نحب الأغاني لجمال الموسيقي والأداء وربما لسبب اَخر هام وهو ان الكثير من
الأغاني التي نحبها لها حكاية أو حكايات معنا.
ما رأيكم أن نبدأ بسرد ذكرياتنا مع بعض الأغاني التي نحبها أو نسرد حكايتنا مع تلك الأغاني.
أعتقد ان الفكرة جميلة وربما ستدور معظم الحكايات حول الجانب الرومانسي لفترة
من فترات عمرنا - وماله مش عيب !!! - وبالتأكيد هناك حكايات أخري غير رومانسيه
مثل التي سأحكيها عن أغنية فيروز الجميلة ( حبيتك بالصيف ).
أتذكر انه ربما في الستينيات من القرن الماضي ، لا أدري لماذا أضحك الاَن، يبدو انني
صرت عجوزا بالفعل!!! المهم كانت الأسره تعيش في أحد المدن المصرية الصغيرة
والجميلة اّنذاك وكان منزلنا يقع فوق هضبة عالية وبالأسفل كانت هناك حديقة كبيرة
يحدها من الجانبان طريقان صاعدان ليصلا أسفل المدينة بالجزء العالي الذي كان به
منزلنا، وكان أهل المدينه يسميان الطريق الصاعد بالمطلع.
كان هناك مقاماً صغيراً لأحد أولياء الله الصالحين يتوسط المطلع اليمين وعلي جانبه
الأيمن وهو علي الدوام مطليا بألوان زاهية، خطوط عريضة زرقاء وبيضاء وتعلوه قبة
جميلة وصغيرة بيضاء اللون وبضعة درجات لسلم تكسرت حوافه تصل لباب المقام الخشبي العتيق.
وفي صباح أحد أيام الشتاء. كانت الشمس دافئة وكما لو كانت المدينة بأكملها لا تزال نائمة
أو لعلها كانت تنصت معي لتلك الأعنية الجميلة ( حبيتك في الصيف ) والتي كانت
تصدر من أحد المسجلات والذي وضعه صاحبه قوق أحد درجات سلم المقام.
ورغم طول المسافة وبعد الزمن غير انني لا يمكن ان أنسي ذلك المشهد الرائع كلما أستمعت
لتلك الأعنية الجميلة. رائحة الشتاء وجمال الهدوء لمدينة لا تزال نائمة او تستمع للأعنية
والحديقة الكبيرة الرابضة بالأسفل بأشجارها العالية وقبة المقام الصغيرة البيضاء
والمسجل الموضوع علي أحد درجات السلم المكسورة لمقام أحد الأولياء الصالحين
وفيروز تصدح حبيتك بالصيف.
"للموضوع بقية"