عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21/10/2006, 03h27
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 839
افتراضي مشاركة: عبد الرحمن الخميسى 3

عبدالرحمن الخميسي.. موهبة شاملة وحياة عريضة ( 3 )


وهج لا تطفئه الغربة
وقد بدأ الخيمسي جولته في الغربة ببيروت التي لم تطل إقامته فيها لأكثر من أربعة شهور, فقد كانت بغداد تتطلع آنذاك لأن تكون مركز المعارضة العربية لنظام أنور السادات, حيث اجتذبت عددًا كبيرًا من المثقفين الذين خرجوا تباعًا من مصر, وهكذا انضم الخميسي إلى كتّاب صحيفة (الثورة) العراقية مع أحمد عباس صالح, وأمير اسكندر, وسعد زغلول فؤاد, ونبيل زكي, وفتحي خليل وغيرهم.وفي العراق, بدأ الخميسي في مناخ جديد: كتب ونشر ما شاء له من الشعر, والقصة, والمقال السياسي, لكنه بطبيعته الليبرالية سرعان ما وقع في خلاف مع النظام العراقي, وتفاقمت الأمور حين لم يجد مانعا يمنعه من أن يبيع سيارة أمريكية فارهة كان الرئيس صدام حسين قد أهداها له. ويروي يوسف الشريف أنه جهز نفسه للسفر في سرية بالغة وبعد أن أصبح على وشك الرحيل أمسك بالتلفون - قبل نصف الساعة الأخيرة على إقلاع الطائرة - وأدار القرص طالبًا رقم الهاتف المباشر لطارق عزيز, وكانت عائشة ابنة الخميسي في ذهول وهي تسمع أباها يكيل لطارق عزيز مختلف ألوان الشتائم بصوته الهادر, ويصب لعناته على النظام العراقي, ولم يجد النظام العراقي فرصة للانتقام منه إلا في ابنته عائشة التي اعتقلت لمدة شهرين كاملين قضتهما في الحجز مع المتهمات جنائيا, حتي تقرر الإفراج عنها وعادت إلى القاهرة مستغنية عن إكمال دراستها الجامعية التي كانت قد بدأتها في العراق, وانتقل الخميسي إلى موسكو حيث عاش سنوات حياته الأخيرة. وقد عاش في البداية في شقة صغيرة والتحق شكليًا بالعمل بدار التقدم السوفييتية التي كانت تترجم (عيون الأدب الروسي) إلى العربية, ثم أخذ نجمه يصعد في موسكو حتى أصبح بمنزلة المواطن العربي الأول فيها. وقد أصبح معروفًا في المجتمعات السوفييتية والمجتمعات الشرقية الدائرة في فلك السوفييت بفضل صوره المطبوعة على أغلفة دواوينه الشعرية, وتلك التي كانت تنشرها الصحف, وظهوره على شاشة التلفزيون في المناسبات, خاصة بعد اختياره رئيسًا للجنة التحكيم في جائزة كتّاب آسيا وإفريقيا. ومما هو جدير بالذكر أن جاجارين قد توقف في مذكراته مطولاً أمام شخصية الخميسي التي لفتت نظره بشدة خلال زيارته إلى القاهرة, وأسهب في وصفه كشخص متميز ومتألق.
وقد منح الخميسي وسام لينين للسلام عام 1981, وأقيم حفل كبير في موسكو بهذه المناسبة, ثم تكرر الاحتفال به عربيًا في بيروت, وألقى ياسر عرفات في الحفل العربي كلمة أشاد فيها بدور الخميسي. وتوطدت علاقته في أثناء إقامته في موسكو بعبدالفتاح إسماعيل الرئيس الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية, وكان الخميسي أشد الناس حزنًا لاختفائه. ولم يكن الخميسي يلازم موسكو طيلة الوقت, لكنه كان يتحرك في الإطار الذي يتوافق مع توجهاته, فكان يشارك في نشاط مؤتمر الشعب العربي في ليبيا بصفته رئيسًا للوفد المصري, وكلما زار ليبيا كانت أبواب الأخ العقيد معمر القذافي مفتوحة لاستقباله.
على المستوى الشخصي عاش الخميسي حياة الصعلكة وكثرة الزواج, وقد ظل يعاني من عدم الاستقرار في كل شيء حتى في سكنه, وكان مغامرا بوهيميا مهزارًا, كانت أولى زوجاته السيدة هانم والدة ابنه عبدالملك, ثم السيدة شفيقة التي أنجبت له على التوالي: ضياء وأحمد وفتحي وعزة وعائشة ومنى, ثم السيدة ألطاف والدة نهاد وعبدالرحمن وعرابي وطارق, ثم الفنانة فاتن الشوباشي والدة خالد وهند,هذا غير مَنْ تزوج بهن في المنصورة قبل قدومه إلى القاهرة مثل الممرضة محاسن, ثم خلال غربته عن مصر مثل حياة المذيعة البحرينية, فضلاً عمَنْ وقع في غرامهن أو وقعن في غرامه! وقد شرع في كتابة مذكراته أكثر من مرة لكنه لم يتمها.

رد مع اقتباس