الموضوع: د. جمال حمدان
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25/10/2006, 21h56
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جمال حمدان - راهب العلم


إبريل أقسى الشهور.. هكذا بدأ الشاعر الانجليزي ت.س إليوت قصيدته الشهيرة "الأرض الخراب"، وهكذا أيضا يرسم لنا هذا الشهر الكئيب العاصف أكثر الصور قسوة وعبثية؛ ففي 17 إبريل عام 1993 رحل العبقري جمال حمدان صاحب موسوعة شخصية مصر إثر حادث اشتعال أنبوبة بوتاجاز في شقته، اختلفت آراء المفسرين لهذا الحادث، ولكن أصابع الاتهام أشارت إلى الموساد الإسرائيلي في تنفيذ العملية؛ فالرجل كتب كثيرا عن اليهود وفضح أكاذيبهم، أهم أعماله اختفت إثر الحادث وهي موسوعة العالم الإسلامي المعاصر والتي كان بصدد إرسالها إلى المطبعة يقال إنها السبب في حادث اغتياله وقت اختفت هذه الموسوعة ولا يعرف أحد حتى الآن أين ذهبت.

كان حمدان أستاذا مرموقا للجغرافيا السياسية بكلية الآداب جامعة القاهرة، لكنه اعتزل الحياة الجامعية عام 1963 وتفرغ للعلم بين جدران منزله ولم يتزوج. المدهش أن حمدان ذلك الرجل الذي كان يحمل ملامح صارمة وشخصية تفتقد اللباقة الاجتماعية وله سلوك كحد السيف، كان في غاية الرومانسية، ويحكي أصدقاؤه والمقربون عن تلك الفتاة الشقراء التي أحبها في أثناء بعثة الدكتوراة في جامعة ريدنج بإنجلترا، وانتهى هذا الحب بالفشل لأسباب غامضة. ولكنه ظل مخلصا لها طيلة حياته، محتفظا بصورتها التي لم تلتهمها ألسنة نيران أنبوبة البوتاجاز، وكأنها أرادت أن تصالحه فتركت له صورتها بعيدة عن ألسنة اللهب.

لحمدان علاقة أخرى بإحدى زميلاته التي ارتبطت معه بعلاقة عاطفية كانت معروفة للجميع، ولكنها تخلت عنه إثر اصطدامه بالفساد الإداري بالكلية -آنذاك- حيث تمت ترقيته إلى أستاذ بقسم الجغرافيا في قرار واحد مع زميل له اعتاد أن يسرق مؤلفات د. حمدان ويقوم بتدريسها لطلبة الجغرافيا بالسودان. انتهت هذه الأزمة باستقالة حمدان، تخلت عنه زميلته إبان هذه الأزمة وأخبرته أنها في انتظار ترقية وتخشى أن تؤثر علاقتهما على مستقبلها الوظيفي. لتنتهي حياة حمدان بالعزوبية الأبدية بعد هذه العلاقة.
المصدر : http://www.islamonline.net
.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg pic16b.jpg‏ (5.8 كيلوبايت, المشاهدات 78)
رد مع اقتباس