
10/01/2010, 12h15
|
 |
مواطن من سماعي
رقم العضوية:13458
|
|
تاريخ التسجيل: January 2007
الجنسية: مصــري
الإقامة: مصــر
المشاركات: 810
|
|
|
رد: خــواطــر كلثــوميــة .. على هامش أغنيات كوكب الشرق !
افرح يا قلبي .. السعادة بعد طول العذاب !
بالمرور السريع على أغنيات أم كلثوم التي كتبها الشاعر الرقيق أحمد رامي ، سيتضح أن معظمها يدور في فلك واحد
رسم فيها رامي صورة العاشق المتيم ، في صورته الكلاسيكية .
حبيبٌ يقضي أيامه في شوق و حنين .. و ليله في سهرٍ و دموع !..
و يكاد يكون السهر أهم كلمة في قاموسه اللغوي ، و قد عبر عنه بشتى الطرق :
- سهران لوحدي أناجي طيفك الساري
- الليل عليــا طال بين السهـر و النوح
- النوم يداعب جفون حبيبي و السهر شاغل جفوني
- و عينيا مجافيهـا النـــوم يا مسهرني
يسيطر عليه الحزن ، يملأه الشجن .. يشكو الحرمان في انتظار دائم : " أنا في انتظارك مليت .. "
أجمل لحظاته يعيشها في خياله خارج حدود الزمن : و إيه يفيد الزمن مع اللي عاش في الخيال !
أو مع ذكريات الماضي ، فيناجي طيف حبيبه قائلاً : فاكر لما كنت جنبي !..
رامي في أغنياته - كما ذكرت سابقاً - يمثل الطرف الضعيف في علاقة الحب .. " و انا اللي قلبي ملك ايديك تنعم و تحرم زي هواك "
بل و يسعد بذله في هذا الحب " وعمري ما اشكي من حبك مهما غرامك لوعني " ، " انت ظالمني و انا راضي " ، " عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك " !
و لا عجب في ذلك فهو يختزل الحياة في حبه فقط " إنت النعيم و الهنا .. إنت العذاب و الضنا .. و العمر إيه غير دول "
حبيبٌ مخلص إلى أبعد الحدود ، مستسلم تماماً للحب ، راضٍ بقدره و لا يحاول تغييره
مشاعره خالصة ، متحررة تماماً من سيطرة العقل ..
و هذا ما قد يحوِّله إلى دمية يسهل التلاعب بها !.. و هذا سبب عذابه
فيشكي حاله :
" صعبان عليا اللى قاسيته فى الحب من طول الهجـران
ما اعرفش إيه اللى جنيته من بعد مارضيت بالحرمـــان
فضلت اقول الزمـان غير على البعد حالك
والا الرضــا بالهــوان كتـَّـر عليـا دلالك "
حتى و إن قرر التخلص من هذا العذاب و يعلنها صريحة " هجرتك " .. يكون هذا حاله :
و فضلت أفكر في النسيان لما بقى النسيان همي
و إن ابتسم له القدر و أسعده بتجدد الوصال يتساءل : جددت حبك ليه ؟!
و إن رقَّ الحبيب و وعده بلقاء يتصرف هكذا :
صعب عليا أنـــــــام .. أحسن أشوف المنــــام .. غير اللي يتمناه قلبي
فعدم نومه ليس خشية لفوات الموعد ، و لكن خشية أن يرى مناماً مزعجاً يفسد عليه فرحته !..
كم كان رقيقاً شاعرنا أحمد رامي ..
من بين أغنياته اخترت " افرح يا قلبي " .. لأرى كيف يفرح هذا العاشق المُعذب الذي عاش طويلاً في حرمان !
|