بغداديـــــــــات
الحشـــاشة
الحشاش اسم يطلق على من يتعاطى الحشيشة في بغداد .والحشيشة تسمى في مصر (حشيش)وفي لبنان (كيف) وهي نوع من زرع القنب مشهورة في العراق منذ قديم الزمان ثم انحدر الى الشام ومصر.
وللحشيشة انواع منها ما يبلعه المدمنون ومنها ما يدخن في النركيلة او السكارة. وتدخينها في السكارة هو الشائع في بغداد بل في العراق وقال احد مجربي الحشيش (شعرت كأن جدران الكون انبسطت حولي وصدرت منه اصوات فطرية ازالت ما في نفسي من وهم وخوف وفتح امامي فردوس النعيم وخضت في بحر من البهجة والسرور وطفح الحب على نفسي وبعد ساعات قليلة اخذت هذه الناضر تتلاشى وشعرت بجوع شديد فدخلت مطعما اكلت فية ما قدم لي من طعام واحسبه الذ ماذقته ثم عدت الى مخدعي ونمت نوما عميقا ولم يبق من تأثير الحشيش سوى اصفراروجهي وتعب جسمي)
وهذا الانطباع هو ما يشعر به كل حشاش ولذلك فهم دائوا قابعون في مقاهي صغيرة تشبه الدهاليز يستمعون الى اسطوانات اغاني الصفطي ورشيد القندرجي (بالزير)وغيرهما وهي تصدر من الفنغراف ابو البوري (الحاكي) ويكثرون من شرب الشاي السنكين واكل التمر وباعتبار الحشيشة (اتحب الحلاه)كما يقولون .ان معظم الحشاشة بل جميعهم جبناء (واحدهم ايخاف من خياله) وذلك لتأثير الحشيشة على اعصابهم
وللحشاش خيال بارع ولهم نكات لطيفة ويجودون بالحلول الصحيحة لقضايا عويصة كثيرة وساورد هنا نكتة واحدة وحلا لمشكلة عويصة على سبيل المثال
جلس احدهم يدخن الحشيشة (ويضرب خيال )على الدخان المتصاعد من سكارته وقد وضع احدى قدميه تحته بعد ان خلع نعلها وظلت قدمه الاخرى على الارض ولما هم بالانصراف التفت نحو الارض فشاهد احدى قدميه عليها تنتعل نعلها بينما وجد فردة النعل الثانية خالية فصاح مخاطبا القهواتي
تعال يابه لعد رجلي اللخ (الاخرى )وين ؟)فقال حشاش اخر كان يجلس وزميله في مقابل الحشاش الاول مخاطبا زميله (كوم يابه كوم ليروح يبلينه)اى يتهمنا ويحل علينا البلاء
اما فيفي صدد المشكلة فيقال ان احدهم نذر ان يذبح ذبيحة لوجة الله عرض ليتها(شحمها) خمسة اشبار اذا رزق بمولود ذكر
ونذور البغادة كثيرة ومناسبايها عديدة فمنهم من ينذر (خطار واهليه )او كربه عليها شموع للخضر ابو محمد (يسيسها)بالشط او خبز العباس وغير ذلك من النذور الكثيرة .وجاء في امثالهم (الولد العايش بالنذور هم مينراد)
وقد ولدت زوجة الرجل الناذر غلاما فاطلقت الهلاهل واقيمت الافراح وقصد زوجها (الجوبه)مفتشا عن الخروف المنذور فوجد اكبر لية لاكبر كبش لاتفي بالقياس الذي نذرة فعاد مهموما شاعرا بعجزة عن الوفاء بالنذر خائفا ان يموت ابنه الذى انتظره بفارغ الصبر
فأشار عليه احدهم ان يقصد جايخانة الحشاشة ليعرض عليهم مشكلته وعندئذ سيجد الحل الصحيح .فذهب الرجل الى الجاي خانه المشهورة في محلة الميدان ببغداد وجلس على اول مقعد فسأله صاحب المقهى :
اعمــــرلك؟(اى اقدم لك سكارة حشيشة) فأجابه :لا
اجيب لك جاي تازه
لااني عندي مشكلة
ثم قص حكايته على مسمع من الحشاشة الموجودين فأجابه حشاش كان جالسا بقربه(يابه دخذه للمحروسوروح للجوبه اوكدر ابشبره ياليه التريدها) وهنا انفرجت اسارير صاحب النذر وعمل بما قال الحشاش وكان انجح حل والحشيشة في بغداد بل في العراق في طريقها الى الزوال لثأثيرها السلبي على الصحة.
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ