أجواء الحفلة الثانية الجمعة 8 مارس 1968 مسرح محمد الخامس
الأمير مولاي عبد الله شقيق الملك الحسن الثاني يحضرالحفلة الثانية وأم كلثوم تعيد غناء الأطلال للمرة الثانية تلبية لطلبه ؛
سكان مدينة فاس يهدون لأم كلثوم شمعة فاخرة من أحد الأولياء الصالحين بمدينتهم وأم كلثوم تطبع قبلة عليها تبركا ؛
المنظمون أطلقوا ثلاث حمائم استقرت احدها على المسرح لتنصت لأم كلثوم بكل خشوع.
صورة حصرية من حفلة 08 مارس لأول مرة تسرب
طيلة الأيام الثلاثة الفاصلة بين حفلتي 04 مارس و 08 مارس لم يكن في حديث يدور في الشارع المغربي وفي الإعلام إلا عن الحفلة الموالية وما ستقدمه الست لجمهورها ، لم يفتر الإقبال على التذاكر بل إن بعض صحف ذلك الزمن أوردت أن نصف الذين حضروا حفلة 04 مارس هم الذين حجزوا تذاكر حفلات 08 مارس ، وفي مساء 8 مارس كانت أجواء أخرى مخالفة فقد ملأ المسرح زهور ورياحين وحضر الأمير مولاي عبد الله شقيق الملك الحسن الثاني الحفلة فتغير برنامج الأغاني فقد كان المنطق يقتضي أن تقدم الست أغنية لم تقدمها في الحفلة الأولى ، إلا أن الأمير طلب منها أن تعيد غناء الأطلال ربما لغيابه عن الحفلة الأولى فاستجابت الست بكل أريحية ، سكان وأهالي مدينة فاس أهدوا لأم كلثوم شمعة من الولي الصالح مولاي إدريس دفين مدينة فاس طولها مرتين من الشمع الأخضر مرصعة بخيط من الذهب قدمها نيابة عنهم ابن مدينة فاس الشاعر والزجال المغربي أحمد الطيب العلج أنظر الصورة وهو يقدم الشمعة بمعية أحد شيوخ الضريح ، وحين تسلمت أم كلثوم الشمعة طبعت عليها قبلة أمام الجمهور ، فهل كانت السيدة الجليلة تؤمن ببركة الأولياء ؟
من الأحداث الأسطورية التي بقيت عالقة بذاكرة كل من حضروا الحفلة الثانية واقعة طريفة وهي أن المنظمين أطلقوا ثلاث حمائم سلام بيضاء اللون تحية منهم لأم كلثوم وطارت الحمائم إلا أن احدها عادت واستقرت على ركح المسرح تنصت لأداء أم كلثوم بكل خشوع وكانت تلك إحدى اللقطات الخالدة التي ميزت حفلات المغرب .
غنت أم كلثوم في الوصلة الأولى فات الميعاد – ربما إيحاء لحادثة الوصول في المطار – فأمتعت ، وأعادت الأطلال تلبية لطلب الأمير عبد الله فكان أداؤها قريبا من أداء الحفلة الأولى ، في تقديري الشخصي لم تعرف الحفلة الثانية توهج الحفلة الأولى لظروفها الخاصة جدا فقد كان المغاربة يستعدون لعيد الأضحى الذي سيحل بالمغرب بعد يومين .