عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 12/12/2009, 16h39
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: January 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: بغداديــــــات

بغداديــــــــات
الزورخــانـــة

الزورخانة كلمة فارسية تتألف من مقطعين :زور بمعنى قوة وخانه بمعنى محل وعلى ذلك فهي نادي القوة
وكانت الزورخانة بمثابة الاندية الرياضية الحديثة الا انها اقتصرت على تمارين والعاب خاصة بتهيئة اجسام الرياضيين (الزورخنجية) وتأهيلهم للمصارعة ومن تلك التمارين:
الشناو--وله تختة خاصة طولها حوالى متر تستند على الارض بقاعدتين ويمسك الرياضي تلك التختة بيديه مادا جسمه الى الخلف على ان تكون ذراعاه ممدودتين ثم يبدأ بثني ومد ذراعيه عدة مرات تنفيذا لامر الاستاذ.ومما يجدر بالتنويه ان الحاج عباي الديك قد وصل الى الف شناو. ويقوي الشناو عضلات الكتفين والذراعين بالدرجة الاولى كما يقوي البطن والساقين
الميال--اداة تصنع من الخشب في نهايتها مقبض مجروخ يستعملها الرياضيون لتقوية الكتفين والذراعين اذ يمسك الرياضي كل ميل بيد ويشرع في اجراء التمارين اليومية على (حس الدنبك) الذي سـأتكلم علية لاحقا.
وتختلف الاميال في الثقل ولذلك يتدرج الرياضي في استعمالها مبتدئا بالخفيفة وبأشراف الاستاذ يقوم بتمارين منها الكبركه والمقص ورمي الميل الى الاعلى ثم مسكه وغير ذلك
-وهناك ادوات وتمارين اخرى كالسلاسل الحديدية الثقيلة وتمارين القفز وغيرها مما يؤدي الى تقوية جسم الرياضي واعداده للمصارعة
-تخصص كل زورخانة يومين من ايام الاسبوع للتمرين على المصارعة بين منتسبيها وحسب راي الاستاذ الذي يعين فلانا مع فلان اما بقية ايام الاسبوع فيمارس فيها الرياضيون التمارين التي اشرت اليها.
تأسيـــس الجفرة--

في وسط كل زورخانة توجد حفرة دائرية او مضلعة يتراوح قطرها بين 4و5 امتار يمارس عليها الرياضيون تمارينهم اليومية وتهيأ الجفرة على النحو التالي حتى لايصاب الرياضيون بأذى :
تحفر ارض الجفرة بعمق يتراوح بين 4-5 م ويوضع فيها كمية كبيرة من قشور الحنطة او قشور الرز وتسمى ب(السبوس) ثم يوضع فوقه عدة باقات من الشوك اليابس بشكل يجعل كل حزمة تعاكس الاخرى اى رأسا لعقب ,ثم تغطى باقات من الشوك بحصران جوازري تدفن بكمية من تراب النهر الممزوج بالطين والرمل ثم يسوى تسوية جيدة بعد رشه بالماء عدة مرات

تقالـــــــيد الزورخانة--
هناك تقاليد ثابتة خاصة بالزورخانات منها
1-ان يكون الزورخنجي نظيفا (غير مجنب) وان يكون (عل وضو)فاذا اصيب احد الرياضيين بأذى ونزف منه الدم فيعزى ذلك الى وجود مجنب بين الرياضيين وعندئذ يأمر الاستاذ بأيقاف اللعب . ون هنا اصبح مألوفا ما يردده الاستاذ بين حين وأخر بصوته العالي فهو عندما يقول (تارك الصلاة نعلت) يجيبه الشواغيل (الرياضيون) بقولهم (هـزار دفعت )اى ألف مرة.والملاحظ هنا ان جميع الاسماءوالتعابير فارسية ظلت مستعملة في العراق كما هو شأن بقية الاسماء في عالم الرياضة ففي لعبة كرة القدم مانزال ما أصطلح عليه الانكليز من الفاظ كفاول واوف سايد واوت وغيرها .اما في عالم الصناعة فان جميع اسماء الادوات ظلت كما هي دون تبديل فمن ادوات السيارات مثلا البندل والسويج والبا تري واللايت وعندي مجموعة خاصة بالالفاظ الاعجمية المستعملة في حياتنا اليومية الراهنة ولست ادري متى تزول او يستعاض عنها بكلمات عربية
2-قراءة الفاتحة على روح مؤسـس الجفرة عند دخولها وذلك بلمس ارض الجفرة وتقبيل اليد التي لمستها ثم الشروع بقراءة سورة الفاتحة وقد اشتهر (بورياي ولي )بأنه مؤســس الجفرة في ايران
3- ارتداء (الجسوة)في المصارعة وهي سروال سميك يغطي الجسم من المحزم حتى اسفل الركبة بقليل وتخاط فوق الركبة قطع جلدية
4-اجراء التمارين على ايقاع (المرشد )الذي يجلس على دكة عالية يشرف على الرياضيين ويضرب على الدنبك بكلتا يديه (ويســـمى -زرب-)بمعنى ضرب وهي كلمة عربية صرفة رسم الضادفيها زايا خضوعا للنطق الاعجمي كما يغني غناء خاصا يستحث به همة الرياضيين ويزيد من نشاطهم
5-تبادل الزيارات الدورية بين رياضيي الزورخانات حسب اتفاق المســؤولين .ومن تقاليد الزورخانة في هذا الصدد اعداد الطعام لكافة الرياضيين الزائرين على نفقة منتسبيها وهذا التقليد المستحب مما يقوي وشائج الصداقة والاخوة التي زرعتها الرياضة في قلوبهم.
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس