عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07/12/2005, 18h55
الصورة الرمزية احمد الديب
احمد الديب احمد الديب غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:149
 
تاريخ التسجيل: December 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 248
افتراضي

حضرة الأستاذ الشيخ سـيد درويش
( النيل - 9 سبتمبر 1921)
أراد الله لهذا البلد الأمين أن يرفع شأن الفن فأنجبت مصرحضرة الأستاذ النابغة الشيخ سيد درويش ، فأخرج للناس من كنوزالموسيقى آثارا يجب يجب الأحتفاظ بها ودررا تسابق الناس إلى إلتقاطهاحتى اصبحت وألحان الأستاذ الشجية تملأ الدور والطرقات يتغنى بها الفتى وتعزف بها الفتاة في خدرها، وينشدها الحادي ويستعين بها الفلاح في حقله على قتل الوقت .
وما ذلك إلا أنها روح جديدة وأنغام توافق الأذواق وللأستاذ عبقرية لا يجهلها المصريون ويقربها من لهم إلمام بهذا الفن الجميل .
وقد أراد الله لهذا الفن الرفعة الحقيقية والرقي الذي تنشده الأمة من عصور مضت ، فوفق الأستاذ الشيخ سيد درويش إلى تأليف كتاب موسيقي أهداه إلى جريدتنا (النيل) لنشره تباعا ، وقد بدأنا في هذا العدد بنشر القطعه الأولى - في تعريف الموسيقى- وسنتبعها بنشر قطعه في كل عدد ونشر أغنية من تلحين الأستاذ مع نشر نوتتها ليسهل على الفتيات ومن لهم ولع بضرب الآلات الموسيقية تناولها وأخذ الفن من منبعه .
وفقه الله إلى ما فيه رفعة الفن الجميل .كانت
وهذه هي القطعة الأولى من كتاب (الموسيقى) للأستاذ الشيخ سيد درويش


*الموســـــــــيقى*
أصوات مكهربة تَحدث أنغامها بواسطة اهتزازات تنجذب لها الأفئدة كماتنجذب الإبرة للمغناطيس .
وهي محك القلوب يعرف بها الحساس فيؤخذ عند سماعها ويبغضها الجبان فلا يلوي عليها.
- يأتي المولود من عالم الغيب إلى دنيانا فتستقبله القابلة والأقارب بأغاني الفرح والحبور. يحييهم عندما يرى النوربالبكاء والعويل فيجيبونه بالهتاف والتهليل كأنهم يسابقون بالموسيقى الزمان على إفهامه الحكم الإلهية .
- هي نغمات رقيقة تستحضر على صفحات المخيلة ذكرى ساعات الأسى والحزن إذا ما كانت محزنة أوذكرى أويقات الصفا والأفراح إذا ما كانت مفرحة.
- هي جسم من الحشاشة له روح من النفس وعقل من القلب .
- هي عامل من عوامل الشعور الحي الذي يقود المرء حيث الغرض المقصود من التوقيع إن حزنا فحزن وإن شجاعة فشجاعة ولذلك كانت من أهم عدد الجنود في الممالك المتمدنة .
وإنك لن تجد جيشا إلا ومن أوائل مطاليب رؤساءه إتمام معدات ( الأصول الموسيقية).. ولم؟
لأنهم يعتقدون الإعتقاد الكلي بأن الجندي يدفعه إلى خوض غمرات القتال عاملان:
أولهما .. المدافع الوطنيةالمبنية على الشعور الكامن في الفؤاد الذي يحتمه حب تربة البلاد الذي رضع من ثدييها وشب وترعرع من خيراتها .
وثانيهما ..(القوة التأثيرية) التي تدفعه لعامل التأثيرالذي لا يترك للفكر مجالا للتجوال حول الماديات الإجتماعية التي لا يخلو منها أيا كان وهي ( القوة الموسيقية) فإنك ترى الجنود عند توقيعها ثملين بخمرة الشهامة والهمة لا يفكرون إلا في التقدم إلى الأمام مهما كانت قوة الأعداء التي أمامهم والفضل في ذلك راجع إلى ما قلنا من أن( توقيع النغمات).

تدفع الجيش للقتال ببأس .......... أقوى عزما من الأســود الضواري
تســكت الطفل إن بـــكى ..........وتداوي كل مضى مشتت الأفكاري
فهي والله ســلوة وسرور........... بل وســـر من أجمل الأســــــرار

خادم الموســــــيقى
الســـــيد درويــــش
رد مع اقتباس