضارع في الإنتظار ، لا يعرف إلى الآن صيغة العلاقة بينها و بين ذلك الذي تنتظره كإنها واحدة ً من تلك الشموع التي تغذي الضوءَ من ذوبِ الإنتظار.
،
القصة تنتمي ، باستحقاق ٍ ، إلى ما اصطلح عليه بـ : الأدب الأنثوي أو الأدب النسائي
لا أميل إلى الموافقة على تلك التصنيفات ، لكني أشير إلى توافق السمات بين قصة اليوم و بين دواعي الإتفاق على ذلك الإصطلاح : الأدب النسائي .
،
و كما قالت أختنا الأستاذة هالة
، فإن النهاية المُباغتة - و المضحكة - قد خففت من أثر الحنق تجاه "الحالمة"
،
لماذا هي قصة مكتملة الأركان ؟
إستطاعت الكاتبة أن تتحرر من أسر لغتها المخمليّة الشاعرة ، عند صياغة حوار الشخوص ، فدعتهم يتكلمون بلا إملاءٍ منها عليهم .
نلاحظ جفاء العبارة عند تنصلهِ من الوعد بزعم المشاغل ، كذلك ردّها عليه بصيغة تصطنع الفتور و الزهد.
* * * *
يلجأ كثيرٌ من الكتاب إلى لقطة الحلم ، لامتلاك آفاق أرحب تعبيراً عن مكامن النفس البشريّة ، ليس لكون الحلم لا منطق له و لا قانون ، و إنما لما في الرموز - التي تتراءى للحالم – من دلالاتٍ تقود إلى كشف بواطنه .
و كان سيجمون فرويد ، مؤسس مدرسة التحليل النفسي الحديثة ، قد بنى طرائقه لفهم النفس البشريّة على تلك القواعد : الأحلام .
الكاتبة ، أيضاً ، لم تترك قلمها لغواية التـَسَرْيـُل ، حيث يُغري وصف الحلم بالسرياليّة . و هي المدرسة الفنيّة التي تخلقت برحم مدرسة فرويد .
* * * *
لماذا المرأة - دائماً – تشك في الرجل ؟
مع إنه "المسكين" نائم إلى جوارها !
و يعلم أن ركلتها له ، ماهيّ إلا واحدة من مباراة قديمة ضمن مسابقة ليس لها : " دور نهائي "
،
و لكاتبة القصة
الأستاذة رغد
أقول:
دعينا نتأمل إبداعاتك المتناميّة باطراد نحو لغة ناضجة و قدرة على الإمساك باللحظة ِ القصصية
،
و هنيئاً لحبيبي الغالي
الأستاذ غازي الضبع
يــاســـين
الهديّة
.
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم