رباعيات عمر الخيام
تعريب : أحمد الصافي النجفي
قيل عنها أنها أقرب و أجود التعريبات إلى الأصل الفارسي
أما الشق الموسيقي و الغنائي فهذا هو موضوعي
هذا الشاب ( كفيف البصر مبصر القلب )
مصطفى سعيد
المولود في طنطا 1983
عاشق التجديد على أصول التقليد و أعتبره واحدا من محركات اللسان عند قولنا ( الدنيا لسه بخير )
إلتقيته في سفرتي الأخيرة إلى بيروت و نقلت لحضراتكم جزأ من إبداعاته الصوتية و الآلية في سهرتنا هناك
حير فكري فكيف لشاب في عمره كل هذه الخبرة و الثقافة الموسيقية
مريد لساداتنا من القراء و المنشدين تتلمذ عليهم و شارك معاصيريه منهم في بطاناتهم و كان آخرهم الشيخ محمد عمران
قالت عنه ( روزاليوسف ) 4 ديسمبر 2009
مؤمن بأن نعمة العقل من أسمي نعم الله علي خلقه لذلك لم يلتفت إلي كف بصره وعاهد نفسه علي التميز وصنع المستحيل فتتلمذ علي يد أشهر أساتذة الموسيقي وعزف بأنامله الذهبية أعذب الألحان من مصر إلي العالم إنه مصطفي سعيد 26 عاماً عازف العود والحاصل علي ليسانس آداب في اللغة الإنجليزية الأداب وماجستير في العلوم الموسيقية من الجامعة الأنطونية بلبنان وكانت بدايته الموسيقية من خلال الكورال المدرسي مع آلة البيانو وظل يمارس العزف علي هذه الآلة حتي وصل إلي الصف الثاني الإعدادي ووقتها لفتت انتباهه آلة العود فعزف عليها وأعجب بها واتقنها لدرجة أن أساتذة الموسيقي بمدرسته تنبأوا له بمستقبل باهر في الموسيقي،
وظل يطور نفسه في هذا المجال حتي أنذرته إدارة المدرسة بسبب تغيبه المستمر من أجل الأنشطة الطلابية الخاصة بالموسيقي، ليس هذا فحسب بل تم رفته فترة أسبوع ومع ذلك كان ترتيبه الرابع علي مستوي الجهورية خلال تلك الفترة راسل بعض المؤسسات الموسيقية في العالم مثل مؤسسة هارلي سكول من أجل دراسة الموسيقي الكلاسيكية كذلك مواقع تعليم الموسيقي علي الإنترنت ولم تختلف حياته الدراسية في الجامعة عن الثانوية بسبب عدم التزامه بحضور المحاضرات وحرصه المستمر علي التواجد مع أنشطة الموسيقي برعاية اتحاد الطلبة أثناء فترة الدراسة الجامعية وبالتحديد عام* 2001 م التحق بالدراسة في بيت العود العربي وهناك التقي العازف نصير شمة وتتلمذ علي يديه حتي أصبح يدرس للمبتدئين هناك ثم تمكن من تأسيس فرقة* أصيل* عام 2003 وحصل علي دبلومة من الجامعة الأمريكية في موسيقي العالم المعاصرة وفي عام 2004 م سافر إلي لبنان مع مجموعة من الشباب لعرض مسرحية هناك تحت عنوان العراق محاصرة هذا إلي جانب قيامه بأول عزف منفرد له علي العود خارج مصر، وشارك أيضاً في مشروع من القاهرة إلي المخيمات الفلسطينية بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في لبنان ووقتها تعرف علي نداء أبو مراد اللبناني والذي يعد من أكبر المتخصصين في الموسيقي علي مستوي العالم وطلب منه مشاركته في تسجيل اسطوانة تراثية لـميخائيل مشاقة* وهي عبارة عن 95 مدونة موسيقية لـ95 مقاماً عربيا
وأكمل دراسته في الجامعة الانطونية بلبنان وهو ما كان نقطة تحول بالنسبة له خاصة أن الجامعة لها صلة وثيقة بجامعة السربون مما اتاح له السفر إلي العديد من البلاد في العالم مع فرقته الموسيقية أصيل وقدم عدة عروض فنية منها مشاركته في مهرجان مقام بأذربيجان الموسيقي الصوتية بعمان بيرن بسويسرا فضلاً عن فرنسا وإيران وجميع دول شمال إفريقيا إضافة إلي العديد من الحفلات في مصر ولبنان، كما سجل رسالة الماجستير التي استطاع الحصول عليها في شهر مايو الماضي .
___________________
و قصته مع ( رباعيات عمر الخيام ) أتركه هو يتحدث عنها
بِسْمِ ِمَنْ بِفَضْلِهِ أُنْجِزَ كُلُّ عَمَلْ لَوْلاهُ سادَ اليَأْسُ وَبِهِ كُلُّ أَمَل
هُوَ الحُبُّ جالِبُ السَعادَةِ وَمُزِيلُ أَيَّ عِلَلْ حافِظُ كُلِّ ثابِتٍ مِنْ أَيَّما خَلَلْ
أمّا بَعْدْ
فإن ما تَشهده منطقتنا من تراجع مستمِر في شتى مناحي الحياة، نتيجة الفهم الخاطئ لأسباب ما وصل إليه الإنسان على الصعيدين الماديّ التِقنيّ أو المعنَوِيّ العقليّ الفكريّ، وعلى الرغم من انتهاء ما عُرف بعصور الاستعمار إلا أنه لا يخفى على أحد أن الاستعمار ما زال موجودا مُتمثّلا في عُقد نقص من الآخر ورغبة في أن يكون الإنسان غير ذاته وأن يلبس جُبّة الآخر ظانا بذلك أنه يأخُذ بأسباب التطور، غير أن هذا لم يودِ بنا إلا للمزيد من التَمَحْوُرِ حول السلفِية الفكرية والطائفية دون الفِكر الإنساني الذي تميزت به فلسفة الحضارة التي كانت تزدهِر بها هذه المنطقة لمئات السنين .
فعلى الرغم من اعتراف من حملوا لواء التقدم، في ما يُعرف بالعصر الحديث، بفضل هذه الحضارة وتأثُّرهم بها بطريق مباشر عبر التقدم العلمي وطريق آخر مباشر غير مباشر وهو العلوم الإنسانية من فكر وفلسفة وفنون، غير أن أهل منطقتنا ألقوا على أنفسهم تُهم التخلف والتأخر، وإن كان جزءٌ من هذه الاتهامات صحيحا فهو نتيجة جهل أولائك بما عندهم من كنوز، آخذين من حضارتهم وحضارة مَن قبلهم ومن بعدهم أسوأ ما فيها مُدَّعين بذلك أنهم أهل ثقافةٍ وفكر ودين واصلين إلى أتعس النتائج على كافة الأصعدة المذكورة وغيرها .
لا يعني هذا أن المنطقة باتت في سُبات لا صحو منه، بل إن هناك أناسٌ صدقوا ما عاهدوا ضمائرهم عليه فأخذوا بالأسباب وبما أعطاه لهم من سبقهم وبأسباب تقدم أقوامٍ آخرين عنهم، عن محبة وغِبطةٍ لا عن عقدة وحسد، فكانوا رواداً حقيقيين لنهضاتٍ عدة قامت في مختلف العصور في شتى أقاليم هذه المنطقة، منطقة المشرق .
فلقد شهد القرن التاسع عشر صَحوات نهضوية حقيقية في مختلف مناحي الحياة من علوم وفِكر وفنون في أقاليمَ مصر والشام والجزيرة وبلاد الرافدين وغيرها من أقاليم هذه المنطقة، تبلور خلالها إرث علميّ وفكريّ وفنّيّ لا يقلّ أبدا عن الإرث الذي تركه الأجداد من قبل وكان مضارعا في أغلب الحالات لما كان في الغرب من تقدم وإن سبق الأخير في التقدم التقني، ولولا وجود مُثبطي الهمم وانتشارهم لا سيما بعد وقوع المنطقة تحت الاستعمار إبان الحرب العالمية الأولى وتفشّي السلفية التكرارية محل التأويليّة لاستمرّت تلك الشعلة النهضوية في العطاء، غير أنها خبُأَت ولم تنطفئ، فمن حين إلى آخر يأتي في جانب من العلوم أو الفنون من يُذكِّر بهذه الحقيقة ويحاول إيقاظ الناس من سُباتهم .
أما عن هذا الإصدار، فإنه ينقسم ضِمْناً إلى مُحاولتين: محاولة للتذكير بما لدى هذه المنطقة من حرية فكر وانفتاح وتنوع ثقافي هي المسبّب الرئيسي لازدهار هذه الحضارة، ولو أنكر هذه الحقيقة المُنكرون، وهي ما يُمثّلها النَظْم "رباعيات الخيام". وأما المحاولة الثانية فهي محاولة لإكمال ما بدأه مَن سبقنا من إعادة فتح باب الاجتهاد والتطوير من الداخل على الصعيد الموسيقيّ والذي يسمح به ويدعو إليه ما في هذه المنطقة من تقليدٍ موسيقيٍّ شريف يسمح بالتأويل والتطوير من نفسه مستفيداً مِن مَن حوله في غِناً عن أيِ تأثرٍ قادمٍ عن سلفيةِ عدم وعيٍ أو عُقد نقصٍ كامنةٍ في أنفُسِ البعض .
رُباعِيّات الخيام، ما بين الرؤية الشخصية والتجربة الفنية
أولا على صعيد النص
من كتاب تاريخ الحكماء للقِفْتِي (640 ه حوالي 1243 م)
(عمر الخيام إمام خُراسان وعلّامَةُ الزمان، يُعلّم عِلم يونان، ويحُث على طلب الواحد الديّان، بتطهير الحركات البدنية لتنزيه النفس الإنسانيّة، ويأمُرُ بالتِزام السياسة المدنيّة حسب القواعد اليونانية)
لم أَكُن بعد قارئاً لهذا النص منذ سبع سنوات حين تسنّى لي الاطلاع لأوّل مرةٍ بشكل كامل على ترجمة أحمد الصافي النَجَفِي لرباعيات الخيام، فلم تسمح لي الإمكانات قبل ذلك إلا بسماع القليل من تلك الترجمة ملقاةً كمثلٍ في برنامج إذاعي أو ندوةٍ أدبيةٍ أثارت إعجابي بكل من الكاتب والمترجم غير أنها لم تشفي رغبتي في مطالعتها كاملة على أن هذا لم يكن ممكناً إلا من خلال شخص يقرأ لي هذا الكتاب لكون الناطق الآلي لا يفهم الحرف العربي مما أبعدني لسنين عدة عن القراءة بلغتي الأم .
ودون الخوض في تفاصيل تقنية، تمكنت من مطالعة هذا النص ليس بشكل عاديّ بل مع أحد الأشخاص الذي لم يكن قارئاً عاديا بل ذا فكر مساعداً لي على فهم ما تعَثّرَ من خلال الحوار وتبادل الأفكار. لَم يصعب آنذاك استنتاج شخصية الخيّام دون الاطلاع على النص المذكور، لم يكن صعباً تفهم مدى ثقافة هذا الشخص (عمر الخيام) وعلمه وفكره المدني ونظرته العميقة الجريئة وزهده ومحاولاته لإيجاد أجوبةٍ لتساؤلات النفس الإنسانية مهما كلّفه ذلك من صِدامات، لذا استحق بجدارةٍ أن يطلق القِفْتِي عليه لقب إمام خرسان (أي بلاد فارس) وعلّامة الزمان .
ومُنذ الاطلاع على هذا العمل، والذي لم تستغرق أول مرة أكثر من ليلة غير أنه تم إعادة مطالعته مراراً وتكراراً، بدأت فكرة العمل عليه موسيقِيّاً في مداعبة الفكر، على علمٍ بأن هذا العمل قد تم العمل عليه موسيقيا أكثر من مرة في المشرق والمغرب بلُغَتِه الأم وبتراجم عديدة وبأساليب عديدة ما بين تقليديّة وحداثيّة، غير أنّ العمل المُضْني انصب على اختيار بعض هذه الرباعيات والتي يصعب التخير منها لتساوي المستوى وتنوع المعاني وعدم التكرار والإطناب وديمومة التجدد في هذه الرباعيات ودقّة الترجمة التي شهد بجَودتها ومضاهاتها للنص باللغة الأصلية علماء الفُرس والعرب .
ثانياً على صعيد النغم
ما بال التجديد في الموسيقى في مشرقنا صار مرادفًا لاستيراد الأفكار وحتى الألحان في بعض الأحيان من الخارج؟
أعرف أنّ هناك تقاليدَ موسيقية في الغرب لها جمالياتها بل واطّلعت عليها بالسمع تارةً وبالدراسة تارةً أُخرى، لكن هناك تقاليد موسيقية أخرى في العالم أيضاً لها جمالياتها وتستحق الاهتمام. فلماذا الاهتمام فقط بالتقاليد الموسيقية في الغرب والانسياق خلفها؟
هل عجز نبع تقليدنا الموسيقي هنا في هذه المنطقة والمعتمد أصلا على الارتجال، والذي هو أصلا مصطلح يدعو للتجدد بل ويرادف المعنى، عن الفيض بالمزيد؟
وأَسئلةٌ أخرى كانت تصول وتجول ولم تزل غير أنّ ضيقَ الصفحات لا يتّسع لاستيعابها غير أننا إن سلَمنا بحقيقة هيمنة الثقافة الغربية على الثقافات المحليّة في منطقتنا لعلها نتيجة عقد نقس أو نتيجة التسليم بنظرية البقاء للأقوى السائدة عبر التاريخ مع الأسف، ليس هذا مَحط الكلم لكن إن سلّمنا بوجود نوع من الموسيقى يتجدد من الخارج، ألا يتسع المكان لأنواع أخرى من الموسيقى؟
ألا يقبل العقل في هذه المنطقة أن يكون فيها تقليد موسيقيّ يتجدد من الداخل مع هذا النوع الآخر المذكور سابقاً؟
هل ممارسة التقليد فقط مجرد تكرار لما سبق بشكل متحفيّ جامد يُثير بالنسبة لي الضحك أكثر من ما يبعث الطرب!؟
كل هذه التساؤلات والنتائج هي التي أعطت الدافع للتفكير في مجموعة أصيل وتفعيلها عام 2003، وهي ليست متخصّصة في أداء التراث وإن أدّته يكون بشكله الأصلي المعتمد على الارتجال والتجدد باستمرار .
كان البناء الأصليّ للشكل الموسيقيّ في منطقتنا هو الشكل الذي اعتُمِد لهذه الفرقة وهو الوصلة المقامية وهي مجموعة من الألحان ما بين سابقة التلحين وآنيّة التلحين، أي مرتجلة، من العائلة النغميّة المقاميّة ذاتها، متصلة ببعضها البعض، لتُكون هذا القالب وهو الموضح في التعريف عن الفرقة، كان هذا النمط، الوصلة، هو الشكل المعتمد أيضا لهذا الإصدار، فلقد وُضعت كل مجموعة من الرباعيّات مع بعضها البعض في ثلاث مجموعات مشكّلة ثلاث وصلات مقامية تُسبَق بعمل آليّ ويتخلّلها القليل من الرباعيات سابقة التلحين تم تلحين كل من الأعمال الآلية والرباعيات سابقة التلحين خلال فترة العمل، ولم يُلتزم في أغلب تلك الأعمال سابقة التلحين بقوالب عزفيّة أو صوتيّة.
أمّا العماد الأساسي للوصلة، كما هو الحال في الإصدار، فهو قائم على الارتجال الآني سواء أكان هذا عزفًا أو غناءً، موقّعًا أو مرسلاً، وتُشكّل الحوارات المرتجلة بين الآلات وبعضها، والارتجال على إيقاعات نَدُر التعاطي معها، لا سيّما بالارتجال الصوتي، محط التجديد في هذا الإصدار، فلقد عُرف ارتجال القصيدة على لحن مرسل أو على ضرب الوحدة، رباعي النبضات وكليهما موجود في الإصدار، غير أن فتح باب ارتجال القصيدة على ضروب إيقاعيّة أخرى كالدارج، ذي الثلاث نبضات، والدور الهندي، ذي النبضات السبع، واستنباط هذا من نبضات البحور الخليلية، هو محط التجديد المتأصل، ولا يقصد بهذا أن نكون سبّاقين لفعل شيء ما، فحاشانا أن نَظُنّ في أنفسنا ذلِكُم الظن، فلا الشعر ولا البحور الخليلية جديدة ولا الحوارات الآلية جديدة ولا الضروب الإيقاعية كذلك، لكن هذه ليست إلا محاولات اجتهادية من ما قُدِم إلينا سلفا، نحاوِل وندعو إلى جلب الجديد والاستنهاض مِنه، وهذا درس تعلّمناه من أصحاب النهضة قديماً ولم نزل نتعلمه من أساتذةٍ لنا لا يبخلون علينا من فنّهم وعلمهم وكتاباتهم .
خاتمة
كان صعباً استخراج اثنتين وثلاثين رباعية من أصل ثلاث مائةٍ وواحدٍ وخمسينَ رباعيةً تحمِل كلّ واحدة منها في طيّاتها جانبًا فكريًّا لا يمكن التَغافُل عنه، على أنّ هذه الرباعيات المنتقاة هي بداية وليست نهاية، يتم إكمالها من خلالنا أو من غَيرِنا أو مَن يأتون مِن بعدنا، ليس هذا هو المهمّ لكنّ المهمّ أن تكون هذه الرباعياتُ منارةً في النغم كما كانت وما زالت وستبقى منارة في الفكر والأدب بلُغّتها الأصليّة أو لسائر اللغات التي تُرجمت إليها. فأضحى هذا الإصدار بدايةَ مُحَصِّلَة نِتاج تفاعل الرؤية الشخصيّة والتوجّه الفكريّ مع الرغبة والتجربة الفنية .
وما أنا من هذا العمل إلا جزءٌ صغير أردنا منه أحلال نحن محلّ الأنا وذا أمرٌ عسير
وإنما كُلُ مَن أحسن عملاً فله إن عاجلا أو آجلاً تقدير وما هو مِن نفس شخصٍ وإنما من ذاتِ عليٍّ قدير
مصطفى سعيد
_______________________
و ليس لي كلام بعد خطابه و أترك حضراتكم مع هذا الإصدار الرائع
رباعيات عمر الخيام
مصطفى سعيد
مجموعة أصيل
عود و إنشاد : مصطفى سعيد
ناى : محمد عنتر
قانون : غسان سحاب
إيقاع : إلياس خوري
__________________
دَعْ عَنكَ تَعنيفي و ذقْ طعمَ الهوَى
فــإذا عَشِـقـتَ فبَـعـدَ ذلــكَ عَـنـِّـفِ