الوصول إلى باريس والاستقبال
ضعف كبير في الإقبال على تذاكر حفلتي الأولمبيا مرده عدم تصديق الجالية العربية حضور أم كلثوم إلى باريس ؛
أم كلثوم تشترط أن تنزل طائرتها بمطار صغير في ضاحية باريس وكوكاتريس يغتاظ من الست ويتخوف من الفشل الذريع لحفلات مكلفة .
كوكاتريس في استقبال أم كلثوم بباريس من أرشيف الدكتور محمد الباز
قبل وصول السيدة أم كلثوم بمدة مبكرة بدأت الأولمبيا الدعاية للحفلتين ، إلا أن الإقبال على التذاكر كان ضعيفا جدا ، كان برينو كوكاتريكس يعلم جيدا أن المستهدف الأول هم أفراد الجالية العربية المقيمة بباريس وكانوا آنذاك في حدود نصف مليون نسمة ، فالتجأ إلى نقط بيع متحركة جابت المعامل وأوراش البناء وأحياء الضحية الباريسية ومقاهي حي باربيس دون نتيجة ، لم يكن العرب يصدقون أن أم كلثوم ستأتي إلى باريس ، ويحكي كوكاتريكس أنه كان يقول لهم في لازمته الدعائية أم كلثوم في شارع Capucines وكانوا يتندرون بالرد آه يا عيني .
في غضون كل ذلك روي عن كوكاتريكس في برنامج عن تاريخ الأولمبيا أذاعته إذاعة فرنساFrance Inter منذ سنوات أن أم كلثوم كان من المفروض أن تصل طائرتها الخاصة إلى مطار أورلي الدولي حيث تنزل عادة الرحلات الدولية ، إلا أنها اشترطت أن تنزل بمطار صغير بالضاحية الباريسية اسمه مطار لوبورجي Aéroport LE BOURGET حاول كوكاتريكس ثنيها عن هذا الطلب دون نتيجة وأمام إصرارها الشديد لم يكن أمامه إلا أن يستجيب ، فذهب يصارع الزمن للحصول على الرخص اللازمة من المسؤولين قصد السماح بنزول رحلة دولية في مطار صغير، ويحكي أنه وهو يحاول الحصول على التراخيص كان مغتاظا من الست أشدّ الغيظ وكان يقول في نفسه حصلت على أجر خيالي ولم أبع أية تذاكر وتسوق علي دلع فنانين ، ويحكي كوكاتريكس أيضا أنه وجد صعوبة بالغة في العثور على فريق تلفزيوني يقبل الذهاب إلى مطار لوبرجي لتغطية وصول أم كلثوم ، كانت خواطر كثيرة سوداء تجول في ذهن كوكاتريس وحكى لاحقا قبيل وفاته أنه لم يسبق له طيلة مسيرته الطويلة كمتعهد حفلات أن أحس أنه كان قريبا من حافة الإفلاس مثلما أحس ذلك في صفقة أم كلثوم فعند وصولها كانت نسبة التذاكر المبيعة ضعيفة جدا مقارنة مع ضخامة الأجر الذي تقاضته الست ، لكن الاستقبال الحار الذي خصت به الجالية العربية أم كلثوم بدد جزءا من مخاوف كوكاتريكس .