سيّدي الوالد
الدكتور أنس
لا حرمنا الله من حضورك المؤنس
بالنسبة للهجة التي جاءت بها قصيدتي ، فانا بَحْمِد الله إني قرأت مشاركة حضرتك ، قبل
الست بلقيس
ما تيجي ( و تكشف المستور )
حيث أن اللهجة التي اعتمدتـُّها ، ليست اللهجة العراقيّة الدارجة ، و إنمت هي هجين بدوي (كما كان يفعل جدّنا بيرم ، عندما يكتب لدراما مسرحها البادية العربيّة)
و يميّز تلك اللهجة : تجييم القاف (نطق القاف جيماً ) و تعطيش الجيم ، و تنوين أواخر الأسماء و الصفات بما يقتضيه الوزن لا الإعراب .
بالإضافة لما يتوفر بمخزون الشاعر من مفردات من بيئة الباديّة .
بينما في العراق ، تعطش الكاف و تكتب كالكاف الفارسيّة
و تنطق كأنها حرفٌ وسيط بين الكاف و الشين ،
أما القاف ، فأشهد أن العراقيين خير من ينطقونها ،
و العاميّة التي تكتب بها سيّدة القصيد ، الست بلقيس ، هيّ عاميّة أهل الحضر المنتسبين إلى العشائر الكبيرة ذات الجذور العربيّة ( و تلك قضية بحاجة إلى مبحث كامل ، .. مش وقته يا سيدنا)
،
و قد اعتمدت فيها قافية الشطر الأول (الناعشة) من نفس الروي (الدال السكنة بعد مد) و تسمى القافية المقيّدة
كما في "حبيبي و نن عيني"
بينما اختلفت قافية الشطر لثاني (القارعة) ، و كلا القصيدتين من نوع القصيدة المضمومة في الشعر النبطي
و ترى يا دكتور أنس ، ما تحدثه قافية الدال ، إذا قيدت في الشطر الأول (الدال الساكنة ) ، و أطلقت في الثاني (الدال المفتوحة - كالمنصوبة) من جـِرس ٍ كأنه الدبيب المتخافت
ثم أنك - في القصيدتين - يخيّل إليك أن سيدة القصيد الست بلقيس ، تزن بحورها على غير مفاعيل عامة الشعراء ....
فيتسرب إلى وجدانك - و أن تقرأها - صدى صوتٍ لا تدرك مصدره ، يردد مع كل تفعيلة:
بغداد ... بغداد ... بغداد
،
و كفاية كده أحسن تيجي تطردني
فلولا ما جرت عليه عادة مجالس الشعر النبطي من مساجلات و معارضات
لما تجرأت على التشبه بالنخيل
.