29 فبراير1968 وصول السيدة أم كلثوم إلى المغرب بعد رحلة جوية شاقة
تأخرت طائرة الست عن ميعاد وصولها بست ساعات فغنى المستقبلون فات المعاد وبقينا بعاد
بسبب رداءة أحوال الطقس فشل ربان الطائرة في النزول بمطارالرباط فغيرت الطائرة مجراها إلى مدينة الدار البيضاء
ثومة تنزل بمطار أنفا بالدار البيضاء من غير ميعاد مسبق وتتوجه إلى مقر إقامتها بالرباط عبر سيارات الأجرة
عزيز السغروشني مدير مسرح محمد الخامس يقدم كبارملحني المغرب أحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي وعبد الوهاب أكومي
منذ أن أعلن عن قدوم أم كلثوم إلى المغرب ، ظل الكل ينتظر اليوم الموعود الخميس 29 فبراير 1968 ، وكما كان مرتبا كان منتظرا أن تصل الست في طائرة خاصة من نوع كارافيل لمطار الرباط سلا على الساعة العاشرة والنصف مساء ، وصلت لجنة الاستقبال التي أوفدها جلالة الملك الحسن الثاني إلى قاعة المطار وكانت فنية بالأساس فقد رأى المغاربة أن خير من يستقبل الفنان هو زميله الفنان ، وكان يترأس لجنة الاستقبال هذه جليس الملك ومستشاره الفني الموسيقار أحمد البيضاوي بمعية الملحنين عبد القادر الراشدي وعبد الوهاب أكومي وعزيز السغروشني مدير مسرح محمد الخامس المؤسسة التي ستستضيف حفلات أم كلثوم ، ومن الرسميين كان هناك السيد حسن فهمي عبد المجيد سفير الجمهورية العربية المتحدة بالرباط والسيد المهدي زنطار سفيرالمملكة المغربية بالقاهرة وبعض أفراد الجالية العربية ، ثم أعلن أن الطائرة ستصل في الحادية عشر وخمس دقائق وبعدها جاء الخبرأن طائرة السيدة أم كلثوم لن تصل قبل الرابعة صباحا فرجع الكل البعض نام والبعض ظل ينتظر ، وابتداء من الساعة الثالثة والنصف صباحا تقاطرت أفواج الصحفيين والمستقبلين على المطار وأخذ الكل ينتظر،على الساعة الرابعة والربع صباحا دق ناقوس وتبعه صوت مبحوح عبر مكبر الصوت ربما من السهر يقول نعلن أن الطائرة القادمة من القاهرة ينتظر وصولها على الساعة 4.45 دقيقة ، عند ذاك غنى الكل فات المعاد وبقينا بعاد بعد دقيقة ونصف عاد نفس الصوت ليعلن أن الطائرة القادمة من القاهرة ستصل في الخامسة وعشرة دقائق لم يعد الانتظار يطاق .. ثم سمع أزيز الطائرة فتنفس الكل الصعداء حام ربان الطائرة في سماء المطار لكنه أخبر برج المراقبة أنه يتعذر عليه النزول بسبب الأمطار والضباب الكثيف اللذين يمنعان عليه الرؤيا ولن يغامر بإنزال الطائرة التي تقل الصوت المعجزة فأشار عليه برج المراقبة بتغيير اتجاه الطائرة نحو أقرب مطار وهو مطارأنفا بالدار البيضاء، سقط الخبر كالصاعقة وارتبكت لجنة الاستقبال فالتوجه إلى الدار البيضاء كان يتطلب آنذاك ساعة ونصف على الأقل بالسيارات وقد تصيرمع أحوال الطقس الرديء ساعتان ونيف ، بدأ أعضاء لجنة الاستقبال يجرون اتصالاتهم بالدار البيضاء لكن أغلب المسؤولين كانوا نائمين في هذه الساعة المبكرة ، حطت طائرة أم كلثوم بمطار أنفا بالدار البيضاء بسلام ونزلت السيدة أم كلثوم وفوجئت بهذا النزول كما فوجيء مسؤولو المطاروانتظرت ساعة بقاعة المطار وتعذر الاتصال بالمسؤولين لاستقبالها ونقلها فتضايقت كثيرا من طول الانتظار خصوصا أن أحدا لم يكن يستطيع التصرف إلى أن تطوع بعض مسؤولي المطارالذين حجزوا لها سيارات الأجرة التي أقلتها رفقة مرافقيها إلى مدينة الرباط ، كانت تلك بداية عصيبة جدا لواحدة من أنجح الزيارات الخارجية لأم كلثوم عبر مسيرتها الطويلة .
