[hafid]

لا بدّ لي بادئ ذي بدءٍ أن أتقدّم بعميق شكري للأستاذ العلاّمة بحري على إتحافنا مرّةً أخرى بإحدى روائع حفلات أبي هيثم المفقودة ألا و هي هذه الحفلة الّتي بين أيدينا بعد أن طال انتظارنا لأيّ جديد لهذا المطرب عليه رحمة الله.

و أنا مع رأي الصّديق الكلثومي فيما قاله، فنحن نترقّبُ كلّ ما يضاف إلى هذه الصّفحة من تسجيلات أو تعليقات لاسيما إذا جاءت على يد الأستاذ بحري لعلمنا المسبق بما تحويه من الفائدة العظيمة و المادّة السّمعيّة شديدة النّدرة، بل و حتّى المشاركات التّائهون أصحابها نقوم بالردّ عليها و إرشادهم إلى المكان الذي يحسن بهم وضعها فيه و كلّ ذلك لأنّنا نعتبر هذا المطرب مطربنا و لأنّنا أكثرُ النّاس حباً لفنّه و أشدّهم حرصاً و غيرةً عليه.

الحفلة جميلة و رائقة و حوت جملة من الموشّحات الشّهيرة الّتي لم نسمعها قط من محمّد خيري، لكن ما نغّص علينا السّمع، كما ذكر أخي الحازم، هو هذا الأداء الجماعي السّريع و النّمطي رغم تلك التّلوينات و التّفريدات من أبي الهيثم، و إذا شئنا أن نقارنها مثلاً بالجلسة الّتي جمعت بكري الكردي بمحمّد خيري و الّتي كان فيها صوت خيري واضحاً و هو يغنّي مع البطانة، ستجد الفرق كبيراً و البين شاسعاً من حيثُ لذّة السّماع و وضوحه و من خلال ذلك تحقّق الطّرب و حصوله و السّبب في ذلك راجع إلى سرعة الأداء و الإيقاع في الأولى و تؤدة المؤدين و رويّتهم في الثانية.