يا سلام على الأوقات الحلوة ,
و الله اليوم دة عدى و كأنه ساعة
أولا أنا آسف جدا على تأخرى فى المشاركة معكم فى موضوع هذا اللقاء الرائع بسبب العمل و الله , 
ثانيا أنت وحشتنا يا عم جمال بزاف , برشا , واجد , وايد , كتير كتير , جدا قوى خالص........
بدأ الموضوع بعد أن أعلمنى أخونا غازى بوصول الأخ العزيز الاستاذ جمال الدين و حرمه إلى القاهرة و إن الإخوة طاقم القاهرة هايكونوا معاه الى أن يأتى إلى الاسكندرية يوم 6 ديسمبر,
و للأسف الشديد ان هذه الفترة كانت صعبة جدا عليا فى العمل لدرجة انى قدرت آخد اجازة يوم 7فقط , و لولاها لكنت معهم فى القاهرة طوال فترة تواجدهم ,
المهم انى ظللت اتصل بالاستاذ جمال فور وصوله للاسكندرية منذ ظهر يوم 6 و حتى المساء إلى ان رد على بعد ان كدنا نقلق عليه فى الساعة التاسعة مساءا ,
و بسبب العمل لم استطع أن أقابل الاستاذ جمال فى الفندق قبل الساعة الحادية عشر مساءا ,       
    و حقيقة لم يختلف كثيرا عن صورته التى تصورتها , غير أن شخصيته و طبيعته هى محل الاختلاف الكبير بين الواقع و الخيال, 
فالود الصادق هو أول ما قابلنى فى ابتسامته حتى كأنه هو من يرحب بى فى الاسكندرية و يرفع الكلفة و يزيل الحواجز ,  
  
ثانيا و مع الحديث مع استاذ جمال تعرف المعنى الحقيقى للحضارة ,
أى و الله الحضارة " اللى هى بتاعت الدول دى" , تجد الحضارة بكل تفاصيلها و قد انطبعت على سلوك و أخلاقيات استاذ جمال , 
فالكلام و إن كان مرسل و بدون حساب و من القلب , إلا انه كله ذوق 
و الصدق فى الحديث و إن كان خالصا و دون مواربة إلا انه لا يجرح
و الحكم على الاشياء لا يأتى سريعا كعادتنا نحن من " ترعرع " فى الشرق , بل الحكم عند استاذ جمال موضوعى جدا و مسبب جدا جدا و يأتى بعد الدراسة و رأى العين 
فضلا عن تفاصيل صغيرة و بسيطة جدا فى سلوكه قد لا يلاحظها هو و لكن يلاحظها أى عربى تعب من سلبيات مجتمعه , ليشعر بفارق كبير بين السلوك المتحضر و السلوك الأرعن الذى يحيط به من أفراد مجتمعات العرب..
اتمشينا على كورنيش اسكندرية و دخلنا قصر المنتزه الذى كان فى يوم من الأيام يخص الملك فاروق و أسرة محمد على , و آلت ملكيته إلى الشعب على الصعيد الرسمى , و إلى ال couples و الحبيبة فى الواقع.
المهم إنى عشت دور المرشد السياحى  و فضلت أقول فى القصر دة يا استاذ جمال اتصوّر فيلم رُدَّ فلبى , و على الشاطئ دة اتصور فيلم أبى فوق الشجرة و غنى حليم أحضان الحبايب,
 و فضلت أقول فى القصر دة يا استاذ جمال اتصوّر فيلم رُدَّ فلبى , و على الشاطئ دة اتصور فيلم أبى فوق الشجرة و غنى حليم أحضان الحبايب, 
و المبنى دة كان سكن لخدم القصر و أصبح مبنى إدارى لأحد الفنادق ,            و كأنها مكتوبة لنا إن أسرة محمد على تبنى قصور عشان نتمشى إحنا الغلابة ولاد الغلابة فيها
   و سبحان من يغيّر و لا يتغير.
   بعدها رحنا قلعة قايتباى و جلسنا على قهوة فاروق فى بحرى و أخذنا الحديث , حكى لى الاستاذ جمال عن المغرب و حياته فيها و أسعدنى أن مصر هى أول بلد عربى يزورها.و حدثنى عن فرنسا و حالها و حال العرب و الاسلام فيها , و عن عمله و بداياته فى فرنسا و عن اعتزازه بشرقيته برغم مرور أكثر من 25 سنة على إقامته بفرنسا , و عن حبه للفن الشرقى الذى يمثل له - غير الاستمتاع بما فيه – نفحة حنين إلى الشرق الذى يعشقه.
   و حكى لى ايضا عن سفرياته لأوروبا كلها و لأمريكا  و حدثنى عن الفروق و الاختلافات بين البشر اللى ليهم إيدين و رجلين هناك و البشر اللى ليهم لسان بس فى بلاد العرب ,
   شدتنى فى حكاياته قصة فى أمريكا قصد هو ان يحكى كل تفاصيلها التى حدثت امامه و لابد ان أذكرها , عن سيارة شرطة امريكية تقبض على لص سيارات سرق تاكسى ليعمل عليه , قبضوا على اللص و فتشوه "باحترام " و نزل ركاب التاكسى فدفعوا أجرة " التاكسى المسروق " !!! 
   و أمر الضابط اللص بأن يضع المال فى جيبه , برغم أن المال هو مال التاكسى المسروق ,
   و السبب ببساطة أن الضابط ترك السارق يحصل على ما أراده من السرقة , و اقتاد اللص للسجن ليقتص منه المجتمع و التاكسى يعيده إلى صاحبه ,
   فيحصل كل على ما يستحقه ,
   و كم أثرت فيّ قصته على بساطتها , و كم شعرت بالعدل و القسطاس فى تصرف رجل البوليس الذى لا يمارس القانون , بقدر ما يمارس العدالة.
   و كأن الأستاذ جمال كان يعلم أنه سيؤثر فىّ جيدا بهذه القصة ليبهرنى بعدالة الغرب الذى التهم حديثنا كله فى هذه الليلة ,
  و ظللنا نتكلم حتى قرب الفجر فقمنا على موعد فى صباح اليوم التالى.